لا يكون الجسد صحيحاً سالماً ما لم يتحقق شرطين أساسيين، أولهما الصحة العقلية وثانيهما الصحة النفسية، فكثيراً ما نجد أشخاص قد ساءت حالتهم الصحية بصورة مفاجئة بسبب ظروف نفسية أحاطت بهم وتأثروا من خلالها بصورة غير طبيعية، ولعلّ الإرشاد النفسي من خلال سير العملية الإرشادية يعمل على تصحيح هذا المسار ومعالجة التأثيرات السلبية التي تنعكس جرّاء الأزمات العقبات النفسية على صحة الفرد في الإرشاد النفسي.
كيف يعمل الإرشاد النفسي على تحقيق الصحة الجسدية لدى المسترشد
1. مساعدة المسترشد على الاستقرار النفسي والفكري
إذا شعر الإنسان بالراحة النفسية والفكرية فمن الطبيعي أن يتمتع بالصحة الجيّدة والقدرة على الإبداع، على العكس تماماً من أولئك الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وتوثر بصورة ملحوظة على حياتهم وشكلهم ونتاجهم الفكري، ولعلّ العملية الإرشادية التي يخضع إليها المسترشد تعمل بصورة رئيسية على محاولة استعادة التوازن الي لا بدّ وأن يتمتّع به الفرد.
وهذا الأمر من ِشأنه أن يزيد من اهتمامات المسترشد رغبة منه في التخلّص من الظواهر السلبية التي أصبحت تلمّ به بسبب المشكلة النفسية التي يعاني منها، وأصبحت انعكاساتها ظاهرة على صحة الجسد أكثر من أي وقت مضى، والحلّ هو في مقدار الالتزام الذي يظهره المسترشد خلال سير العملية.
2. إظهار التوازنات الفكرية والقدرة على مواجهة المشاكل النفسية
يدرك بعض المسترشدين حجم المشكلة النفسية الي يعانون منها ومع ذلك يحاولون التعايش منها خوفاً من التغيير الذي لا يعتبره البعض مضموناً، الأمر الذي من شأنه حدوث الكثير من الاختلالات الفكرية والنفسية بصورة بطيئة ولكن مؤثرة على الطابع العام لحياة المسترشد، ولكن بعد ان يخضع المسترشد للعملية الإرشادية يبدأ بخل المزيد من التوازنات الفكرية والنفسية التي تساعد على تحقيق النجاح على الصعيد الشخصي والمهني والاجتماعي.
كما ويبدأ المسترشد في مواجهة نفسه بصورة أكثر جرأة ووضوح ويبدأ في المعالجات النفسية من خلال مواجهة الذات، وتخطّي بعض الثوابت التي جعلت من شخصية المسترشد أسيراً لها وهي بالأساس ثوابت وهمية متغيّرة تعمل على العديد من الاختلالات الفكرية لدى المسترشد.
3. القيام ببعض التمارين والاختبارات الجسدية والفكرية الذكية التي تحاف على الصحة البدنية
لا يقتصر عمل المرشد النفسي على المقابلات الإرشادية وتطبيق الخطط الاستراتيجية فقط، ولكن يمكن للمسترشد أن يعمل على تطبيق بعض التمارين الجسدية والفكرية بصورة دائمة بحيث تحقّق هذه الاختبارات بعض التوازنات الفكرية وتحافظ على البنية الجسدية.