الغيرة عند الجمل

اقرأ في هذا المقال


لا شكّ وأن عالم الحيوان مليء بالمعلومات القيّمة التي تساعدنا على فهم سلوكيات وطباع الحيوانات الأليفة منها والمستأنسة والمتوحشة، وتعتبر الحيوانات التي لطالما ألفها الإنسان من الحيوانات التي تحتاج إلى قراءة سلوكياتها ومعرفة طباعها لمعرفة مكامن خطورتها وما يتناسب مع طبيعتها من عدمه، ولعلّ الجمل من الحيوانات التي استطاع الإنسان أن يسخّرها لخدمته منذ ألاف السنين ولا تزال محطّ اهتمام علماء سلوك الحيوان لغاية وقتنا الحاضر لما يمتلكه من سلوكيات تختلف عن باقي الحيوانات، ولكن هل تساءلنا يوماً عن الغيرة لدى الجمل؟

سلوك الإبل في الغيرة

لعلّنا تجاوزنا حديث المشككون في أنّ الحيوانات لا تغضب أو لا تحزن أو لا تشعر بالمساعدة، ولكن هل تساءلنا عن غيرة الحيوانات وشعورها بالغضب على الشريك؟ لعلّه أمر صحيح وما أثبت حقيقة هذا السلوك هو قيام الحيوانات بالغيرة على شركائها بعدم تجربة الزواج إلا من زوجة واحدة فقط طوال الحياة مثل الذئاب والصقور وغيرها الكثير من الحيوانات، ويعتبر الجمل من الحيوانات التي تمتاز بالغيرة الشديدة تجاه أزواجها وخاصة إذا كانت في حالة تودّد.

يعتبر الإبل من الحيوانات التي تتزاوج في كلّ عام وخاصة في فصل الشتاء، حيث تكون الجِمال في تلك المرحلة في حالة هيجان ويحاول الذكر أن يحصل على الأنثى بصورة منفردة بعيداً عن مرأى الحيوانات الأخرى.

يمتاز ذكر الإبل بسلوكيات عادة ما تكون عنيفة أثناء موسم التزاوج، حيث يمكن له أن يتنافس مع باقي الذكور بصورة تشير إلى سلوكيات عدوانية، وفي حال الحصول على الناقة الأنثى يحاول ذكر الإبل إن يقوم بعملية التزاوج بصورة منعزلة بعيداً عن أعين الآخرين.

وعادة ما تكون ذكور الإبل في غاية العدوانية أثناء عملية التزاوج وترفض رفضاً قاطعاً أن يقوم أحد بالاطلاع عليها أثناء تلك العملية، فهي تشعر بالغيرة والغضب وقد تظهر سلوكيات غير مسؤولة في تلك الحالة وعادة ما تمتاز بالعنف وقد تصل إلى القتل، فالأبل من الحيوانات التي تشعر بالغيرة الكبيرة على شركائها وترفض أن يقوم أحد بالاطلاع على خصوصيتها وقد تقوم بإلغاء عملية التزاوج إذا شعرت بضرورة ذلك.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008.


شارك المقالة: