فن وعلم الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر العديد من الأفراد والباحثين أن الإرشاد النفسي هو علم متخصّص كفرع من فروع علم النفس، وأنّ هذا العلم يقوم على مجموعة من القواعد والمعلومات التي لا يصحّ تجاوزها، وأن المرشد النفسي الذي يعتبر القطب الآخر من أقطاب العملية الإرشادية هو شخص يلتزم بقواعد علم الإرشاد النفسي ويعمل على تطبيقها بحذافيرها فقط، ولكن إن نحن قرأنا علم الإرشاد النفسي بتفاصيل أكثر دقّة سنجد أن هذا العلم هو فنّ ومهارة وإنسانية وفراسة لا يمكن لأي أحد أن يتمتع بهذا الفن.

الإرشاد النفسي فن ومهارة

لا بدّ للمرشد النفسي أن يكون عالماً في التفاصيل الخاصة بالأساليب الإرشادية التي تعمل على معالجة المشاكل النفسية الإرشادية، ولكن عليه أن يتمتّع أيضاً بالقدرة على قراءة الشخصيات والتمعّن فيها، وأن يملك من الفراسة والقدرة على التنبؤ ما لم يملكه غيره، وأن يكون المرشد النفسي موهوباً في مجال اللغة اللفظية المنطوقة أو لغة الجسد، أو إحدى المهارات الحياتية التي تجعله مقنعاً في نظر المسترشدين أو من يرغبون في الالتحاق بركب المسترشدين.

الإرشاد النفسي فن؛ لأنه علم بمقدوره أن يكشف الكثير من الخبايا التي في ذات كلّ فرد في هذه المجتمعات، ولأنه علم يمكن له أن يبرز المهارات ويكشف القدرات الخفية التي لم تظهر بصورة مسبقة بسبب العقبات النفسية وعدم قدرة البيئة على كشف هذه المواهب، ليخرج من صلب العملية الإرشادية فنانون ورسّامون ومبدعون لا يمكن وصف مهاراتهم.

الإرشاد النفسي وإن كان علم في الدرجة الأولى إلا أنّه فنّ يقوم على المطاوعة الحب والتشاركية، فهو علم يقوم على المشاعر وكيفية التحكّم فيها، والعواطف وكيفية امتزاجها مع الفكر بصورة مقبولة لا نكران فيها ولا تبديل، ولعلّ المرشد الذي يستطيع التحكم في مشاعره هو المرشد الأكثر قدرة على الإقناع.

وأن المسترشد الذي يتعامل مع مشكلته الإرشادية بصورة أكثر لباقة وحنكة وتماشياً مع المنطق هو الأكثر قدرة على التخلّص من مشاكله الإرشادية بصورة سريعة، فالإرشاد النفسي علم وفن في ذات الوقت ولا يمكن لنا فصل إحداها عن الأخرى، فلكل منهما طريقة في التعامل مع المسترشد للوصول إلى أفضل الحلول الإرشادية الممكنة.


شارك المقالة: