أبو بريص ذو الذيل الشيطاني وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يعتبر أبو بريص ذو الذيل الشيطاني (Satanic Leaf-tailed Gecko) أحد أكثر الأمثلة إثارة للتمويه في مملكة الحيوان، وهو يشبه إلى حد كبير الورقة الميتة بحيث يمكن لأي شخص أن يحدق بها في شجرة ولا يراها ببساطة، ولا يشبه الذيل نوعًا من الأوراق فحسب بل يحتوي على عروق وتغير في اللون وعيوب لأوراق متحللة حقيقية، وهذا مهم لأنّ هذه الوزغة صغيرة الحجم والعديد من الحيوانات الملغاشية موجودة في القائمة، وهذه الأبراص ليست ملونة فقط مثل الأوراق ولكنها تتدلى من الفروع مثل الأوراق، كما يقومون بتسطيح أجسادهم على جذوع الأشجار مع توجيه رؤوسهم إلى الأسفل، ويطلق عليه اسم شيطاني لأنّه يحتوي على زوج من النتوءات المدببة الشيطانية فوق عينيه.

مظهر أبو بريص ذو الذيل الشيطاني

ينمو أبو بريص ذو الذيل الشيطاني إلى 3.5 بوصات فقط بما في ذلك ذيله ويزن أقل من أونصة، ومثل معظم الوزغات لديها عيون ضخمة للرؤية الليلية وأقدامها لها أصابع على شكل برعم مليئة بالكرات مما يسمح لها بالتشبث بأسطح ناعمة مثل الزجاج، وظهره مقوس مثل منحنى الورقة وذيله أيضًا ورقي الشكل مع وجود البقع والمخالفات الموجودة على ورقة متحللة، ويبدو أنّ الذكور لديهم شقوق على ذيولهم أكثر من الإناث، ويحمل جسم الوزغة أيضًا ألوان ورقة ميتة أو محتضرة وله حواف حادة فوق عينيه تضفي عليه مظهرًا يجده بعض الناس شيطانيًا، وأبو بريص ذو الذيل الشيطاني له غشاء واضح فوق عينيه ولكن بدون جفون، وللحفاظ على مقلتي عينيه نظيفتين ورطبتين يقوم الوزغة بلعقها.

للسحلية ذيل قابل للفصل لا يزال يتلوى حتى بعد فصله وهذا ما يسمى بفتح ذاتي، وذيل جديد ينمو مرة أخرى في غضون أسابيع قليلة، وإذا لم ينجح فقدان الذيل تفتح السحلية فمها الذي يكون الجزء الداخلي من اللون الأحمر المذهل ويصرخ في نفس الوقت، وأبو بريص ذو الذيل الشيطاني هي واحدة من عدة حيوانات تطورت لتبدو وكأنها نباتات بغرض التمويه، ويقوم الوزغة بذلك ليس فقط من خلال تلوينه الذي يحتوي على بقع بنية وأسمر وأرجوانية وبرتقالية لأوراق متحللة، ولكن من خلال شكله الظلي وهو غير منتظم بالنسبة للسحلية ويسمح لها بالاختفاء ببساطة في الأشجار التي تعيش فيها، ويحاكي نسيج جلده أيضًا عروق الأوراق، ويمكن أن تتدلى حتى من طرف شجرة لتقليد ورقة.

موطن أبو بريص ذو الذيل الشيطاني

تم العثور على أبو بريص ذو الذيل الشيطاني فقط في مدغشقر وهي جزيرة قبالة قارة إفريقيا، وتوجد في الغابات المطيرة في وسط وشمال البلاد، ولا تعيش الأبراص عالياً في الأشجار ولكنها تفضل الشجيرات والأشجار الصغيرة على بعد بضعة أقدام من الأرض.

حمية أبو بريص ذو الذيل الشيطاني

النظام الغذائي لهذا الوزغة في البرية هو مجموعة واسعة من الحشرات والمفصليات الصغيرة واللافقاريات، وتستهلك الإناث الكثير من القواقع لأنّها تحتاج إلى الكالسيوم في قشرها لإنتاج البيض، كما يتم غبار الأبراص الأسيرة بالفيتامينات والكالسيوم، وهذا الوزغة الصغيرة منعزلة وتقضي أيامها مستلقية على أغصان الأشجار أو لحاء الشجر، وبسبب شكلها ولونها يصعب على الحيوانات المفترسة رؤيته، ولكنها تبدأ في الليل في البحث عن فرائسها وهي حشرات مثل العث والصراصير، وفي الأسر سوف يأكل أبو بريص ذو الذيل الشيطاني أي شيء يمكنه التعامل معه بما في ذلك القواقع والعناكب والصراصير.

أبو بريص ذو الذيل الشيطاني والتهديدات

المفترسات من أبو بريص ذو الذيل الشيطاني هي الجرذان والزواحف الأخرى الكبيرة مثل الثعابين، ويعتقد بعض علماء الأحياء أيضًا أنّ الطيور تفترس الحيوان في حين أنّ البعض الآخر لا يفعل ذلك، ولكن التهديد الأكبر لهذا الوزغة الملغاشية هو تدمير موطنها من خلال قطع الأشجار، ولقد تطورت بشكل فريد لتعيش في موطنها ولا تتكيف بشكل جيد عندما تتعرض للاضطراب، كما أنّ الأبراص المأخوذة من البرية لتكون حيوانات أليفة تهدد أيضًا قدرة الحيوان على الازدهار، وتتغذى الأفاعي على أبو بريص ذو الذيل الشيطاني وربما الطيور الجارحة والفئران.

تكاثر أبو بريص ذو الذيل الشيطاني والصغار

في البرية يبدأ أبو بريص ذو الذيل الشيطاني في التكاثر خلال موسم الأمطار وسوف يتكاثر في الأسر إذا تم إعطاؤه الرعاية المناسبة، وفي البرية تضع الأنثى بيضتين إلى ثلاث بيضات في فضلات الأوراق على الأرض، وستضع حوالي ستة براثن من البيض كل عام، وإذا كانت البويضات مخصبة ستكون صلبة ومستديرة، ويميل البيض غير المخصب إلى أن يكون بيضاويًا ولزجًا بعض الشيء.

تفقس السحالي الصغيرة بعد 90 إلى 120 يومًا وهي نسخ متماثلة صغيرة لوالديها بطول 3 0.12 بوصة فقط بما في ذلك ذيلها، وهم مستقلون ولا يتلقون أي رعاية من أي من الوالدين، وإذا كانوا محظوظين يمكن أن يتمتعوا بعمر يزيد عن 10 سنوات، وعلى الرغم من أنّ العلماء لا يعرفون بالضبط عدد هذه الوزغات الموجودة في البرية.

ولكن اعتبارًا من عام 2021 تعتبر حالة حفظها أقل قلقًا، ومع ذلك فإنّ عدد السكان آخذ في التناقص، وبعد سنوات من توفرها بسهولة من خلال الصادرات المنتظمة من مدغشقر أصبح من الصعب تحديد موقع هذه الأبراص مؤخرًا بسبب حصص التصدير الأصغر من مدغشقر والعدد القليل من الهواة المتفانين الذين يعيدون إنتاجها باستمرار.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016. ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: