السلحفاة وسط الآسيوية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


السلحفاة وسط الآسيوية أو السلحفاة الروسية (Russian Tortoise) هي واحدة من خمسة أنواع من السلاحف المتوسطية والتي تنتمي إلى عائلة الزواحف، وتعيش هذه السلاحف بشكل أساسي في الجحور، وتفضل السلاحف وسط الآسيوية المناخات القاحلة لموائلها، وبالتالي فهي عرضة لتعفن القذائف في الأسر إذا لم يتم الحرص على الحفاظ عليها جافة بدرجة كافية أو على أرض جافة بدرجة كافية، ويجب على أي شخص يحتفظ بسلحفاة وسط الآسيوية كحيوان أليف أن يحافظ بقوة على رطوبة ودرجة حرارة قفصه بالإضافة إلى مراقبة نظامه الغذائي، وتعتبر السلحفاة الروسية من الأنواع المهددة بالانقراض في عائلة (Testudinidae)، والسلاحف الروسية لها 6 أسماء شائعة مختلفة.

الأسماء الشائعة الأخرى لسلحفاة وسط الآسيوية

تمامًا كما تحتوي على العديد من الأسماء العلمية تُعرف السلحفاة وسط الآسيوية أيضًا بالعديد من الأسماء الشائعة المختلفة، وبالنسبة للبعض إنّها السلحفاة الأفغانية، وبالنسبة للآخرين يُعرف باسم سلحفاة آسيا الوسطى، وفي بعض الأماكن يطلق عليه اسم سلحفاة هورسفيلد، حيث نشأت أسماؤه العلمية، وكان توماس هورسفيلد طبيبًا وعالمًا وثق عددًا من الأنواع النباتية والحيوانية الإندونيسية على مدار حياته المهنية، وقد يطلق عليه أيضًا اسم السلحفاة ذات المخالب الأربعة بسبب عدد المخالب غير المعتاد أو حتى السلحفاة السهوب بسبب الموطن الذي توجد فيه غالبًا.

مظهر السلحفاة وسط الآسيوية

درع السلحفاة وسط الآسيوية أو ما نشير إليه كثيرًا بأصدافها ويتراوح لونها من أخضر زيتوني إلى أسمر فاتح، وغالبًا بعلامات سوداء أو بنية اللون، وعادة ما يكون الجزء السفلي من القشرة أسود أو أحيانًا أسود وبني، وعادة ما يكون جلدهم أصفر مخضر، وذكور سلاحف وسط الآسيوية لها ذيول أكبر بكثير من إناث السلاحف.

ولديهم أيضًا أربعة مخالب وسنبلة صغيرة في نهاية ذيلهم، وتصل أطوالها في أي مكان من حوالي خمس إلى 10 بوصات على الرغم من أنّ سبعة منها عبارة عن متوسط ​​الحجم، وتزن هذه السلاحف ما بين نصف رطل إلى رطلين ونصف، وبالمقارنة أكبر سلحفاة تم تسجيلها على الإطلاق هي (Esmerelda) وتزن حوالي 670 رطلاً، ويُعتقد أنّ ذكر سلحفاة جزر سيشل يبلغ من العمر 170 عامًا.

عادات السلحفاة وسط الآسيوية

تعيش السلحفاة وسط الآسيوية في جحور تحت الأرض وتحفرها بعد أن خففت أمطار الربيع التربة، ويذهبون إلى هذه الجحور لتجنب ارتفاع درجات الحرارة في منتصف النهار، وسيقومون بزيارات إلى جحور بعضهم البعض وأحيانًا تنام عدة سلاحف في نفس الجحر لليلة، ومع ذلك فهي إقليمية للغاية وستقاتل على الموارد، ويُقال إنّ السلحفاة وسط الآسيوية تصنع حيوانًا أليفًا ممتازًا على الرغم من تقييد التجارة بها في العديد من البلدان نظرًا لصغر حجمها ووفرة شخصيتها.

موطن السلحفاة وسط الآسيوية

سلحفاة وسط الآسيوية موطنها الأصلي جنوب روسيا وباكستان وأفغانستان وإيران وعدد قليل من دول آسيا الوسطى الأخرى، وهذه السلاحف تحب الأماكن الدافئة والجافة، وموطنهم الطبيعي هو تضاريس صخرية شبيهة بالصحراء، وخلال فصل الشتاء لا يحتاجون إلى ضوء الشمس الكافي، فحسب بل يحتاجون أيضًا إلى جحر مواجه للجنوب من أجل السبات، وفي الصيف يحتاجون إلى الظل والحفر لإبقائهم بعيدًا عن درجات الحرارة المرتفعة، ويفضلون درجات حرارة بين 70-90 درجة ورطوبة أقل من 70٪، ويتمتعون بالركائز الأكثر جفافاً مثل الرمال والتضاريس الصخرية مع الغطاء النباتي المتناثر.

حمية السلحفاة وسط الآسيوية

تتمتع السلاحف وسط الآسيوية بنظام غذائي غني بالنباتات مثل الأوراق والأعشاب والزهور، وعند الاحتفاظ بها كحيوان أليف يُنصح بالسماح للسلحفاة بالبحث عن طعامها في منطقة خالية من المبيدات الحشرية والسموم الأخرى بدلاً من تزويدها بالفواكه والخضروات الطازجة، ويستمتعون بشكل خاص بشجيرات الكركديه وأشجار التوت، وعندما يكونون في الأسر يمكن استكمال نظامهم الغذائي باللفت والسبانخ والخضروات الورقية الأخرى وكذلك القرنبيط، ونظرًا لأنّهم معتادون على العيش حيث يندر الطعام فهم أكلة انتهازية.

السلحفاة وسط الآسيوية والتهديدات

تحتوي السلاحف وسط الآسيوية على عدد قليل من الحيوانات المفترسة الطبيعية في موطنها الأصلي، ولا يزال هناك عدد قليل من الحيوانات المفترسة الأخرى عندما يتم الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة، وتشكل الكلاب والقطط والطيور الجارحة والبشر تهديداتهم الرئيسية في المنزل، وعند الاحتفاظ بها في مكان آخر قد تكون معرضة لخطر الذئاب والأبوسوم والراكون والظربان والثعالب والثعابين والسحالي، ومع ذلك فإنّ البشر هم أكبر تهديد لهم من التعدي على الموائل والصيد الجائر والتلوث وتغير المناخ والإفراط في الاستيلاء.

تكاثر السلحفاة وسط الآسيوية والصغار

تضع سلحفاة وسط الآسيوية بيضها في مجموعات تعرف باسم القوابض، ويفعلون ذلك حتى ثلاث مرات في السنة، ويحتوي كل مخلب على ما يصل إلى خمس بيضات، ويتم تحديد جنس الفقس من خلال درجة حرارة (أنثى) أو برودة (ذكر) البويضة أثناء الحضانة، وتستغرق كل بيضة ما بين 50-80 يومًا حتى تفقس، وفي البرية يمكن أن تعيش هذه السلاحف حتى 100 عام على الرغم من أنّ 80 عامًا هي الأكثر شيوعًا، وفي الأسر نادرًا ما يعيشون بعد 40-50 عامًا، وتدخل السلاحف وسط الآسيوية في سبات لمدة تصل إلى 6 أشهر، ويتم تحديد جنس السلحفاة وسط الآسيوية من خلال درجة الحرارة التي يتم فيها تحضين بيضتها، وتزور السلاحف وسط الآسيوية وتنام في جحور بعضها البعض.

صغار سلحفاة وسط الآسيوية قد يصل طول هذه الأنواع إلى بوصة واحدة فقط، حيث تضع السلاحف الروسية بيضًا تفقس في النهاية لتتحول إلى سلحفاة صغيرة بعد 60 إلى 75 يومًا، وتولد هذه الصغار بحجم بوصة واحدة فقط وستنمو ببطء شديد على مدار حياتها، ولن يصلوا إلى حجم البالغين من 6 إلى 8 بوصات حتى حوالي 20 إلى 30 عامًا.

تصل سلاحف وسط الآسيوية إلى مرحلة النضج الجنسي في حوالي 15 إلى 20 شهرًا من العمر عندما يبلغ طولها حوالي 4.5 بوصة، ويبدأ الذكور في التكاثر عن طريق الدوران حول الأنثى والتمايل برأسهم، وستستمر عملية التزاوج ما بين 10 و 20 دقيقة وستضع الإناث ما يصل إلى 5 بيضات، وترتبط درجات حرارة الحضانة المنخفضة بالذكور والعكس مرتبط أكثر بالإناث.

خلال فترة الأسبوعين قبل أن تبدأ السلاحف في الأكل ستستمر في العيش على العناصر الغذائية الاحتياطية من الكيس المحي، ولتشجيع السلاحف على الشرب بعد فقسها قد يكون من الجيد غسلها برفق في وعاء به ماء دافئ، وقد تضع إناث السلاحف السليمة ما بين اثنين إلى ثلاثة براثن من البيض كل عام، على الرغم من أن عمليات التشريب ووضع السلاحف يمكن أن تتأثر أيضًا بالموائل التي تعيش فيها السلاحف.

تم إدراج سكان سلاحف وسط الآسيوية على أنّهم معرضون للخطر على الرغم من أنّ هذا التصنيف تم تحديثه آخر مرة في عام 1996، وبيعها أو تداولها أو استيرادها محظور الآن في أوروبا بدون ترخيص خاص بسبب حالة حفظها، ولا توجد معلومات متاحة حول أعداد السكان الحالية حيث لم يتم تصنيفهم منذ عام 1996 ويسرد الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) حالتهم على أنّها بحاجة إلى تحديث.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: