التهاب الضرع في الخيول

اقرأ في هذا المقال


يعتبر التهاب الضرع (Mastitis) من أكثر الأمراض أضراراً عند الحيوانات الكبيرة ويمكن أن يكون قاتلاً في بعض الحالات، كما أنه أكثر شيوعًا في الماشية منه في الخيول، لكن الأفراس المرضعة لا تزال معرضة لخطر هذه الحالة المؤلمة، وهو ليس مؤلمًا للفرس فحسب بل يمكن أن يكون خطيرًا على المهر أيضًا، ومن غير المحتمل أن تسمح لمهرها بالرضاعة عندما تكون تعاني من هذا الألم الشديد وقد لا يكون الحليب فاتح للشهية أيضًا مما يؤدي إلى سوء التغذية.

نبذة عن التهاب الضرع في الخيول

التهاب الضرع هو التهاب في الغدة الثديية (الثدي) وينتج دائمًا عن عدوى بكتيرية، ويحدث أحيانًا في الأفراس التي ترضع المهور، وغالبًا ما يحدث في فترة الجفاف (نهاية إنتاج الحليب عندما تقلص الغدد وتوقف إنتاج الحليب)، ويمكن أن يحدث التهاب الضرع في إحدى الغدد الثديية أو كلتيهما في الضرع، كما قد يبدو الحليب من الغدد الثديية الملتهبة طبيعيًا أو قد يكون غير طبيعي في اللون أو الاتساق، وفي المرحلة المبكرة من التهاب الضرع تكون الغدد المصابة ساخنة ومؤلمة، وقد تظهر علامات أخرى للمرض مثل الحمىوالاكتئاب، كما قد تمشي الفرس بصلابة أو تقف مع رجليها الخلفيتين متباعدتين بسبب الانزعاج.

ويتم تشخيص المرض عن طريق الفحص البدني واختبارات الدم، كما يتم علاج التهاب الضرع عن طريق إعطاء المضادات الحيوية المناسبة، وفي أغلب الأحيان يؤثر هذا الاضطراب على الأفراس في غضون شهر أو شهرين من الولادة ولكنه يمكن أن يؤثر على أي فرس في أي عمر، كما أنه إذا انتفخ ضرع الفرس قبل ستة أسابيع من الولادة يجب الاتصال بالطبيب البيطري لأنه قد يكون علامة على إجهاض الفرس، وإذا كانت الفرس ترضع وتورم ضرعها فقد لا يكون المهر يرضع أو قد يكون هناك عدوى أو إصابة، وإذا كانت الفرس تتصرف كما لو كان ضرعها يؤلمها أو إذا كان من الواضح أنه منتفخ، فيحب أخذها لرؤية طبيب بيطري مختص بالخيول، وإذا لم تحصل على العلاج الكافي على الفور فقد تحدث خراجات أو تصلب في الغدة.

أعراض التهاب الضرع عند الخيول

يعد التهاب الضرع حالة شائعة تصيب جميع الثدييات المستأنسة ولكن يبدو أنها أقل انتشارًا في الأفراس من الأبقار الحلوب والماعز الحلوب، ويمكن تفسير انخفاض معدل الإصابة بالتهاب الضرع في الأفراس جزئيًا من خلال الحجم الأصغر والموقع المخفي نسبيًا لضرع الفرس، إلى جانب سعة تخزين أصغر من الأبقار والماعز، وتكون الأعراض الأكثر شيوعًا التي يتم ملاحظتها أولاً عادةً هي تورم الضرع والحرارة والوقوف أو المشي بشكل غير طبيعي، كما قد لا تدع مهرها يتغذى وقد يبدو مريضًا بشكل عام، والعلامات الشائعة الأخرى لالتهاب الضرع تشمل ما يلي:

  • الضرع المؤلم والمتورم.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الاكتئاب.
  • المشي المتيبس.
  • الوقوف مع المباعدة بين الرجلين.
  • قد يطرد المهر بعيدًا عند محاولة الرضاعة.
  • يغير الحليب قوامه (متكتل أو مائي).
  • الخراجات.
  • الموت (نادر).

أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب الضرع

في حين أنه قد يكون هناك العديد من أنواع البكتيريا والفطريات التي تسبب العدوى، إلا أن أكثرها شيوعًا ما يلي:

  • فطر الرشاشيات (Aspergillus spp).
  • الكروانيديا إميتيس (Coccidioides immitis).
  • البكتيريا سالبة الجرام (Gram negative bacteria).
  • العقدية القاطعة للدر (Streptococcus agalactiae).
  • العقدية إيكوي (Streptococcus equi).
  • العقدية المتوازنة (Streptococcus equisimilis).
  • العقيدية فيريدانس (Streptococcus viridans).
  • العقدية (zooepidemicus).

أسباب التهاب الضرع في الخيول

قد تكون البكتيريا أو الفطريات هي السبب لكن من المهم معرفة سبب انتقالها؛ حيث أن بعض الطرق الأكثر شيوعًا لنقل التهاب الضرع تشمل ما يلي:

  • إصابة الضرع التي تشقق الجلد وتسبب الالتهاب.
  • مواد الفراش المتسخة.

كيفية تشخيص التهاب الضرع في الخيول

لن يواجه الطبيب البيطري أي مشكلة في تشخيص الخيل إذا كان مصابًا بالتهاب الضرع، وعلى الرغم من ضرورة إجراء فحص شامل لتحديد سبب التهاب الضرع ولكن غالبًا ما تكون إصابة بكتيرية، ولكن هناك أسباب أخرى مثل الفطريات أو الطفيليات؛ لذلك سيبدأ الطبيب البيطري في معرفة تاريخ الفرس، وسيتضمن ذلك السجلات الطبية والتسجيلات ووصف الأعراض ومتى أنجبت الفرس آخر مرة، كما يجب التأكد من ذكر ما إذا كانت هناك أي مضاعفات أثناء الولادة وما إذا كانت تتناول أي نوع من الأدوية، كما يتم إجراء الفحص البدني بعد ذلك بما في ذلك الطول والوزن ورمز حالة الجسم وجس البطن وأصوات التنفس ومعدل ضربات القلب والتنفس ودرجة حرارة الجسم وضغط الدم وردود الفعل.

سيرغب الطبيب البيطري أيضًا في رؤية الحصان يمشي ويهرول لمعرفة ما إذا كان يعاني من أي عرج ولمراقبة كيفية عمل العضلات والمفاصل أثناء الحركة، وبالإضافة إلى ذلك سيقوم الطبيب البيطري بتقييم موقف الخيل وتشكله وسلوكه، وتشمل الاختبارات المعملية تعداد الدم الكامل (CBC)، فحص البول والبراز، لوحة الكيمياء الحيوية، نتروجين اليوريا في الدم (BUN)،وحجم الخلايا المعبأة (PCV)، مستوى الجلوكوز، كما سيبحث الطبيب البيطري عن ارتفاع العدلات (neutrophils) ونقص الكريات البيض وعدد الخلايا البيضاء، وسيحصل الطبيب البيطري أيضًا على عينة من السائل من الغدة الثديية للفرس لمعرفة ما إذا كانت هناك علامات التهاب، بالإضافة إلى أخذ مسحة بكتيرية وفطرية.

يجب أخذ العينات من كل حلمة مع الحرص على استمرار التعقيم، وسيتم اختبار العينات للفحص الخلوي أيضًا لأن المسحات غالبًا ما تكون سلبية حتى عندما يكون الحصان مصابًا بالتهاب الضرع، كما يتم التصوير بالموجات فوق الصوتية والأشعة السينية للغدد الثديية للمساعدة في تشخيص الخراجات.

كيفية علاج التهاب الضرع عند الخيول

قد يكون علاج التهاب الضرع بالأدوية أو العلاج أو كليهما، والعلاج هو الأكثر أهمية لإزالة الأنسجة المصابة والحليب المطلوب إزالته، وعادةً ما يتضمن حلب الفرس يدويًا بشكل متكرر لإزالة السوائل والبكتيريا، وتشمل بعض العلاجات الأخرى ما يلي:

  • الأدوية: بعض الأدوية التي يمكن استخدامها هي تريميثوبريم-سلفوناميد، مزيج من البنسلين وكبريتات الجنتاميسين، والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAID) للألم والالتهاب، كما انّ هناك علاج مُعد لالتهاب الضرع (يُسوَّق للأبقار) يمكن أن يتم حقنه في الغدد الثديية المصابة.
  • المعالجة: يشمل العلاج الحلب اليدوي المتكرر واستخدام الكمادات الساخنة بالتناوب مع الكمادات الباردة لتقليل الألم والتورم، والعلاج المائي هو أيضًا شكل جيد من العلاج.

الشفاء التام من التهاب الضرع في الخيول

يكون التشخيص ممتاز إذا تم تلقي العلاج من طبيب بيطري مختص بالخيول، كما أنّ أحد المضاعفات هو الانتكاس الذي يحدث في حوالي 15٪ من الخيول، ولكن مع العلاج المناسب يجب أن يعود الخيل إلى طبيعته في غضون (2-3) أسابيع.


شارك المقالة: