السنجاب الياباني وصغاره

اقرأ في هذا المقال


السنجاب الياباني (Japanese squirrel) فهذه القوارض الصغيرة من العالم القديم هي النوع الوحيد من السناجب غير الطائرة أو المزلقة موطنها بالكامل البر الرئيسي الياباني، وفي اليابان تسمى هذه القوارض نيهون ريسو، ولا ينبغي الخلط بينها وبين السنجاب الطائر القزم اللطيف الذي يحتل جنسًا منفصلاً، ولقد أجبرهم انتشار الحضارة الإنسانية على الاقتراب من الناس لدرجة أنّ السناجب تقطن الآن في المنازل والمرائب والسقائف، ومع ذلك هناك العديد من جوانب سلوك السنجاب الياباني التي لا تزال غير مدروسة، ويأتي بعض ما نعرفه عن هذا النوع من دراسة السناجب ذات الصلة الوثيقة بالعالم القديم.

مظهر السنجاب الياباني

يشبه السنجاب الياباني إلى حد كبير أعضاء آخرين من عائلة السنجاب، ويتميز بذيل كثيف مألوف للغاية وعيون سوداء لطيفة ورأس عريض ومخالب حادة وآذان كبيرة معنقدة، ولون فراء السنجاب الكثيف بني مائل للرمادي والأبيض على البطن وبقع حمراء أو برتقالية حول أجزاء من الجانب السفلي، وفي أشهر الشتاء البيضاء يكوّن الفراء معطفًا رماديًا قليلاً حول الظهر والذيل كشكل من أشكال التمويه، ويتميز عن السنجاب الطائر القزم بنقص أغشية الجلد وصغر العيون.

يقارب السنجاب الياباني حجم حذاء بشري، ويتراوح ما بين 6 و 8.5 بوصات من الرأس إلى قاعدة الذيل بينما يضيف الذيل نفسه من 5 إلى 7 بوصات أخرى عندما يتم تمديده بالكامل، ويقيس الذكور والإناث نفس الحجم تقريبًا ولكن يمكن تمييزهم عادةً عن بعضهم البعض عن الاختلافات الجنسية الواضحة، ويتمتع السنجاب الياباني بذاكرة ممتازة وشعور بالرائحة للعثور على الطعام الذي دفنه لفصل الشتاء، أي طعام يتركه بطريق الخطأ مدفونًا في الأرض إما بسبب الإهمال أو النسيان قد ينبت في النهاية إلى شجرة جديدة.

موطن السنجاب الياباني

السنجاب الياباني كما يوحي الاسم موجود فقط في جزيرة اليابان، وهي تحتل الآن جزيرة هونشو الرئيسية وجزيرة شيكوكو الأصغر في الجنوب الغربي، ولكنها ربما اختفت من جزيرة كيوشو الغربية، ويُظهر السنجاب الياباني تفضيلًا للغابات المختلطة في الأراضي المنخفضة والمنحدرات السفلية للجبال الحرجية، وتوجد أيضًا في الضواحي وحتى البيئات الحضرية التي تضم ما يكفي من الغطاء الشجري.

يعتبر عدد السناجب في المنطقة مؤشرًا جيدًا على صحة الغابات، فالموائل التي لا تحتوي على السناجب تحتوي على عدد أقل من الأشجار وموارد أقل، ولكن عندما تتداخل مع الناس يمكن أن تصبح السناجب مصدر إزعاج حقيقي عن طريق مضغ الأسلاك أو غيرها من المواد من صنع الإنسان، ولكن هذا في الواقع جزء مهم من السلوك الطبيعي للسنجاب، ونظرًا لأنّ أسنانها مثل العديد من القوارض لا تتوقف أبدًا عن النمو طوال حياتها فإنّ السناجب تمضغ الأشياء للحفاظ على أسنانها مشذبة بعناية وصحية.

السنجاب الياباني والتهديدات

نظرًا لأنّ السنجاب الياباني يعتمد اعتمادًا كليًا على الأشجار في الغذاء والموئل طوال دورة حياته بأكملها، فإنّ هذا النوع معرض بشكل خاص لفقدان الغابات والتفتت، ويبدو أنّ هذا قد تسبب في اختفاء السنجاب الياباني من أجزاء من مجموعته السابقة، كما أنّها معرضة بشدة للحيوانات المفترسة في جميع أنحاء مداها.

ويتم افتراس السنجاب الياباني من قبل الثعالب والدجاج والغربان والطيور الجارحة والقطط والكلاب المستأنسة، وإذا تم تهديده من قبل الحيوانات المفترسة سيركض السنجاب في نمط متعرج لا يمكن التنبؤ به إلى حد ما نحو سلامة شجرة أو حفرة، وإذا لم يتم رؤيته بعد فسوف يتجمد أيضًا بلا حراك على فرع أو جذع للهروب من ملاحظة المفترس، وقد يساعدهم فراءهم البني المائل للرمادي على الاندماج.

حمية السنجاب الياباني

السنجاب الياباني من الناحية الفنية هو من آكلات اللحوم، وفي حين أنّه من المعروف أنّه يستهلك الحشرات فإنّ النظام الغذائي للسنجاب الياباني يتكون إلى حد كبير من البذور والبراعم والفواكه والفطريات والزهور، ويبدو أنّ الجوز الياباني عنصر أساسي في نظامه الغذائي، حيث يفتح السنجاب القشرة عن طريق المضغ على طول الثنية ثم تقسيمها إلى قسمين.

ويتم جمع الطعام ودفنه في مخابئ أو أشجار تحت الأرض كل خريف عندما يكون وفيرًا، بحيث يمكن الوصول إليه خلال أشهر الشتاء القاحلة، وتميل المكسرات والبذور الصغيرة إلى تناولها على الفور، بينما تميل البذور الكبيرة إلى الاكتناز في الأرض، ويمكن القول أنّ السنجاب هو متذوق البذور والمكسرات، ويتم اختيار أكثر الأطعمة المغذية فقط.

إحدى الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام هي أنّ السناجب ستفقد حوالي ربع طعامها المدفون أمام اللصوص، وإذا اشتبه السنجاب في أنّه يتم التجسس عليه فقد يتظاهر بدفن الطعام ولكنه يحتفظ به بدلاً من ذلك من أجل التخلص من أثر اللص، وهذه ممارسة تُعرف باسم التخزين المؤقت المخادع.

تكاثر السنجاب الياباني والصغار

السناجب اليابانية لها فترتان مميزتان للتزاوج كل عام وهي: واحدة تدوم من فبراير إلى مارس والأخرى من مايو إلى يونيو، وعندما تكون الأنثى متاحة جنسيًا يلاحقها العديد من الذكور في محاولة لتأمين حقوق التزاوج، والسلوك الجنسي هو تعدد الزوجات مما يعني أنّ الذكر الواحد سيكون له عدة شركاء من الإناث، وعادة ما يؤمن الذكر الأكبر والأكثر سيطرة لنفسه أكبر عدد من الرفقاء حيث قد يخسر الذكور الأصغر والأضعف فرصة انتشار خطهم، وبالنسبة لإناث السناجب يشير حجم الجسم والمرتبة الاجتماعية إلى الخصوبة، وتميل إلى جذب أكبر قدر من الاهتمام من الذكور.

بعد فترة حمل مدتها 40 يومًا ستنتج أنثى السنجاب فضلات صغيرة من مجموعتين إلى ست مجموعات في وقت واحد، وتولد هذه المجموعات في الغالب عمياء وعاجزة ويبلغ حجمها حوالي بوصة واحدة فقط، وتربى في أعشاش أوراق أو أوكار أو جحور شيدتها الأنثى خصيصًا، وخلال الشهرين الأولين من حياتهم سوف يتغذون من حليب أمهاتهم، وبعد ذلك الوقت سيبدأون في البحث عن الطعام بأنفسهم، وبحلول الربيع التالي تنضج السناجب جنسيًا وتبدأ في القراءة.

يبدو أنّ معدل بقاء الأطفال على قيد الحياة يعتمد على حجم جسم الأم، فإذا فقدت الأم الكثير من وزنها أثناء الرضاعة فمن غير المرجح أن تبقى الصغار على قيد الحياة في الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة، ولم يتم تقدير متوسط ​​عمر السنجاب الياباني حتى الآن، ولكن نظرًا للتهديدات العديدة التي يواجهها في البرية فمن المحتمل أنّه منخفض جدًا، واستنادًا إلى دراسة الأنواع وثيقة الصلة يُعتقد أنّه من المحتمل أن يعيشوا أكثر من 10 سنوات في البرية وما يصل إلى 15 عامًا في الأسر إذا تمكنوا من تجنب الأمراض والافتراس.

يُصنف السنجاب الياباني حاليًا على أنّه من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قِبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN – International Union for Conservation of Nature)، ومن غير المعروف عدد السناجب التي تعيش في البرية، وفي حين أنّ الأرقام تبدو مستقرة بشكل عام في معظم أنحاء اليابان فقد يكون فقدان موطن الغابات الأصلي مشكلة كبيرة مما يساهم في تراجع هذا النوع في الجزء الغربي من نطاقه.


شارك المقالة: