الضفدع الأرجنتيني المقرن وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الضفدع الأرجنتيني المقرن أو الضفادع الأرجنتينية ذات القرون (Horned Frog) التي نادرًا ما تُرى تتحرك، فهم يختبئون على أرضية الغابة المغطاة جزئيًا بأوراق الشجر في انتظار وجبة محتملة للاندفاع، وتتمتع الضفادع ذات القرون بشهية شرهة وستأكل أي شيء يمكن أن يدخل في أفواهها بما في ذلك الثعابين والفئران والطيور والضفادع الأخرى، ويمكن أن تكون أجسادهم عريضة بقدر ما تكون طويلة ورأسهم وفمهم الضخم يكونان تقريبًا مثل عرض أجسادهم، وبسبب فمهم الضخم يطلق عليهم أيضًا اسم الضفادع باك مان (Pac-Man)، وتمتلئ الضفادع ذات القرون بالماء مما يساعدها على البقاء رطبًا دائمًا.

مظهر الضفدع الأرجنتيني المقرن

الضفدع الأرجنتيني المقرن بأنّه أحد أكثر أنواع الضفادع الأليفة شهرة في جميع أنحاء العالم بسبب ألوانه المدهشة وتنوع ألوانه، وتضيء غرفة على الفور بسبب لونها الآسر، وعلى هذا النحو فلا عجب لماذا تحظى بشعبية كبيرة بين مختلف المربين وأصحاب الحيوانات الأليفة الغريبة، ويختلف لون الضفدع الأرجنتيني ذي القرون المختلفة من حيث اللون، فهناك بعضها يغلب عليه اللون الأخضر الفاتح بينما يتواجد البعض الآخر في الظل الأخضر الداكن.

كما يمكن أن يكون لبعض هذه الضفادع أيضًا لون مصفر ولكن هناك تلك التي يغلب عليها اللون البني، وفي بعض الحالات يمكن أن تأتي الضفادع الأرجنتينية أيضًا بألوان أقرب إلى الرمادي، وهذا يوضح فقط أنّ هذا الضفدع له ألوان تختلف حقًا حسب المكان الذي تم صيده فيه أو على الضفادع الأم التي نشأ منها، ويأتي الكثير من هذه الضفادع بأنماط شبيهة بالخطوط التي عادةً ما تحتوي على ألوان متناقضة مع اللون الرئيسي لجسم الضفدع، بينما يوجد لدى البعض الآخر بقع كبيرة في كل مكان.

السبب في تسمية الضفدع الأرجنتيني على هذا النحو هو أن عيونهم كبيرة حقًا تخرج من الجسم لمنحهم مظهرًا مقرنًا، ولن يكون هناك تمييز بين الذكور والإناث حتى يصل الضفدع الأرجنتيني المقرن إلى مرحلة النضج، فالإناث أكبر بشكل طبيعي من الذكور ويمكن أن يصل قطرها إلى 8 بوصات، وفي الوقت نفسه نادرًا ما ينمو الذكور لأكثر من 4 بوصات، كما أنّ حناجر الذكور تكون أغمق من لون حناجر الإناث.

حمية الضفدع الأرجنتيني المقرن

الضفدع الأرجنتيني المقرن هو حيوان يأكل أي شيء طالما أنّه يناسب فمه، كما إنّه بخس أن نقول أن هذا هو آكل نشط للغاية وحيوان سوف يحشو تقريبًا أي شيء صالح للأكل في فمه الكبير، وتحقيقًا لهذه الغاية فهي في المقام الأول من البرمائيات آكلة اللحوم، فسوف يأكلون اللافقاريات مثل الحشرات أو الديدان أو الصراصير أو الذباب أو الجنادب، وأيضًا الأسماك الصغيرة التي تتجول بالقرب منها عندما تكون في الماء.

عندما يكون الفأر صغيرًا بما يكفي للضفدع الأرجنتيني المقرن فإنّ هذا الفأر النشط سوف يأكله، وتشبه هذه البرمائيات الثعابين فقط بمعنى أنّها تأكل فريستها بالكامل وتضعها في أفواهها مثل الضفدع الأرجنتيني المقرن، ويجب أن تتغذى الضفدع الأرجنتيني المقرن بشكل يومي عندما تكون صغيرة لأنّها تحتاج إلى السعرات الحرارية لتنمو.

موطن الضفدع الأرجنتيني المقرن

يعود موطن الضفدع الأرجنتيني المقرن إلى أرضيات الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية، ولا سيما الأرجنتين وأوروغواي وشرق البرازيل، فهذه الأنواع موطنها الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي حيث توجد هناك عادة في الأراضي العشبية بالقرب من المسطحات المائية المؤقتة والخنادق على جانب الطريق، فالضفادع الأرجنتينية المقرنة تعيش في بيئة رطبة للغاية مثل الغابات المطيرة، كما أنّه يحب أن يختبئ في النباتات المورقة والموحلة الموجودة في أرض الغابات المطيرة، ففي البرازيل تعيش على طول الامتداد الساحلي للغابات الأطلسية في البرازيل، وتوجد في المرتفعات والمناطق الجبلية في كل من الغابات الأولية والثانوية فضلاً عن استمرارها في المناطق التي تدهورت فيها الغابات مؤخرًا.

تكاثر الضفدع الأرجنتيني المقرن والصغار

يقضي الضفدع الأرجنتيني المقرن معظم وقته مدفونًا في الوحل أو نفايات الأوراق الكثيفة، وبشكل عام فقط أثناء التكاثر سوف يغامرون في برك الغابة للتزاوج ووضع البيض، وفي هذا الوقت سيقضون معظم وقتهم مختبئين تحت أوراق الشجر أو الطحالب مع بروز رؤوسهم وأعينهم فقط، وتكون أزواج التزاوج في حالة تأهب شديد للحركة والأصوات المحيطة وربما بسبب كونها أكثر ضعفًا أثناء التواجد في الماء، ويُعتقد أنّ الضفدع الأرجنتيني المقرن (Ceratophrys ornata) يصل إلى مرحلة النضج الجنسي بين 18-24 شهرًا من العمر.

تصدر ذكور الضفادع أصواتًا صاخبة لجذب إناث الضفادع وتتكاثر في برك صغيرة من الماء خلال موسم الأمطار في أواخر الربيع، وعادة ما ينادي ذكور الضفدع الأرجنتيني المقرن الإناث وتودع الإناث ما يقرب من 2000 بيضة متصلة بالنباتات تحت الماء، وفي غضون أسبوعين من إيداع البيض يفقس البيض والتي تستغرق عادة حوالي 3-25 يومًا، ويشار إلى الضفادع الصغيرة على أنّها صغار وشرغوف وأحداث اعتمادًا على مرحلة نموها.

فترة الشرغوف قصيرة جدًا ولم يمض سوى شهر واحد قبل أن تصبح الضفادع الصغيرة ضفادع مكتملة التكوين، وتستخدم الأحواض للتكاثر في أواخر الربيع خلال موسم الأمطار، ولأنّ هذه البرك مؤقتة يتطور الصغار بسرعة ويبدأون في تطوير الرئتين في وقت مبكر من عمر ثلاثة أيام، ومتوسط ​​عمر هذا الضفدع من ست إلى سبع سنوات، من المعروف أنّها تعيش لفترة أطول لمدة تصل إلى 10-15 سنة في الأسر.

الخصائص السلوكية للضفدع الأرجنتيني المقرن

على الرغم من أنّ الضفدع الأرجنتيني ذو القرنين له لقب ودود إلّا أنّه في الواقع عدواني للغاية، ويعد الضفدع الأرجنتيني ذو القرنين نوعًا معروفًا من آكلي لحوم البشر، وغالبًا ما يصنع وجبة من الضفدع الأرجنتيني ذو القرنين الأصغر التي تقترب من فمها.

كما تعيش الضفدع الأرجنتيني المقرن في فضلات أوراق الغابة وتفرخ في مياه مؤقتة بطيئة التدفق داخل أو بالقرب من حدود الغابة، وعند استفزازهم يكون لديهم رد فعل دفاعي وهو تسطيح أجسامهم وتمديد أرجلهم الخلفية للخلف والساقين الأمامية للأمام والبقاء ساكنين تمامًا لعدة دقائق، وهذا يربك الحيوانات المفترسة التي تجد فريستها عن طريق البصر حيث تبدو أشبه بالأوراق المتساقطة، وإذا تم رصدهم من قبل حيوان مفترس فإنّ الموقف الدفاعي الممتد يجعل ابتلاعهم أكثر صعوبة.

حالة الحفظ للضفدع الأرجنتيني المقرن

الضفادع الأرجنتيني المقرن معرضة للخطر وهي قريبة من العثور على مكان في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض وهي مدرجة حاليًا على أنّها قريبة من التهديد، وعلى الرغم من وجود نقص في عدد هذه الحيوانات حاليًا إلّا أنّ هناك دليلًا على انخفاض أعدادها، ويمكن أن يعزى هذا الانخفاض إلى فقدان مصدر الغذاء والعينات المرباة في الأسر كجزء من تجارة الحيوانات الأليفة وتدمير الموائل للاستخدامات الزراعية.

في البرازيل يصنف الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)  الضفدع الأرجنتيني المقرن الناعمة على أنّه أقل اهتمامًا لأن نطاقه يغطي مساحة واسعة ولا يوجد ما يشير إلى انخفاض أعداده بشكل حاد، والتهديد الرئيسي الذي يواجه الضفدع هو فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات، ويتم استخدامه أيضًا لتجارة الحيوانات الأليفة الدولية ولكن عند مستوى منخفض فقط لذلك لا ينبغي أن يكون للعدد الذي يتم إزالته تأثير قوي على السكان.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: