الببغاء سبيكس وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الببغاء سبيكس أو طائر مكاو سبيكس (Spix’s macaw) أو الببغاء الأزرق الصغير (little blue macaw) هو واحد من أندر الطيور في العالم، ولكن هذا لسوء الحظ يرجع إلى حقيقة أنّ التجارة غير المشروعة وتدمير موطنها والصيد من قبل البشر والحيوانات المفترسة البرية الأخرى أدت إلى اختفائها من البرية، وفي الواقع شوهد آخر ببغاء سبيكس البري منذ أكثر من 20 عامًا، والآن وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) يعتبر الببغاء سبيكس منقرضًا في البرية.

موطن الببغاء سبيكس

تم العثور على الببغاوات سبيكس في المناطق الداخلية شمال غرب البرازيل في مناطق صغيرة في جنوب بياوي أقصى جنوب مارانهاو وشمال شرق جوياس وشمال غرب باهيا، ومع ذلك فقد انقرضت الآن في البرية وباستثناء ذكر واحد فهي موجودة فقط في الأسر في: حديقة الطيور والسرود في ألمانيا و4 طيور لورو باركيه وتينيريفي في إسبانيا، وهناك طائرين في حديقة حيوان نابولي في إيطاليا وطائر واحد في حديقة حيوان ساو باولو في البرازيل، ويوجد 3 طيور كحارس خاص في الفلبين و4 طيور كحارس خاص شمال سويسرا و18 طائرا كحارس خاص في قطر و4 طيور مربي خاص في البرازيل و20 طائرًا ومواقع أخرى في الولايات المتحدة واليابان والبرتغال ويوغوسلافيا.

في وقت من الأوقات كان من المفترض أنّ الببغاوات سبيكس تفضل المناطق التي تحتوي على بساتين من نخيل البريتي (موريشيا فليكسوسا)، لأنّ نظامهم الغذائي يشمل المكسرات التي تنتجها هذه النخيل، ومع ذلك قبل أن تتضاءل أعدادها شوهدت الطيور في منطقة جوازيرو / كوراكو وهي منطقة قاحلة في شمال شرق البرازيل تسمى غابات تابيبويا كاريبة، حيث يمكن العثور على عدد قليل جدًا من أشجار النخيل، وتُعرف النباتات الوفيرة في هذه المنطقة باسم نباتات كايناتيجا وتتكون من شجيرات شوكية.

مظهر الببغاء سبيكس

ريش ببغاوات سبيكس البالغة أزرق باهت مع مسحة خضراء باهتة على الثدي والبطن، والجزء العلوي من الظهر والذيل أزرق أغمق والخدود والخدود رمادية داكنة وغطاء الأذن والجبهة رمادية شاحبة مزرقة، ولون الجانب السفلي من الذيل وغطائيات الأجنحة رمادية داكنة، ومناقيرهم سوداء وأصغر وأقل تقوسًا من منقار الأقارب، وقزحيتهم شاحبة صفراء وأقدامهم رمادية، والجنسين متشابهان، وتزن 360 جم ​​وطولها 55 سم في المتوسط، ويبلغ طول جناحيها 1.2 مترًا ومعدلات التمثيل الغذائي القاعدية 1.245 سم مكعب أكسجين / ساعة، والوراثي والطيور لها ذيل أقصر من البالغين والفك العلوي ذو لون قرن مع جوانب سوداء و قزحية العين بنية.

تكاثر الببغاء سبيكس والصغار

الببغاوات سبيكس أحادية الزوجة وتتزاوج مدى الحياة، ويُشتبه في أنّه عندما كانت الببغاوات أكثر وفرة تنافس الذكور على الرفقاء وكذلك على أماكن التعشيش، ومع ذلك فإنّ الطيور نادرة جدًا لدرجة أنّه يكاد يكون من المستحيل ملاحظة السلوك الطبيعي لا سيما أنّه يُعتقد أنّ طائرًا واحدًا فقط (ذكر) بقي في البرية.

يقترن الذكر البري بمكاو إيليجر (Primolius maracana) وهو طائر من نوع مختلف، ويمكن ملاحظة هذا الزوج في المساء في موقع تجثم تقليدي ليلي يستخدم خارج موسم التكاثر، وعند غروب الشمس يصطحب الببغاء الذكر الأنثى إلى موقع تواجدها ثم يطير إلى مثواه الخاص، ويتزاوج الببغاء سبيكس ومكاو إيليجر كل عام، ومع ذلك فإنّ بيضها أجوف وعقيمة (على الرغم من أنّ الأنثى تحضنها بشكل طبيعي) ولم يتمكن الزوجان من إنجاب صغارها.

في البرية تتكاثر الببغاوات سبيكس بين نوفمبر ومارس، وعادة ما يكون القابض من بيضتين إلى ثلاث بيضات ويتم وضعه في تجاويف التيجان الميتة لأشجار (craibeira)، ويتم إعادة استخدام نفس الأعشاش بشكل عام كل عام، وهذا يجعلها عرضة بشكل خاص للصيد الجائر لأنّ الصيادين يمكنهم ملاحظة موقع العش والعودة في كل موسم تكاثر، ونظرًا لأنّ لديهم محاصيل صغيرة للغاية وتتطلب الببغاوات الصغيرة سبيكس إطعامًا متكررًا أكثر من الببغاوات الصغيرة الأخرى، وخلال هذا الوقت من الضروري عدم إزعاج ببغاوات سبيكس البالغة لأنّها قد تجرح أو تدمر بيضها.

تم تحقيق التكاثر في الأسر عدة مرات، وفي الأسر يبدأ التكاثر في أغسطس ولا يوجد عرض للتودد، وبدلاً من ذلك تتم الإشارة إلى التكاثر عن طريق التغذية المتبادلة، وفترات أطول من الدوس (غالبًا من 5 إلى 10 دقائق) وزيادة العدوانية تجاه الحارس، ويتكون القابض من 2 إلى 4 بيضات (كما هو الحال في البرية) موضوعة على فترات يومين، وليست كل البويضات مخصبة، وتستمر فترة الحضانة 26 يومًا وتفرخ الكتاكيت في شهرين وتكون مستقلة في 5 أشهر، ويصل الأحداث إلى مرحلة النضج الجنسي في 7 سنوات.

عادة ما يكون هناك اثنان أو ثلاثة صغار في كل عش، ويفقس مع محاصيل أصغر بكثير من الببغاوات الأخرى ذات الحجم المماثل لذلك يجب على البالغين إطعام صغارهم في كثير من الأحيان، وتتمتع ببغاوات سبيكس بفترة نمو تبلغ شهرين ولكن بمجرد مغادرتهم في اليوم التالي ولا يزال الآباء يتغذون الصغار لمدة تصل إلى 3 أشهر، بالإضافة إلى الطعام يوفر الوالدان الحماية ويكونون عدوانيين للغاية خلال موسم التكاثر، وفي حالة التهديد من المعروف أنّ الطيور تستلقي على الأرض على جوانبها لتشتيت الانتباه بعيدًا عن العش.

معظم ما يُعرف عن السلوك المكتسب والأبوة والأمومة في ببغاوات سبيكس هو تكهنات نظرًا لندرتها في البرية، وفي الأسر على سبيل المثال لوحظ أنّ أنثى الببغاء تلعب دورًا نشطًا في عملية تعلم الطيران، ومع ذلك مع وجود ذكر واحد فقط وعدم وجود نسل في البرية، ويجب على العلماء أن يتكهنوا بأنّ الآباء يعلمون صغارهم البذور والمكسرات الصالحة للأكل وكذلك كيفية فتحها، وفي الأسر يشارك الآباء بشكل كبير في نمو وتعلم وتطور صغارهم مما يؤدي إلى تخمين أنّ الببغاوات تعيش وتسافر في وحدة عائلية متماسكة.

يعد عمر الببغاء سبيكس الذي يبلغ 28 عامًا أقصر بكثير من الببغاوات الكبيرة الأخرى، ولكنه يشبه أقرب أقربائه وهو الببغاوات إيجلير التي يبلغ عمرها حوالي 30 عامًا، ومع ذلك فقد تم أخذ العديد من بيض الببغاء سبيكس والفراخ والبالغات بشكل غير قانوني من البرية بحيث يصعب معرفة متوسط ​​عمرهم، بالإضافة إلى ذلك تسافر الطيور في أزواج أو وحدات عائلية وتقوم بأدوار نشطة في إطعام صغارها وإيجاد الطعام لبعضهم البعض، ولهذا السبب من الصعب معرفة كيف أثرت أعدادهم الصغيرة في البرية على أسلوب حياتهم وطول عمرهم.

كما أنّ ببغاوات سبيكس هي طيور روتينية للغاية تتبع نفس مسارات الطيران وأنشطة الكسح والاستحمام في نفس الوقت كل يوم، حتى في تفاعلهم مع بعضهم البعض ومع الطيور الأخرى يتم اتباع الإجراءات الروتينية، وعلى سبيل المثال يمكن ملاحظة الذكر الوحيد في البرية كل ليلة عند غروب الشمس وهو يرافق رفيقه والببغاء الأنثى إليجر إلى عشها قبل أن يعود إلى عشه، كما تفضل ببغاوات سبيكس السفر في أزواج أو مجموعات عائلية صغيرة على طول الأنهار الموسمية بحثًا عن الطعام والعيش معًا في رؤوس الأشجار، ولطالما كانت ببغاوات سبيكس خجولة للغاية وتم التعرف عليها غالبًا من خلال نداءها الصاخب: “kra-ark” أثناء الطيران.

تواصل وإدراك الببغاء سبيكس

مثل العديد من الأنواع الأخرى من الببغاوات فأنّ الببغاوات سبيكس هم سادة التقليد، ويمكنهم تقليد الأصوات البشرية وما يسمى بالطائر الناطق، والببغاوات هي طيور مفعمة بالحيوية وصاخبة ونادرًا ما تطير لمسافة تزيد عن بضعة أقدام دون أن تطلق صرخة: “kra-ark”، وعلى الرغم من أنّه نادرًا ما لوحظ في مجموعات أكبر من اثنين أو ثلاثة إلّا أنّه يُشتبه في أنّهم سافروا في وقت واحد في قطعان يصل عددها إلى خمسة عشر طائرًا مما يجعل هذا النوع من التواصل الشفهي المستمر ضرورة مطلقة.


شارك المقالة: