التسمم الداخلي في الخيول

اقرأ في هذا المقال


التسمم هو حالة قد تأتي بعد معاناة الحصان من مرض مثل المغص أو الالتهاب الرئوي أو عدوى شديدة، والتسمم الداخلي (Endotoxemia) هو استجابة التهابية خطيرة يمكن أن تتسبب في فشل الأعضاء الحيوية في الحصان وانهيار الدورة الدموية، كما يعد اضطراب جهازي ينتج عن استجابة الحصان للبكتيريا سالبة الجرام.

التسمم الداخلي في الخيول

عندما تنتج السموم الداخلية من البكتيريا سالبة الجرام وتتجاوز الجزء الداخلي من الأمعاء ولا يتم التخلص منها يمكن أن تؤدي إلى التسمم الداخلي، كما توجد السموم الداخلية أيضًا في بعض البيئات التي تعيش فيها الخيول، وعادةً ما يحتوي روث الخيول على كميات كبيرة من البكتيريا سالبة الجرام؛ مما يجعل من السهل على الخيول ذات الإسطبلات أن تتنفس بكمية كبيرة من السموم الداخلية، ويمكن أن يتسبب استنشاق السموم الداخلية مع الغبار في حدوث التهاب في مجرى الهواء، كما أن التسمم الداخلي هو السبب الرئيسي للوفاة في الخيول؛ حيث يشارك بشكل وثيق في التسبب في اضطرابات الجهاز الهضمي التي تسبب المغص وتسمم الدم المهر حديثي الولادة.

السموم الداخلية الموجودة عادة داخل الأمعاء تصل إلى الدم عبر الغشاء المخاطي المعوي التالف أو يحدث التسمم الداخلي عندما تتكاثر الكائنات الحية سالبة الجرام في الأنسجة، وتتم إزالة السموم الداخلية من الدورة الدموية بواسطة نظام البلعمة وحيد النواة، وتلعب استجابة الخلايا البلعمية وحيدة النواة لهذه السكريات الدهنية (LPS) دورًا مهمًا في تحديد شدة المرض السريري، كما يتم تنشيط البلاعم بشكل كبير لتحسين وظائف الإفراز، والبلعمية والمهدئة بواسطة السيتوكينات المشتقة من البلاعم هي المسؤولة عن العديد من العواقب الفيزيولوجية المرضية للتسمم الداخلي، ومن المحتمل أن تتوسط مستقلبات حمض الأراكيدونيك والبروستاسكلين والثرموبوكسان (A2) في الخلل الوظيفي الديناميكي المبكر وقد تحفز الليكوترينات نقص التروية في الأنسجة أثناء التسمم الداخلي.

يسبب الإنترلوكين الحمى وهو مسؤول عن سلسلة الالتهابات التي تشكل استجابة المرحلة الحادة، كما أنّ عامل نخر الورم (TNF) وسيط قريب مهم لتأثيرات (LPS) يعمل على بدء الأحداث وتشكيل الجزيئات الأخرى التي تؤثر على الصدمة وإصابة الأنسجة، كما ينتج عن الإعطاء الجهازي لعامل نخر الورم معظم الاضطرابات الفسيولوجية المرتبطة بالتسمم الداخلي والأجسام المضادة الموجهة ضد عامل نخر الورم الذي يقلل بشكل كبير من الوفيات الناجمة عن (LPS) في حيوانات التجارب، واستجابةً للسموم الداخلية تعبر الخلايا البلعمية أحادية النواة عن نشاط مساعد التخثر الشبيه بالثرومبوبلاستين (PCA) والذي يبدأ تجلط الأوعية الدموية الدقيقة.

أعراض التسمم الداخلي في الخيول

التسمم الداخلي هو استجابة التهابية خطيرة للبكتيريا سالبة الجرام والتي يمكن أن تؤدي إلى فشل الجهاز الدوري والدورة الدموية، وفي حالة إصابة الحصان بالتهاب داخلي في الدم فقد تظهر عليه الأعراض التالية:

  • التوعك.
  • الأغشية المخاطية الداكنة (يصبح اللون الوردي المعتاد ضارب إلى الحمرة أو أرجواني بالقرب من خط أسنان الحصان).
  • التعرق.
  • زيادة معدل ضربات القلب والجهاز التنفسي.
  • انسداد معوي.
  • الألم.

أسباب التسمم الداخلي للخيول

توجد العديد من الكائنات الحية الدقيقة في المسالك المعوية عند الخيول، وفي الحصان السليم توجد ميكروبات في الأمعاء تمنع البكتيريا المسببة للأمراض من النمو خارج نطاق السيطرة، كما أنّ البكتيريا سالبة الجرام (التي تساعد في تكسير العلف الليفي) ستطلق جزءًا من جدارها الخلوي عند التكاثر ثم تموت البكتيريا، ويُعرف الجزء الذي يتم إطلاقه من جدار الخلية بالسموم الداخلية، وعادةً يتم إيقاف البكتيريا من تجاوز الجزء الداخلي من الأمعاء بواسطة حاجز معوي يتضمن الخلايا الظهارية، بالإضافة إلى إفراز الإنزيم والأجسام المضادة التي تحمي من السموم الداخلية.

حتى عندما تنتقل كميات صغيرة من السم الداخلي عبر الحاجز المخاطي إلى الكبد، توجد خلايا مناعية تساعد في القضاء عليه، وإذا انحرف هذا النظام الطبيعي بأي شكل من الأشكال وكان هناك موت للبكتيريا سالبة الجرام فإن إطلاق السموم الداخلية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، كما يحدث التسمم الداخلي للدم عندما يكون السم الداخلي قادرًا على تجاوز الحاجز المعوي والدوران الجهازي للحصان.

كيفية تشخيص التسمم الداخلي عند الخيول

إذا لاحظت تمتم ملاحظة أعراض التسمم الداخلي في الخيل، فسيحتاج إلى فحصه من قبل الطبيب البيطري، كما سيتم إجراء فحص جسدي كامل وسيطلب الطبيب البيطري فحص دم كامل وتحليل غازات الدم الشرياني؛ حيث أنه مع التسمم الداخلي للدم غالبًا ما يُظهر فحص الدم الكامل قلة الكريات البيض وقلة العدلات، وعادةً ما يظهر غاز الدم الشرياني نقص تأكسج الدم الشرياني وعلامات الحماض الاستقلابي، من المهم جدًا التعرف على المشكلة مبكرًا من أجل معالجتها والحد من أي ضرر يلحق بالحصان.

كيفية علاج التسمم الداخلي عند الخيول

العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل فلونيكسين ميغلومين وفينيل بوتازون هي المفتاح في علاج التسمم الداخلي، على الرغم من أنها لن تحل تمامًا تلف الخلايا الناتج عن الاستجابات الالتهابية، ومن المحتمل أن يتم إعطاء سوائل عن طريق الوريد للخيل للمساعدة في علاجه، كما سيحاول الطبيب البيطري منع التسمم الداخلي من دخول الدورة الدموية عند الحصان، بالإضافة إلى محاولة تحييده والقضاء على أو تقليل إنتاج الالتهابات، جنبًا إلى جنب مع تقديم الرعاية الداعمة.

بالإضافة إلى ذلك سيحاول الطبيب البيطري السيطرة على المرض الأساسي الذي يعاني منه الخيل من أجل علاج أو حتى منع التسمم الداخلي، وفي حالات المرض داخل الجهاز الهضمي، قد يأخذ الطبيب البيطري في الاعتبار ما يلي:

  • إزالة الأمعاء الإقفارية.
  • تقديم الرعاية الداعمة في حالات التهاب الأمعاء.
  • استخدام الزيت المعدني في حالات الحمل الزائد للحبوب.
  • قد تشمل الجهود المبذولة لتحييد السموم الداخلية استخدام مصل مفرط المناعة أو البلازما التي تُعطى عن طريق الوريد، وعادةً ما يكون هذا أكثر فائدة إذا تم إعطاؤه قبل وصول السموم الداخلية إلى الدورة الدموية عند الحصان، وهناك خيار آخر لتحييد التسمم الداخلي وهو إعطاء الحصان (Polymyxin B) وهو مضاد حيوي كاتيوني متعدد الببتيد، وقد يكون ثنائي ميثيل سلفوكسيد (DMSO) مفيدًا أيضًا وغالبًا ما يتم إعطاؤه لتأثيراته المضادة للالتهابات.

الشفاء التام من التسمم الداخلي عند الخيول

إذا كان الخيل يعاني من تسمم داخلي في الدم سيركز الطبيب البيطري على دعمه في أمراض القلب والأوعية الدموية والحد من الالتهاب الذي يعاني منه في أسرع وقت ممكن، ومن المهم اتباع توصيات الطبيب البيطري وحضور مواعيد المتابعة لضمان أفضل النتائج للخيل، كما يمكن اتخاذ خطوات لمساعدة الجهاز الهضمي للحصان على البقاء مستقرًا حتى يتمكن من تجنب الإصابة بالتسمم الداخلي على الإطلاق، وهذا يشمل ما يلي:

  • يجب ألا تحدث أي تغييرات مفاجئة في التغذية.
  • زيادة كمية الألياف في النظام الغذائي للحصان.
  • يجب عدة وجبات صغيرة يوميًا بدلاً من وجبتين كبيرتين.
  • في حالة حدوث أي مرض يجب فحص الخيل وعلاج المرض حتى لا يؤدي إلى إطلاق السموم الداخلية في الدورة الدموية.
  • إخراج الخيل من الكشك عند جرفه وإزالة الروث.
  • يجب تبخير أو نقع التبن.

شارك المقالة: