ما مدى ضرورة الإرشاد النفسي؟
لا يعتبر البعض أنّ علم الإرشاد النفسي ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، وذلك لعدّة اعتبارات تتعلّق بالمكان والزمان والثقافة السائدة، ولعلّ علم الإرشاد النفسي في العديد من الدول الغربية الأكثر تطوّراً يعتبر حاجة مُلحّة لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن في دول العالم الثالث أو بما يسمى بالدول النائية يعتبر الإرشادي النفسي أمر يتعلّق بالترف ومضيعة المال، لذلك نجدّ أنّ كثيراً من أبناء المجتمعات النائية تنتشر فيهم الظواهر السلبية التي يتم معالجتها أساساً من خلال الإرشاد النفسي.
الإرشاد النفسي ضرورة:
في كلّ يوم يزداد التطوّر العالمي وتختلط الثقافات وللغات العالمية، وتزداد معها أعداد السكان وتزداد المشكلات النفسية التي يعاني منها الأفراد، ولكن لا يمكن أن يتمّ اعتبار الإرشاد النفسي علماً مساعداً فقط دون أن نعطيه حقّه الطبيعي في الدور الذي يقوم به من خلال إنقاذ العديدين من مراحل متقدّمة من المشكلات النفسية التي قد تصل إلى حدّ الجنون، ولعلّ ما يجعل من الإرشاد النفسي ضرورة لا يمكن تغافلها النتائج والإحصائيات التي أثبتت جدارتها فيما يخصّ هذا العلم.
عندما يكون الإرشاد النفسي وسيلة يتمّ من خلالها التخلّص من العديد من المشكلات التي هي بالأساس سبب رئيسي من أسباب الفشل، وعدم القدرة على تخطّي المصاعب والعقبات التي يسهل على الشخص الطبيعي الواثق من نفسه ان يتجاوزها، فإنّ الإرشاد النفسي حينها لا يكون فقط وسيلة مساعدة للاندماج في المجتمع وحسب، وإنما هو علم قائم على تطوير الذات وصنع الفوارق التي لم يكن المسترشد في يوم من الأيام يحلم في أن تقلب حياته رأساً على عقب نحو الأفضل.
ما مدى إدراك قيمة الإرشاد النفسي؟
إنّ الإرشاد النفسي ضرورة لمن يدرك القيمة الحقيقية لهذا العلم، وهو المنفذ الحقيقي للمشاكل النفسية التي يعاني منها الكثيرون ولكن لا تسمح لهم انفسهم بأن يكونوا موضع تشكيك في مبادئهم، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام مشاكل أثّرت في العديد من جوانب حياتهم، لتكون عملية الخضوع للإرشاد النفسي هي الوسيلة الأكثر أماناً ونجاحاً في تفادي المشاكل والعقبات التي تتوالى على صاحبها في حال عدم استدراك الموقف، فالإرشاد النفسي وسيلة للحياة النجاة لمن يعرف قيمته.