السحلية ذات القرون وصغارها

اقرأ في هذا المقال


السحالي ذات القرون (horned lizard) وكما يوحي الاسم فأنّ لها الكثير من القرون في جميع أنحاء أجسامها، ولديهم أيضًا العديد من الأبواق أو المسامير التي توضع على تاج رؤوسهم والتي تعد واحدة من العديد من تكيفاتهم للبقاء على قيد الحياة، وهناك 14 نوعًا مختلفًا من السحالي ذات القرون الموجودة حول العالم، وبعضها يشمل السحالي ذات القرون في تكساس والسحالي ذات القرون القصيرة والصحراء -والساحل والملكي- والسحالي ذات القرون الجبلية، ومن المعروف أنّ ذكور السحالي تهز رؤوسها بقوة للإناث لتناديها وتجذبها خلال موسم التزاوج، وتشتهر هذه السحالي أيضًا بتدفق الدم من أعينها.

مظهر السحلية ذات القرون

هناك 14 نوعًا مختلفًا من هذه السحالي وبينما سيكون لكل منها ميزاتها الخاصة، فإنّ الشيء الوحيد الذي يظل شائعًا في كلهم هم القرون، وهذه السحالي كما يوحي الاسم مغطاة بمقاييس تشبه القرن، وعادة ما يرتكز أكبر القرون على رؤوسهم، وبينما يكون اثنان منهم على حواجبهم يبرز الكثير من خط الفك ويصعد إلى الجزء الصدغي من الجمجمة، ويمتد صفان من الأبواق أو المسامير على طول الأجزاء الجانبية من جذعهم ويفصلون النتوءات الأكبر على جانبهم الظهري عن بطنهم المتقشر، وعلى سبيل المثال يبلغ طول فتحة الأنف للسحالي ذات القرون في تكساس حوالي 69 ملم بعد بلوغها مرحلة النضج الجنسي أي حوالي 13 شهرًا.

أنثى السحالي أكبر من الذكور كما لديهم جثث قصيرة وعثر عليها، وفي الوقت نفسه هناك نوع آخر من هذه السحالي، وهي السحالي قصيرة القرون صغيرة ومسطحة ومستديرة الشكل، ولديهم قرون قصيرة كما يوحي الاسم وبطونهم واسعة مثل الضفدع.

سلوك السحلية ذات القرون

هذه السحالي هي وصغارها هي مخلوقات منفردة وتنشط عادة بين 60 إلى 80 درجة فهرنهايت، وهذا هو سبب ازدهارها في العديد من البيئات عبر أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى، وخلال الصيف أو الأيام الحارة ينشطون في الغالب خلال ساعات الصباح ويصبحون أقل نشاطًا خلال فترة بعد الظهر، ويفضلون عادة التربة الرملية الناعمة بالقرب من الصخور، وهذا عادة ما يسمح لهم بالاندماج بسلاسة مع الخلفية.

على سبيل المثال يمكن العثور على السحالي ذات القرون في تكساس ملقاة في أرض مفتوحة خلال الصباح والمساء، ويميلون إلى التشمس في الشمس أثناء البحث عن الحشرات، وفي فترة بعد الظهر الحارة تميل هذه السحالي إلى الانزلاق تحت الصخور بحثًا عن مأوى، ومن المعروف أيضًا أنّ بعض هذه السحالي تدخل في حالة سبات من أكتوبر حتى أواخر مارس، وبعد فترة وجيزة من خروج هذه السحالي من السبات يبدأ موسم التزاوج، وتستدعي ذكور السحالي إناث السحالي عن طريق تحريك رؤوسها والإشارة للتزاوج.

موطن السحلية ذات القرون

تم العثور على هذه السحالي مع صغارها في منطقة صحراء سونوران، كما توجد في جميع أنحاء المنطقة من مستوى سطح البحر القريب إلى 11300 قدم أو 3340 مترًا، وبعض أنواع هذه السحالي مثل السحلية مستديرة الذيل والسحالي مقرن تكساس تحدث في العديد من الولايات الأمريكية والمكسيكية، وفي هذه الأثناء تقتصر السحلية ذات الذيل المسطح على جنوب غرب أريزونا وجنوب شرق كاليفورنيا وجزء صغير من شمال شرق باجا كاليفورنيا، وتوجد أيضًا في الجزء العلوي من منطقة سونورا الشمالية الغربية في المكسيك على الرغم من أنّها يمكن أن تعيش في أقصى الجنوب مثل غواتيمالا.

تشير التقارير إلى أنّ معظم هذه السحالي تعيش في بيئات وصحاري شبه قاحلة، حيث يمكن رؤيتها غالبًا تحت أشعة الشمس خلال أيام الصيف، ويمكن العثور على هذه السحالي في موائل متنوعة، وقد تم العثور على بعضها في مناطق الرمل الناعم بينما يوجد البعض الآخر في مناطق الغابات الكثيفة.

حمية السحلية ذات القرون

في حين أنّ أنواع معينة من السحالي ذات القرون يمكن أن تتنوع، فإنّ معظمها يتغذى هم وصغارهم عادة على أنواع مختلفة من النمل وكذلك الحشرات، فالسحلية قصيرة القرون على سبيل المثال تتغذى بشكل أساسي على النمل الحاصد، وبصرف النظر عن ذلك يأكلون أيضًا الخنافس والعناكب ولكنهم يتغذون على الحصى الصغيرة أحيانًا، ولمحاصرة فريستها المطمئنة ترقد سحالي تكساس المقرن بلا حراك بينما يعبرها النمل، ويقفزون ويقبضون عليهم بمجرد مرورهم من خلالها، ومع ذلك يأكل الولدان -الصغار- النمل في الغالب، والصغار مثل الخنافس بينما تتغذى السحالي ذات القرون البالغة على كل من الخنافس وكذلك النمل.

السحلية ذات القرون والتهديدات

تواجه هذه السحالي مع صغارها تهديدات من الكثير من الحيوانات بما في ذلك الكلاب والذئاب والصقور والثعابين وسائقي الطرق، ومع ذلك فإنّ الحيوانات المفترسة ليست هي الشيء الوحيد الذي يشكل تهديدًا لهذه السحالي، وعادة ما يأكلون النمل الذي يشكل معظم نظامهم الغذائي، لذلك فإنّ المبيدات الحشرية التي تؤثر على النمل تنتهي أيضًا بالتأثير على هذه السحالي، وتشمل التهديدات الأخرى لهذه السحالي النمل الأحمر الغازي وأنشطة تجارة الحيوانات الأليفة غير القانونية بالإضافة إلى تغير المناخ، وظروف الجفاف التي يمكن أن تؤثر على نمط الحياة ونطاقات الموائل لهذه السحالي.

تكاثر السحلية ذات القرون والصغار

تتزاوج أنواع مختلفة من السحالي ذات القرون بطرق مختلفة، ففي السحالي ذات القرون في تكساس يحدث التزاوج عادة في أبريل ومايو ويتم وضع البيض في مايو أو يونيو، وفي هذه السحالي تحفر الأنثى نفقًا مائلًا يبلغ طوله حوالي ست بوصات، وتضع حوالي 27 بيضة وتضعها في ثلاث طبقات أفقية، ويتم فصل الطبقات بواسطة طبقات صلبة من الرمل، والبيض قشدي اللون، كما أنّها شديدة الصلابة ومصنوعة من الجلد وتفقس في حوالي 40 يومًا.

ومع ذلك فإنّ السحالي ذات القرون مستديرة الذيل تواصل العملية بطريقة مختلفة تمامًا، بينما يضعون البيض أيضًا ومن المعروف أنّهم يحتفظون بالبيض داخل أجسامهم حتى يتم تطوير صغار السحالي، وبيوضها غشائي ويخترق الأطفال بمجرد ترسيب البيض، ومع ذلك فإنّ السحالي ذات القرون قصيرة القرون هي النوع الوحيد الذي يلد صغارًا من السحالي الحية ولا تضع البيض تمامًا مثل الأنواع العديدة المختلفة من السحالي ذات القرون، ويتم الاحتفاظ بالبيض مع الأم حتى تخترق صغار السحالي والتي تولد في النهاية من الأم.

في حين أنّ القليل من المعلومات المتاحة حول عمر هذه السحالي فمن المعروف أنّها تعيش خمس سنوات على الأقل، ومن المعروف أنّ الذكور ينادون ويجذبون إناث السحالي عن طريق التمايل برؤوسهم والإشارة للتزاوج خلال موسم التزاوج، وفي حين أنّ عدد هذه السحالي الدقيق غير معروف، إلّا أنّ هناك 14 نوعًا مختلفًا من هذه السحالي الموجودة في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك من المعروف أنّ عدد سكانها آخذ في الانخفاض لأنّ نظامهم الغذائي يشمل النمل بشكل رئيسي كما تميل المبيدات الحشرية التي تقتل النمل إلى التأثير عليهم، وبصرف النظر عن ذلك أثرت الأنشطة البشرية مثل التحضر وتجارة الحيوانات الأليفة أيضًا على سكان هذه السحالي.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: