العصفور الأزرق الشرقي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الطائر أو العصفور الأزرق الشرقي (Eastern Bluebird) حيث تعتبر هذه الطيور الصغيرة الجميلة والمحبوبة نذير الربيع وفي بعض الأماكن، ويمكن سماع أغنيتها حتى عندما يكون الثلج لا يزال على الأرض، وعلى عكس العديد من الحيوانات الأخرى فإنّ وضعها أقل إثارة للقلق وأعدادها تتزايد بالفعل، وهذا يرجع إلى حد كبير إلى حقيقة أنّ الطيور الزرقاء لا تواجه مشكلة في العيش حول البشر ولن تتردد في بناء عش في منزل مخصص لها ويردون الجميل بأكل الآفات الحشرية.

موطن العصفور الأزرق الشرقي

الطائر الأزرق الشرقي وصغاره هو المفضل لدى مراقبي الطيور لأنّه واضح ويسهل العثور عليه بشكل عام، ويتمتع مراقبي الطيور بأفضل فرصة للعثور على العصفور الأزرق الشرقي في الأماكن التي يعيشون فيها على مدار العام، وسيكون هذا في الولايات الموجودة شرق جبال روكي تحت خط عرض 40 وبعيدًا جنوبًا مثل ويست بالم بيتش فلوريدا، وفي أقصى الشمال مثل شبه جزيرة كيب كود في ماساتشوستس، ويمكن رؤية الطائر جالسًا على سياج أو سلك هاتف أو قد يظهر على شكل وميض أزرق على العشب أثناء غوصه بعد دودة.

إذا كان هذا هو موسم التكاثر فقد يصطاد مراقب الطيور زوجًا يبني عشًا في منزل العصفور الأزرق الشرقي أو في تجويف شجرة ميتة، حتى أنّ الطائر قد ينقض ويغني وقد يرى مراقب الطيور قطيعًا هائلاً من الطيور الزرقاء متجهًا إلى مكان ما، ويمكن للأشخاص الذين يعيشون شمال خط العرض 40 أن يروا الطائر الأزرق خلال فصل الربيع عندما يتعلق الأمر بالتكاثر، ويمكن العثور على الطيور مرة أخرى شرق جبال روكي وإلى أقصى الشمال مثل يلونايف في الأقاليم الشمالية الغربية وأقصى شرق نوفا سكوشا.

أعشاش العصفور الأزرق الشرقي

عش الطائر الأزرق على شكل كوب وفضفاض نوعًا ما ومصنوع من الأغصان أو الشعر أو الريش أو العشب، ويوصي بعض علماء الطيور بنشر الوبر من مرشح الوبر في المجففات بالخارج حتى يتمكن الطائر من استخدامه لبناء عشه، كما تقوم الأنثى بمعظم أعمال بناء العش وعادة ما تستغرق المسعى حوالي 10 أيام، وستصنع العش في تجويف صنعه نقار الخشب أو منزل وفره إنسان، وتفضل عصافير الأزرق الشرقي أن تكون عشها بين قدمين و 50 قدمًا من الأرض.

مظهر العصفور الأزرق الشرقي

يبلغ طول الطائر الأزرق الشرقي حوالي 7 بوصات في المتوسط ​​ويبلغ طول جناحيه 9.8 إلى 12.6، والرجل لديه خلفية زرقاء نقية لامعة وصدر صدئ وبطن أبيض، ولديهم مناقير صغيرة وأرجل قصيرة ويزن حوالي أونصة، والأنثى أكبر قليلاً ولكن ريشها باهت والأحداث رمادية بنية مع القليل من اللون الأزرق على الأجنحة والذيل، ولديهم بقع على صدورهم تختفي مع نضوجهم، وتميل الطيور الزرقاء الشرقية إلى إلقاء نظرة منحنية عندما تجلس، وربما يكون تلوين اليافع والأنثى وقائيًا ويبقيهم مخفيين عن الحيوانات المفترسة، ويحدث أي لون أزرق في الريش عندما يصطدم الضوء ببروتينات مرتبة بطريقة معينة في الريش فلا يمكن لأي طائر تكوين صبغة زرقاء بالطريقة التي يمكن أن تخلق بها صبغة حمراء أو صفراء.

الخصائص السلوكية لعصفور الأزرق الشرقي

الطيور الزرقاء الشرقية وصغارها هي قطيعية باستثناء موسم التكاثر عندما يدعي الذكر أنّ مساحة فدان واحد أو فدانين ويدافع عنها، كما أنّه سيدافع عن منطقة تغذية خلال الشتاء، وبخلاف ذلك يمكن أن تشكل الطيور الزرقاء قطعانًا ضخمة، والطيور أحادية الزواج خلال موسم التكاثر ما لم تكن كذلك ولقد تبين أنّ بعض الطيور لديها صيصان من قبل أكثر من رفيق في نفس الوقت.

تميل هجرة الطيور الزرقاء الشرقية مع صغارها في الجزء الجنوبي من مداها إلى عدم الحدوث ما لم يكن الغذاء نادرًا جدًا، وتطير الطيور في الجزء الشمالي من النطاق جنوبًا خلال فصل الشتاء، وهناك منطقة محددة في غرب تكساس وشمال شرق المكسيك حيث تقضي بعض مجموعات الطيور الزرقاء الشرقية فصول الشتاء.

النظام الغذائي لعصفور الأزرق الشرقي

يعتقد علماء الطيور أنّ حوالي 68 بالمائة من النظام الغذائي للعصفور الأزرق يتكون من الحشرات واللافقاريات الصغيرة الأخرى مثل القواقع واليرقات، والعديد من هذه الحيوانات ضارة بالنباتات لذا فإنّ نظام العصفور الأزرق الشرقي الغذائي مفيد للبشر، فخلال الأشهر الباردة عندما يكون البروتين الحيواني نادرًا سيعيش الطائر الأزرق على التوت الموجود في الغابة، وهذا يشمل توت زهر العسل وهي سامة للإنسان، ورش النباتات بمبيدات الآفات ضار بالطيور الزرقاء وكان أحد أسباب انخفاض أعدادها خلال منتصف القرن العشرين.

تحصل الطيور الزرقاء على مياهها من البرك والجداول وأيضًا تشرب منها وتستحم في أحواض الطيور، ونظرًا لأنّهم يفضلون المياه الجارية على المياه الساكنة فقد يقوم الإنسان بتثبيت جهاز لتحريك الماء في حوض الطيور.

التكاثر والصغار

عادة ما تكون الطيور الزرقاء الشرقية أحادية الزواج، وتتكاثر الطيور الزرقاء الشرقية في فصلي الربيع والصيف وعادة ما تقوم بتربية اثنين أو ربما ثلاثة حاضنة في السنة، ويختار الذكر مكانًا لبناء عش ويعلن عنه برفرفة جناحيه ورمي بعض الأغصان في التجويف، وبعد التزاوج تبني الأنثى العش ثم تضع من ثلاث إلى سبع بيضات زرقاء فاتحة، وتضع بيضة واحدة في اليوم ثم تحضنها وتفقس في حوالي أسبوعين.

الكتاكيت لا حول لها ولا قوة ويطعمها كلا الوالدين، وفي البداية يتم إعطاؤهم طعامًا رقيقًا مثل ديدان الأرض، ولكن مع نموهم أكبر وأقوى قد يجلب الوالدان الخنافس، وتكون الكتاكيت جاهزة لتطير العش بعد 15 إلى 20 يومًا وتكون جاهزة للتزاوج بحلول الصيف المقبل، وقد كشفت العديد من الدراسات أن بعض الصغار سيبقون حول العش للمساعدة في تربية حضنة أخرى، ويتراوح عمر الطائر الأزرق الشرقي بين ست إلى عشر سنوات ويعيش أقدم طائر بلوبيرد شرقي معروف لمدة 10 سنوات وخمسة أشهر.

الفراخ رمادية اللون مع صدر مبقع ويصبح اللون الأزرق أكثر بروزًا وتختفي البقع الموجودة على صدورهن مع نضوجهن، وقد تبدأ الطيور الزرقاء في التكاثر في الصيف بعد فقسها، والصغار مملون مما يعني أنّهم لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم عند الفقس، وكلا الوالدين يتعاونان في تربية الصغار، وتحضن الأنثى الكتاكيت لمدة تصل إلى 7 أيام بعد الفقس، ويقوم كلا الوالدين بإطعام الكتاكيت أثناء وجودهم في العش ولمدة ثلاثة أسابيع بعد مغادرتهم العش وتتغذى الكتاكيت على الحشرات بشكل رئيسي.

يمكن أن تعيش الطيور الزرقاء الشرقية من 6 إلى 10 سنوات، وعاش أقدم فرد بري معروف 10 سنوات و 5 أشهر، ومع ذلك تحدث معظم الوفيات في السنة الأولى من العمر، مما يجعل متوسط ​​العمر أقصر بكثير من هذا، ويعتقد علماء الأحياء أنّ عدد سكان الطيور الزرقاء الشرقية يبلغ حوالي 20 مليون طائر، ولا يعتبرون معرضين للخطر وقد تعافت أعدادهم بشكل جيد في معظم المناطق.

المفترسات والتهديدات

يجب أن يتعامل الطائر الأزرق الشرقي مع عدد كبير من الحيوانات المفترسة والتهديدات، فالسنجاب والراكون والسناجب الطائرة والثعابين والقطط يسرقون البيض والفراخ،  والعصافير العدوانية والزرزور تطردهم خارج المنطقة، كما أنّ النمل الناري يلدغ الأفراخ حتى الموت ثم يلتهمها، وتعد الطيور الجارحة مثل العاسرة والصقور والبوم وجبات طعام للبالغين والصغار.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: