البطريق الإمبراطور وصغاره

اقرأ في هذا المقال


تم العثور على البطريق الإمبراطور (Emperor Penguin) في القارة القطبية الجنوبية وحولها وهو ليس فقط أكبر أنواع البطريق في العالم، ولكنه أيضًا أحد أكثر أنواع البطريق تفرداً، وبدلاً من التكاثر في أشهر الصيف الأكثر دفئًا مثل أنواع البطريق الأخرى تضع طيور البطريق الإمبراطور بيضها وتحتضنه خلال أبرد وقت من العام في أبرد مكان على وجه الأرض، وطيور البطريق الإمبراطور هي طيور لا تطير ولها أجنحة صغيرة صلبة تساعدها على الطيران في الماء وليس في الهواء.

تشريح ومظهر البطريق الإمبراطور

البطريق الإمبراطور هو طائر كبير يصل ارتفاعه إلى أكثر من متر، ويختلف لون ريشها من الأسود في الخلف إلى الأبيض في الأمام مع وجود رقعة صفراء باتجاه الرقبة، ويُعتقد أنّ اللون الأسود والأبيض مهم بشكل خاص لإخفاء الإمبراطور البطريق من الحيوانات المفترسة أثناء تواجده في المحيط، ولديهم أيضًا بقع أذن صفراء وشريط أصفر برتقالي يمتد بطول منقاره الأسود وهو صغير الحجم نسبيًا للاحتفاظ بالحرارة، كما أنّ أقدامهم السوداء ذات المخالب مكشوفة أيضًا لمساعدتهم عند السباحة ولكنها تقدم القليل من المساعدة عند المشي على الأرض (بدلاً من ذلك تنزلق طيور البطريق الإمبراطور على بطنها).

من أجل الحفاظ على دفء أنفسهم في مثل هذه الظروف المعادية لديهم طبقة ثلاثية من الريش الكثيف والدهني والمقاوم للماء وطبقة سميكة من الجلد تحت جلدهم، كما أنّها مهيأة جيدًا للسباحة بأجسامها الانسيابية التي تنزلق عبر الماء ومدفوعة بأجنحتها الصغيرة الصلبة.

توزيع البطريق الإمبراطور والموئل

تم العثور على طيور البطريق الإمبراطور مع صغارها في أعماق الجنوب وتعيش في الجليد المضغوط في القارة القطبية الجنوبية وعلى طول الساحل، وعند وصولهم إلى الأرض للتكاثر يمكنهم السفر لمسافات تصل إلى 200 كيلومتر عبر الجليد للوصول إلى مستعمرة التكاثر الخاصة بهم قبل العودة إلى المحيط المفتوح للتغذية، وعلى عكس عدد من أنواع البطريق الأخرى التي قد تزور القارة القطبية الجنوبية من وقت لآخر فإنّ الإمبراطور البطريق لا يهاجر شمالًا ويقضي بدلاً من ذلك العام بأكمله في عمق المحيط الجنوبي.

في الواقع اثنتان فقط من الأربعين مستعمرة الإمبراطور البطريق المعروفة تتكاثر على الجليد غير المرتبط بالبر الرئيسي للقارة القطبية الجنوبية، ومع ذلك تتأثر طيور البطريق الإمبراطور بشكل متزايد بفقدان الموائل في شكل الاحتباس الحراري الذي لا يقلل فقط من كمية الجليد المحيط بالقارة ولكن يتسبب أيضًا في ذوبانها في وقت مبكر من العام.

التكاثر البطريق الإمبراطور وصغاره

تتكاثر طيور البطريق الإمبراطور كل عام في أشهر الشتاء وهي أبرد وأشهر وأكثر شهور أنتاركتيكا برودة، وبدأوا بالوصول إلى مستعمرات التكاثر الخاصة بهم التي يمكن أن تكون على بعد أميال عديدة من المحيط بين مارس وأبريل، وبمجرد العثور على رفيقهم تضع الإناث بيضة واحدة من مايو إلى يونيو، ويتم نقل البويضة بسرعة إلى الذكر الذي يضعها على قدميه لمنعها من ملامسة الأرض المجمدة ويغطيها بجراب حضنة دافئ يحافظ على دفء البيضة.

ثم تغادر طيور البطريق الإمبراطور إلى المحيط المفتوح حيث تبحث عن الطعام لمدة شهرين كاملين تاركة الذكور لرعاية البيض خلال أشهر الشتاء، ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى -60 درجة مئوية ومع رياح تصل سرعتها إلى 100 ميل في الساعة، ويتجمع ذكر البطريق الإمبراطور معًا للدفء بالتناوب بين الضواحي والوسط لضمان حصول جميع أفراد المستعمرة على الدفء، ويفقس البيض بعد 70 يومًا في الربيع والذي يتزامن مع عودة الإناث التي تطعم الصغار وتحافظ على دفئهم باستخدام كيس الحضنة على بطونهم بينما يتوجه الذكور للبحث عن الطعام، وبمجرد أن يأكل يعود الذكور للمساعدة في رعاية الصيصان الذي ينمو بسرعة ويطور ريشه البالغ بحلول ديسمبر عندما يذوب الجليد ويصبح المحيط أقرب إلى مناطق التكاثر.

على الرغم من حقيقة أنّ فراخ الإمبراطور البطريق تنمو بسرعة ملحوظة، إلّا أنّها غير قادرة على مرافقة والديها في الماء حتى بين نوفمبر وديسمبر وبدلاً من ذلك تتجمع مع فراخ أخرى في مجموعات صغيرة للتدفئة، كما إنّهم لا يواجهون مجرد نزهة طويلة إلى المحيط المفتوح حتى يذوب الجليد أكثر، ولكن يجب عليهم أيضًا الانتظار حتى يطوروا ريشهم البالغ كثيفًا وزيتيًا لإبقاء الإمبراطور البطريق الصغير دافئًا ومقاومًا للماء.

حمية الإمبراطور البطريق والفريسة

البطريق الإمبراطور هو حيوان آكل للحوم يصطاد ويأكل فقط الحيوانات في المياه المحيطة من أجل البقاء على قيد الحياة، وتشكل الأسماك والكريل الجزء الأكبر من نظامهم الغذائي إلى جانب الحبار والقشريات، ومثل أنواع البطريق الأخرى تتمتع طيور البطريق الإمبراطور بلسان خشن وشائك يساعدها عند محاولتها أكل الأسماك الزلقة.

فراخ الإمبراطور البطريق ليست كبيرة بما يكفي أو قوية بما يكفي للصيد حتى يذوب الجليد في الصيف ولذا يعتمدون على والديهم لجمع الطعام لهم، ويتناوب الذكور والإناث على ترك الفرخ والتوجه إلى البحر للبحث عن الطعام قبل العودة وإطعام الفرخ سريع النمو عن طريق إخراج معجون مريب من معدته في فم الفرخ، وأثناء احتضان البيض طوال فصل الشتاء لا يأكل ذكر البطريق الإمبراطور شيئًا على الإطلاق ويمكن أن يفقد ما يصل إلى نصف وزن جسمه بحلول الوقت الذي يفقس فيه الكتكوت بعد شهرين.

البطريق الإمبراطور المفترسون والتهديدات

يتم افتراس طيور البطريق الإمبراطور وصغارها من قبل عدد من آكلات اللحوم البحرية الكبيرة ولكن الحيوانات المفترسة بالضبط تختلف باختلاف المواقع الجغرافية، ومع ذلك على الرغم من أنّها تسكن أكبر كتلة برية جنوبية وعدائية على هذا الكوكب إلّا أنّ فراخ الإمبراطور البطريق لا تزال معرضة للخطر ويتم افتراسها من قبل العملاق الجنوبي الضخم الذي يُعتقد أنّه مسؤول عن أكثر من 30٪ من الوفيات في الإمبراطور فراخ البطريق.

يتم افتراس بطاريق الإمبراطور البالغة من قبل الفقمات والحيتان القاتلة وكلاهما يأخذ أيضًا بطاريق الإمبراطور الصغيرة التي تتعلم فقط كيفية السباحة، وتتعرض طيور البطريق الإمبراطور للتهديد أيضًا بسبب تناقص كمية الجليد الذي يسببه الاحتباس الحراري وأحيانًا يتم صيدها أيضًا في شباك سفن الصيد التجارية الكبيرة.

وضع الحفاظ على البطريق الإمبراطور

اليوم تم إدراج بطاريق الإمبراطور من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) على أنّه نوع من الأنواع الأقل قلقًا من الانقراض في البرية في المستقبل القريب، وفي الواقع قد تعني طبيعتهم التي تعيش في الجنوب أنّهم الأقل عرضة للخطر من بين ثمانية عشر نوعًا مختلفًا من البطريق، ويُعتقد أنّ هناك حوالي 200000 زوج متكاثر من البطريق الإمبراطور في المحيط الجنوبي، وعلى الرغم من أنّ السكان لا يزالون يتمتعون بصحة جيدة ومستقرة نسبيًا إلّا أنّهم يتأثرون بشكل متزايد بالجليد السريع الذوبان والمستويات الأعلى من النشاط البشري حول القارة القطبية الجنوبية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: