أيهما أكثر قوة الأسود أم التماسيح

اقرأ في هذا المقال


لعلّنا كبشر من الكائنات الحية التي استطاعت التفوّق على العالم، ليس بفضل قوّتنا الجسدية وقوّة أجسادنا ولكن بفضل ذكائنا وعقولنا، ولكن ماذا إذا ما التفتنا إلى عالم الحيوان المليء بالمفاجئات التي يصعب على الكثير منّا تصديقها، سنجد أن قوّة عضّة العديد من الحيوانات المفترسة الرئيسية تزيد على قوّة عضة فكّ الإنسان بحوالي عشرين مرّة، ولمن يعتقد أن الأسود والدببة والنمور هي الأكثر قوة فلعله وبعد قراءة هذا المقال سيكون له رأي آخر، فهل تعتبر الأسود أكثر قوة أم التماسيح؟

ما مدى قوة التماسيح

على الرغم من أنّ الكثير منّا يعتقد بأن الثدييات هي الحيوانات الأكثر قوّة وشراسة إلا أنّ التماسيح التي تنحدر من أنواع الزواحف الضخمة التي لطالما تمّ تشبيهها بالدينصورات المنقرضة تعتبر الأكثر قوّة أيضاً، فالتماسيح حيوانات في غاية الضخامة والقوّة وهي تمتلك من الإمكانيات ما يجعلها حيوانات خطرة بل وخطرة جداً على حياة جميع الكائنات الحية، إذ يمكن للتمساح أن يَسحق جمجمة أي حيوان يقع في بين فكّيه بصورة سريعة دون وجود أي آثار تذكر للفريسة كونه يقوم بابتلاعها بصورة كاملة دون أن يقوم بهضمها.

التماسيح ذات الثلاثة عشر نوعاً هي حيوانات ضخمة استطاعت التكيف وفقاً لظروف البيئة التي تتواجد فيها، فهي إن صحّ التعبير تنحدر من سلالة دينصورات قد انقرضت منذ ألاف السنين، ولكن بنيتها الجسدية الصلبة وطبيعتها الحادة وقدرتها على التعايش في الظروف البيئية الأكثر قساوة فتحت لها المجال لأن تتعايش وتثبت وجودها في عالم الحيوان وفي أكثر المناطق خطورة لاحتوائها على حيوانات مفترسة تندرج تحت نفس المسميات المفترسة، إذ يصل طول بعض التماسيح لغاية ستة أمتار ووزنها إلى حوالي الطن الواحد وهذا الأمر يمنحها الأفضلية على الأسود.

التماسيح خطيرة سواء أكانت على البرّ أم داخل المياه، وهي امتحان حقيقي لكلّ حيوان يحاول الاقتراب من المكان الذي تتواجد فيه، إذ لا يسهل على الحيوانات أن تشرب الماه العذبة من الأنهار أن تقوم بهذا الأمر بشكل ساذج وإلا فإنها ستكون آخر رشفة ماء قامت به في حياتها وخاصة إذا ما واجهت تمساح النهر، وهي اختبار أكثر خطورة للحيوانات التي تحاول الاستجمام أو محاولة السباحة داخل المياه سواء أكانت مياه نهر أم بحر فلعلّها ستكون الرحلة الأخيرة إن لم يكن ذلك الحيوان مدركاً تماماً لما سيجده أمامه.

هذه التفاصيل وغيرها الكثير لا تمنح التمساح حقّه في وصف قوّته المُفرطة في القتل، فهو حيوان مفترس ذكي قادر على عمل الكمائن اللازمة من أجل الحصول على صيده بذكاء، فهو لا يصيد بصورة عشوائية كونه قادر على الركض بسرعات كبيرة تصل لغاية ثلاثين كيلو متر في الساعة وقادر على السباحة برشاقة كبيرة وهو أكثر ما يكون قوّة ونشاط أثناء تواجده داخل المياه، إذ يمكن له التنفّس وأنفه وعينيه خارج المياه وباقي جسده الضخم داخلها بحيث لا يممن للعديد من الحيوانات الأخرى رؤيتها.

ما مدى قوة الأسود

يعتبر الأسد من أكثر الحيوانات قوّة وجرأة وقدرة على الصيد، فعلى الرغم من تفوّق التمساح في الحجم والطول وقوّة الفكّ، إلا أن الأسود لها الأفضلية إذا كانت المعركة فيما بينهم على اليابسة، إما إذا ما كانت المعركة داخل المياه فمن الطبيعي أن تكون الأفضلية للتمساح، فالأسد الأفريقي البالغ لا يزيد وزنه على المئتين وخمسين كيلو غرام ولا يزيد طوله على المترين وستين سنتيمتر، ولكنه أكثر سرعة وأكثر رشاقة من التمساح.

تمتاز الأسود بجرأتها وقدرتها عل مهاجمة أي حيوان بري، فهي تمتلك انسيابية جسدية تمنحها الأسبقية، كما وأن أيديها قوية للغاية تنتهي بمخالب قوية تساعدها على تمزيق جلود فرائسها حتى ولو كانت تماسيح، فعلى الرغم من أنّ التماسيح تمتلك العضّة والفكّ الأقوى في عالم الحيوان البري إلا أنّ الأسود تبقى أكثر ذكاء وقدرة على المراوغة.

عادةً لا تعتبر التماسيح الكبيرة من الوجبات السهلة التي ترغب الأسود في الحصول عليها، وكذلك هي الحال بالنسبة للتماسيح إذ لا تُفضّل العبث بأسد أفريقي شاب، فكلا الطرفين يحاول عدم العبث مع الآخر وتقتصر الحالة على قيام أحد الطرفين بمهاجمة صغار الآخر والتهامها، ولعلّ كلاهما يدرك خطورة الآخر، فالأسود عندما تُقدِم على شرب المياه تكون حذرة للغاية خوفاً من غدر التماسيح، وكذلك هي الحال بالنسبة للتماسيح التي تكون في غاية الخطر إذا ما اقتربت من أحد الأسود القوية وخاصة إذا كان حولها العديد من الأسود واللبؤات والتي عادة ما تقوم في الواجب الدفاعي بصورة جيدة.


شارك المقالة: