الثعلب المتصالب وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الثعلب الأحمر أو الثعلب المتصالب (cross fox) حيوانًا نادرًا ولكن ليس لأنّ نوعه معرض للخطر بل إنّه عضو في (Vulpes vulpes) التي تعتبر حالة حفظها الأقل قلقًا، ولكن الذي يجعل الثعلب المتصالب نادرًا هو تلوينه، كما إنّه نسخة من الثعلب الأحمر الشائع يحتوي على كمية أكبر من الميلانين أكثر من المعتاد، ويتخذ الميلانين شكل صليب أسود على جسد الثعلب وهذا يعطيه اسمه، وبخلاف هذا فإنّ الثعلب المتصالب يشبه الثعلب الأحمر من جميع النواحي تقريبًا.

المظهر الخارجي للثعلب المتصالب

الثعلب المتصالب هو بحجم ووزن وطول الثعلب الأحمر العادي على الرغم من أنّ الثعالب الأوروبية والثعالب التي تعيش في الصحراء ربما تكون أكبر قليلاً، حيث يبلغ ارتفاع كتف الثعلب المتصالب حوالي 14 إلى 20 بوصة ويزن من 5 إلى 31 رطلاً، ولها كمامة مدببة وآذان مدببة وجلد جميل وسميك وذيل كثيف مائل إلى الأبيض، وهذا الذيل ذو الرؤوس البيضاء هو كيف يميز علماء الأحياء الثعالب الحمراء حتى الثعالب الصباغية عن الأنواع الأخرى من الثعالب.

علاوة على كل هذا فإنّ الثعلب المتصالب لديه شريط من الفراء الأسود أسفل ظهره وشريط من الفراء الأسود على أكتافه، مما يؤدي إلى تكوين الصليب التشخيصي، وهناك خمسة مخالب على كل قدم أمامية وأربعة مخالب على كل قدم خلفية ولديهم أيضا مخالب الندى، وبالنسبة للسرعة يمكن للثعلب المتصالب أن يجري بسرعة مثل أي ثعلب أحمر والتي تبلغ حوالي 31 ميلاً في الساعة، ويستخدم هذه السرعة لاصطياد الفريسة سريعة الجري مثل الفئران أو الأرانب، ويحتوي الثعلب المتصالب على شريط من الفراء الأسود أسفل ظهره وعبر أكتافه مما يؤدي إلى تكوين الصليب التشخيصي.

الموطن الثعلب المتصالب

على عكس الذئاب والكلاب البرية الأفريقية فإنّ الثعالب منفردة، ولا يشكلون عبوات ويعيشون فقط مع الثعالب الأخرى خلال موسم التكاثر وتعيش الأم مع مجموعاتها لبضعة أشهر بعد ولادتها، كما أنّ لديهم بالفعل مناطق قد تتداخل وهذه المناطق بها جحور الثعالب وأوكارها، وتحتفظ الثعالب بأراضيها مدى الحياة وتستخدم بعض الأوكار لأجيال، وقد ترفع الثعالب مجموعاتها في أوكار أكبر وقد تحتوي هذه الأوكار الأكبر على أنفاق تؤدي إلى أوكار لتخزين الطعام أو الراحة.

قد يحفرون الجحور بأنفسهم أو يستولون عليها إذا كانوا ينتمون إلى حيوانات أضعف مثل الأرانب، وتعيش بعض الثعالب في مبانٍ ملحقة مهجورة، فالثعلب الأحمر أو الثعلب المتصلب ناجح لأنّه يمكنه استغلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من الموائل، وتتراوح هذه الموائل من الجبال التي يصل ارتفاعها إلى 14800 قدم إلى الغابات والصحاري والمروج والمزارع والمدن والضواحي،

حمية الثعلب المتصالب

سبب آخر لنجاح الثعلب الأحمر أو الثعلب المتصالب هو وصغاره هو أنّ نظامه الغذائي آكل اللحوم، حيث يأكل بسهولة القوارض والأرانب والعناكب والحشرات والديدان والزواحف مثل الثعابين الصغيرة والسحالي والطيور، وسوف يأكل الفاكهة ولكنه سوف يأكل الجيف وحتى القمامة البشرية، وإذا كان الطعام الآخر نادرًا فلا مشكلة لديه في مداهمة بيوت الدجاج.

تقوم الثعالب الحمراء أو المتصلبة أيضًا بتخزين الطعام وهي جيدة جدًا في نقل هذه المخابئ، حيث تمتلك الثعالب الحمراء أسلوبًا مميزًا في صيد الفئران فيقف الثعلب بلا حراك ويستمع ويراقب باهتمام فأر اكتشفه، ثم يقفز عاليًا ويجلب الأطراف الأمامية مباشرة إلى أسفل بالقوة لتثبيت الفأر على الأرض، كما يأكلون ما بين 0.5 و 1 كجم من الطعام كل يوم.

التكاثر والصغار

يعتمد موسم التكاثر للثعالب المتصالبة على المكان الذي يعيشون فيه، فنظرًا لأنّ العديد من الثعالب المتصالبة تعيش في الشمال، فمن المرجح أن تتكاثر من فبراير إلى أبريل، وهم على الأقل أحادي الزواج اجتماعيًا في هذا الوقت بالنسبة للإناث أو قد تتزاوج امرأة مشاكسة مع عدة ذكور ولكنها ستزوج واحدًا فقط. خلال هذا الوقت، وتُصدر الثعلبة صوتًا يصفه بعض الناس بأنّه صوت مقتل امرأة، وهذا ما يسمى صرخة امرأة مشاكسة وليس سببا للقلق، وقد يتزاوج الذكر مع إناث أخريات على الرغم من أنّه مكرس لواحدة من الثعلبة ومجموعاتها حتى لو لم تكن جميعها له.

قبل أن تلد أنثى الثعلب المتصالب مباشرة تدخل الأنثى العرين وتبقى هناك، وسوف يطعمها الذكر ولكنه لن يدخل العرين، والثعلبة حامل بين 51 و 53 يومًا، ولكن يمكن أن يصل إلى 49 يومًا أو يصل إلى 56 يومًا، وعادة ما تلد حوالي خمس مجموعات على الرغم من أنّها يمكن أن تحمل ما يصل إلى 13 مجموعة في المرة الواحدة، ووزن المولود بين 50 و 150 جرامًا.

كما إنّ صغار الثعالب عاجزة وعمياء ولكنها تفتح أعينها بعد حوالي أسبوعين من ولادتها، ويتم فطامها بالكامل من 8 إلى 10 أسابيع وتظل الأم والجراء معًا حتى الخريف بعد الولادة، في بعض الأحيان يساعد الأشقاء الأكبر سنًا في رعاية المجموعات الجديدة، يتم رعايتهم لمدة 56 إلى 70 يومًا، ويقوم هؤلاء الأشقاء وكلا الوالدين بتزويد المجموعات بالطعام الصلب وحمايتها.

تغامر المجموعات بالخروج من العرين بعد حوالي شهر ويتم فطامها عندما يبلغان من العمر شهرين ونصف الشهر، ومع ذلك يظلون مع والدتهم حتى الخريف ويكونون مستعدين للتكاثر عندما يبلغون حوالي 10 أشهر من العمر، ويعتقد العلماء أنّ الثعلب المتصالب يصل إلى 25 في المائة من سكان الثعلب الأحمر، والثعلب الأحمر هو أكثر أنواع الكلاب انتشارًا بل هو في الواقع أكثر الحيوانات آكلة اللحوم انتشارًا على وجه الأرض، وحالة حفظه هي الأقل إثارة للقلق، والسكان مستقرون اعتبارًا من عام 2021 والحيوان يزيد مداها.

الثعلب الأحمر مقابل الثعلب المتصالب

يكمن الاختلاف بين الثعلب المتصالب والثعلب الأحمر بشكل أساسي في ألوانهما، حيث أنّ الثعلب المتصالب لديه صليب أسود على ظهره يعطيه اسمه، وقد يكون للحيوان أيضًا قناع أسود أو فضي وذيله شجيرة قليلاً من ذيل الثعلب الأحمر العادي، والثعلب الأحمر له فراء أحمر في الجزء العلوي من جسمه وفراء أبيض على جانبه السفلي، في حين أنّ الأجنحة وجوانب رقبة الثعلب المتقاطع مائلة إلى الحمرة.

كما يمتلك كلا الثعالب فروًا أسود على أرجلهما السفلية والجانب العلوي من آذانهما وعيونهما الذهبية، وتم تربية الثعلب المتصالب ومطاردته من أجل تجارة الفراء على الرغم من أنّ فرائه لم يكن يعتبر بنفس قيمة فرو الثعلب الفضي وهو نوع آخر من الثعالب الحمراء.

التواصل والإدراك

يمكن التعرف على الثعالب الفردية المتصلبة من خلال أصواتها، كما يمكنهم أيضًا التواصل من خلال ذيولهم وتعبيرات وجههم، ومثل الأنياب الأخرى لديهم أكياس شرجية ويستخدمون إفرازات من هذه الغدد وغيرها في بطانات أقدامهم وشفاههم وفكيهم والجزء العلوي من ذيلهم لتحديد منطقتهم، كما أنّها تشم علامات من خلال برازها وبولها، وإنّ ذاكرة وحواس الثعلب حريصة بشكل استثنائي خاصة حواس الشم والرؤية واللمس.

المفترسون والتهديدات

أكبر تهديد لثعلب المتصالب وجراؤه هو البشر، حيث يقتل البشر الثعلب بسبب معطفه الخصب للسيطرة على سكانه وبدون سبب وجيه على الإطلاق أثناء صيد الثعالب، والثعالب ماكرة وعلى الرغم من أنّها أصغر من الكلاب البرية الأخرى إلّا أنّه يمكن للثعالب البالغة تجنبها، ومع ذلك فإنّ الجراء معرضون لخطر الافتراس من ذئاب القيوط والذئاب والدببة وأسود الجبال والطيور الجارحة الكبيرة، والثعالب بشكل عام أيضًا عرضة للإصابة بداء الكلب ويمكن أن تنشر هذا المرض المروع إلى الثدييات الأخرى بما في ذلك البشر.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: