الداء النشواني في الخيول

اقرأ في هذا المقال


هذه الحالة نادرة في الخيول ولكن عند حدوثها غالبًا ما تظهر في الحيوانات الأكبر سنًا بعد العدوى المزمنة أو الأمراض الالتهابية أو السرطان، وغالبًا ما تظهر على الخيول المصابة علامات مثل فقدان الوزن المزمن، ويحدث الداء النشواني بعد ترسب الأميلويد، وهذه المادة عبارة عن بروتين مطوي بشكل غير طبيعي ثم تترسب هذه البروتينات في جميع أنحاء الجسم، وقد يصبح هذا مميتًا إذا ترسبت الأميلويد في أعضاء مثل القلب أو الكبد أو الكلى أو الرئتين وتعطلت وظيفة الأنسجة الطبيعية، كما قد يظهر هذا أيضًا على شكل أورام تشبه الورم تحت الجلد.

الداء النشواني في الخيول

الداء النشواني (amyloidosis) هو حالة تحدث عندما تترسب مادة أميلويد وهي مادة تتكون من بروتين مطوي بشكل غير طبيعي في أعضاء مختلفة من الجسم، كما أنّ بعض أنواع الداء النشواني وراثية ويحدث البعض الآخر نتيجة للعدوى المختلفة أو السرطانات أو غيرها من الحالات الالتهابية أو المرتبطة بالمناعة، ومع ذلك غالبًا ما يكون السبب غير معروف، كما يمكن أن يترسب الأميلويد في جميع أنحاء الجسم أو في منطقة واحدة محددة فقط، وهذا يسبب الضرر عن طريق إزاحة الخلايا السليمة ويمكن أن يصبح المرض قاتلًا إذا تم ترسيب الأميلويد في أنسجة الأعضاء الحيوية مثل الكلى أو الكبد أو القلب.

كما قد تصاب جميع الثدييات الداجنة بالداء النشواني، وعادةً ما يكون لدى الحيوانات المسنة رواسب ثانوية من الأميلويد بدون علامات أو مشاكل، وهناك عدة أنواع من الأميلويد، ويستند تصنيف نوع الداء النشواني إلى البروتين النشواني المتضمن؛ حيث يمكن أن تنتج رواسب (AA amyloid) عن الأمراض الالتهابية المزمنة والالتهابات البكتيرية المزمنة والسرطان، وعادةً ما يترسب الأميلويد في أعضاء مثل الطحال أو الكلى، وقد لا تظهر أي علامات على الحصان، وإذا تم ترسيب (AA amyloid) في الكلى فقد يؤدي ذلك إلى تراكم البروتين ويؤدي إلى الفشل الكلوي، كما أنّ (AL amyloid) هو شكل آخر شائع من بروتين اميلويد؛ حيث يترسب (AL amyloid) في الأنسجة العصبية والمفاصل.

بسبب انتشار الداء النشواني بشكل واسع وبدايته غير المعروفة يصعب تشخصيه، ومع ذلك قد يشتبه الطبيب البيطري في الإصابة بالداء النشواني إذا كان الحصان مصابًا بعدوى مزمنة أو التهاب وتطور إلى فشل كلوي أو كبدي، ويمكن التعرف على الأميلويد في عينات الأنسجة بصبغة خاصة، كما لا يوجد علاج محدد يمكن أن يمنع تطور الداء النشواني أو يعزز إعادة امتصاص رواسب البروتين على الرغم من أن القضاء على سبب الالتهاب المزمن قد يبطئ ترسب الأميلويد وتطور المرض.

أعراض الداء النشواني في الخيول

غالبًا ما تختلف أعراض الداء النشواني اعتمادًا على الأعضاء المصابة، وفي الحالات التي تتأثر فيها الرئتان يمكن رؤية نزيف من الممرات الأنفية، كما قد تكون الأعراض المعممة تشمل ما يلي:

  • انتفاخات غير طبيعية تحت الجلد.
  • كتل في البطن.
  • الضعف.
  • ضيق التنفس.
  • حالة الجسم السيئة.

أسباب الداء النشواني في الخيول

يحدث هذا الاضطراب بعد طي البروتين مما يؤدي إلى ترسبات ليفية غير قابلة للذوبان، ويمكن أن يحدث هذا بسبب الوراثة في ​​بعض الحيوانات ولكن في الخيول غالبًا ما يكون ذلك بسبب الالتهابات أو الأورام أو الالتهابات أو الأمراض المرتبطة بالمناعة، كما قد يحدث الداء النشواني الكبدي أيضًا بعد التحفيز الالتهابي المطول في الخيول المستخدمة في إنتاج مصل المناعة المفرط، وفي بعض الحالات قد تعاني هذه الخيول من تمزق كبدي، كما أنّ هناك ما لا يقل عن 20 نوعًا آخر من البروتينات التي قد تتشوه وتنطوي وتتراكم في أنسجة الجسم، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:

  • اميلويد (AA): قد تكون ترسبات هذا البروتين ناجمة عن حالات مزمنة مثل الالتهابات طويلة الأمد أو الالتهابات البكتيرية أو السرطان، وفي هذا النوع من الداء النشواني غالبًا ما تترسب الأميلويد في الطحال والكلى، وفي الحيوانات التي تحدث فيها ترسبات كلوية قد يؤدي التراكم إلى الفشل الكلوي.
  • الأميلويد: غالبًا ما يترسب هذا النوع من الأميلويد في الأنسجة العصبية والمفاصل، وقد تظهر رواسب الأميلويد في الجلد على شكل ورم مثل العقيدات في الخيول، كما قد تكون بعض أسباب هذا المرض معدية مثل الاعتلال الدماغي الإسفنجي، ومن المعروف أيضًا أن الفهود تفرز شكلًا معديًا من هذا المرض في برازها.

كيفية تشخيص الداء النشواني في الخيول

سيقوم الطبيب البيطري أولاً بمراقبة الحصان من مسافة بعيدة للتحقق من وجود تشوهات قد لا تكون مرئية أثناء تقييده مثل معدل التنفس وطريقة المشي، وسيقوم بعد ذلك بفحص جميع الأعضاء الرئيسية وتسمع الرئتين والقلب والجهاز الهضمي، وإذا كان هناك قلق خاص فمن المهم أن يتم مناقشة حالة الحصان مع الطبيب البيطري حتى يتمكن من فحصه عن كثب، كما سيناقش الطبيب البيطري التاريخ السريري للحصان مع مالكه، بما في ذلك أي تغيير في السلوك أو النظام الغذائي أو الأعراض التي ربما يكون قد لاحظها.

وغالبًا ما يصعب تشخيص هذا المرض على الرغم من أن الطبيب البيطري قد يشك في هذا المرض بسبب التاريخ السريري، خاصةً إذا كان الحصان قد أصيب بفشل كلوي أو كبدي بعد عدوى مزمنة أو التهاب، وقد يتم أخذ عينة بول من الحصان لتحليل البول ويمكن رؤية البروتين في البول، وقد يختار الطبيب البيطري أخذ عينة من الأنسجة للفحص المجهري، كما  سيتم تلوين هذه العينة باللون الأحمر الكونغولي وهو ملح الصوديوم المستخدم في فحوصات الكيمياء الحيوية والأنسجة، وتحت النسيج الخفيف المستقطب الذي يحتوي على رواسب أميلويد سوف يظهر الانكسار الأخضر مما يستبعد ظروف أخرى مماثلة مثل تراكم الكولاجين أو الفيبرين.د

يتم التعرف على الداء النشواني بسهولة في التشريح وفي الأقسام النسيجية من خلال تقاربها مع الأصباغ، وبعد التشخيص قد يختار الطبيب البيطري إجراء مزيد من الاختبارات لتحديد السبب الأساسي للحالة.

كيفية علاج الداء النشواني في الخيول

لا يوجد علاج لمنع تطور الداء النشواني أو تعزيز تكسير الأميلويد وإفرازه، وغالبًا ما يكون العلاج الذي يتم تلقيه علاجيًا أثناء عملية التشخيص، وقد يكون العلاج الإضافي محاولة لتقليل السبب مثل العدوى أو الالتهاب وعلاج الأعراض، وفي بعض الحالات قد تخضع الكتل لعملية جراحية لتحسين نوعية الحياة وتقليل الأعراض، وفي حالات أخرى يمكن الإشارة إلى العلاج بالستيرويد على الرغم من وجود القليل من الأبحاث لدعم فعالية هذا.

الشفاء التام من الداء النشواني في الخيول

قد يؤدي الاستئصال الجراحي للكتل إلى تحسن سريري ولكن غالبًا ما يتبع ذلك تكرار سريع لها، ولسوء الحظ فإن تشخيص حيوان مصاب بمرض جهازي حاد غالبًا ما يكون خطيرًا، وفي كثير من الحالات وُجد أن هذه الحالة هي نتيجة عرضية وقد لا يكون لها آثار ضارة؛ لذلك يعتمد التشخيص بشكل كبير على المنطقة التي يوجد فيها الداء النشواني.


شارك المقالة: