قام علم النفس بتعريف الأزمة بأنها حدث ضاغط يقوم بالتأثير على جميع مجالات الحياة، كما أنه يسبب فقدان الأشخاص الشعور بالسعادة وبالتالي ينخفض دورهم الاجتماعي والوظيفي في الحياة، إذا تطورت الأزمة في حياتنا وسببت عدم اتزانفي ترتيبات الحياة الروتينية، فإنه يتحول إلى ما نسمّيه بالصدمة النفسية، التي هي أكثر شدة من الأزمات وتسبب ضغوطات نفسية شديدة، فالفرق بين الصدمة والأزمة هو تأثيرها على الأشخاص، فشدة الحدث والفروق الفردية لدى البشر تتفاوت في طريقة التعامل معها.
مراحل علاج الصدمة النفسية:
أكّدت العديد من الدراسات بأن هناك نتائج تتنوع عن كيفية علاج مراحل الصدمة النفسية وكيف تتم مساعدة الشخص على تخطي المراحل الصعبة في حياته، تم ظهور 4 مراحل مميزة لعلاج الصدمة النفسية، تم أخذها من دراسات فريدة من نوعها في هذا المجال.
- موقع الضحية بعد تجربة صادمة: قد يشعر الشخص الذي عانى من الصدمة بالشلل وانعدام الحياة وفقدان الطاقة أو الإرادة، من منظور نفسي فإنّ تحطيم رفاه الشخص يخلق انشقاق أو شرخ في نفسه، مما يجعله عاجز بشكل مؤقت عن العودة لحياته الطبيعية، هذه مرحلة خطيرة لأنّ الشخص يكون ضعيف جداً، من الضروري أن نطلب المساعدة على الفور من شخص مؤهل لذلك.
- مرحلة النجاة: هي المرحلة الثانية من علاج الصدمة النفسية، يتم ظهور العديد من بوادر عودة النشاط مرة ثانية، يوجد شرارة ولكنها بسيطة من أجل دمج الأجزاء التي تناثرت من الذات التي تم تفجيرها من خلال الصدمة، هنا نشهد إصرار نشط على الشفاء والتخلص من الغضب، لذلك يجب أن يحظى الشخص بالمساعدة والموارد الكافية لمواصلة التقدم في حياته، حيث من السهل جداً العودة إلى مرحلة موقع الضحية في غياب الدعم النفسي المطلوب.
- النمو والازدهار: يكون الفرد هنا قادر على الشفاء الزّخم ويبدأ بدفع نفسه إلى الأمام، تولد النية الحسنة داخل الشخص الذي يمتثل إلى الشفاء، كما يعود الفرح المتأصل في الحياة، يبدأ التخلص بشكل تدريجي من آثار الصدمة النفسية، بالمقابل يبدأ التركيز على النعم الأخرى في الحياة.
- مرحلة المشاركة: يظهر إصرار عالي عند الشخص على الاستفادة من الخبرة ومشاركة دروسها مع الآخرين الذين عانوا من صدمة نفسية مماثلة في حياتهم، في كثير من الأحيان سيستمد الناجي على الطاقة الإيجابية من الغضب الذي شهده والعذاب الذي مرّ به في مرحلة العلاج؛ ذلك حتى يستخدمها في مساعدة الآخرين.