الفاكهة عنصر مهم ومميز للنباتات (كاسيات البذور)، ولكن ما الذي يشكل الفاكهة في الواقع؟ وهل الطماطم تعتبر فاكهة أم خضار؟ وكيف تتشكل في النبات؟ دعونا نلقي نظرة على الأجزاء والأنواع والاستخدامات المختلفة للفاكهة حيث تعد الزهرة هي وحدة تكاثر والثمار هي نتيجة التكاثر، كما تتشكل البذور والفواكه عن طريق الإخصاب، ففي كاسيات البذور يتكون هيكلان نتيجة الإخصاب المزدوج أي زيجوت ثنائي الصبغة وخلية سويداء أولية ثلاثية الصبغيات، ويتطور الزيجوت إلى جنين في حين أنّ خلية السويداء تؤدي إلى السويداء، ويوفر الغذاء للجنين المتنامي، وكل من الفاكهة والبذور جزء مهم من كاسيات البذور.
ما هي الفاكهة
الثمار عبارة عن هياكل حاملة للبذور، ويتطور من مبيض ناضج، فهي مصدر غني بالفيتامينات والمعادن والألياف، ويعد العنب والموز والبابايا والبطيخ هي بعض الفواكه التي يستهلكها الإنسان، وهم المصدر الرئيسي لنظام غذائي متوازن.
أجزاء من الفاكهة
تتكون الفاكهة من الأجزاء التالية:
1- غلاف الثمرة
القشرة هي جزء من الثمرة التي تشكل الطبقة الخارجية في تشريح الفاكهة والتي تحيط بالبذرة، وينمو من مبيض الزهرة ويحيط بالبذور التي تتطور من البويضة بعد إخصاب الزهرة، ويمكن أن يكون غلاف البثمرة إسفنجيًا أو عديم الرائحة، والقشرة هي جدار المبيض الذي يتطور كجدار للثمار، وتشكل القشرة النسيج الصالح للأكل للفاكهة، فقد تكون قشرة الفاكهة سمينة كما هو الحال في الجوافة والمانجو وما إلى ذلك، أو قد تكون جافة كما هو الحال في الخردل والجوز وما إلى ذلك، وفي بعض الفواكه ليس من السهل تمييز كل طبقة من الأنسجة الصالحة للأكل حيث يختلف تشريح الفاكهة باختلاف الأنواع.
لا يحمي غلاف الثمرة في الفاكهة البذور أثناء مراحل نموها فحسب بل تساعد أيضًا في تشتت البذور، ويشير غلاف الثمرة إلى جدار الفاكهة الذي يتطور خارج المبيض بعد عملية الإخصاب ويتمايز إلى الطبقة الداخلية (endocarp) والطبقة المتوسطة (mesocarp) والطبقة الخارجية (exocarp)، وفي بعض الأحيان يتم الخلط بين مصطلح القشرة والفاكهة ولكن كلاهما مختلف، فالقشرة هي إما جزء جاف أو سمين من الفاكهة بينما تمتلك الفاكهة بالكامل قشرة (تتطور من جدار مبيض) وبذرة (تتطور من بويضة).
طبقات القشرة
تحيط القشرة (طبقة الفاكهة) بالبذرة بأكملها وتتكون من جزأين وهما القشرة الخارجية والقشرة الداخلية، وتحتوي القشرة الخارجية على الطبقات التالية: البشرة (epicarp) واللحمة والطبقة الأعمق والتي تسمى بقايا الخلايا رقيقة الجدران، وهذه الخلايا رقيقة الجدران التي لها بنية خلوية متقطعة تشكل مستوى طبيعي من الانقسام، وتساعد إزالة القشرة الخارجية، وتتكون القشرة الداخلية المجاورة للبقايا من خلايا وسيطة أي طبقة واحدة من الخلايا المتقاطعة والخلايا الأنبوبية، وتكون الخلايا المستعرضة طويلة وأسطوانية ولها محور طويل عمودي على محور الحبوب الطويل، كما إنّها معبأة بإحكام مع مساحة صغيرة أو معدومة بين الخلايا، ويتم تمييز القشرة إلى ثلاث طبقات وهي:
1- قشرة الثمرة (Epicarp): وهي الطبقة الخارجية وتشكل القشر، حيث تمثل الغطاء الخارجي للقشرة التي تشكل الغطاء الخارجي (exocarp)، ويشير إلى الأنسجة الخارجية المتمايزة والرقيقة والصعبة التي تشكل قشرة الفاكهة أو قشرها، وفي ثمار الحمضيات يُطلق على هذا الجزء الخاص اسم الفلافيدو (flavedo).
2- ميسوكارب (Mesocarp): وهي الطبقة الوسطى واللحم والجزء الصالح للأكل من الثمار، ويمثل طبقة وسيطة لطبقة الطبقة الخارجية والطبقة الداخلية والتي تشكل اللحمة، ويشير إلى الطبقة الوسطى المتمايزة أو اللحمية أو الجافة من الأنسجة التي تشكل عمومًا الجزء الصالح للأكل من الفاكهة، فعلى سبيل المثال يشكل الطبقة الوسطى معظم الأجزاء الصالحة للأكل في الفواكه مثل نبات الخوخ ونبات الطماطم وما إلى ذلك.
في ثمار الحمضيات من مثل البرتقال والحمضيات والليمون وما إلى ذلك، تسمى الطبقة الوسطى البياض أو اللب، ويحتاج المرء لفصل طبقة اللب قبل الأكل، وتتم معالجة القشرة الداخلية أو القشرة الوسطى لأنواع الحمضيات لصنع العصارة.
3- إندوكارب (Endocarp): وهي الطبقة الداخلية والجزء الخشبي الداخلي حيث يتم وضع البذور، حيث يمثل الغطاء الأعمق من القشرة والذي يحيط بالبذرة مباشرة، وفي ثمار الحمضيات تعتبر الطبقة الداخلية هو الجزء الوحيد المستهلك والمقسّم إلى بعض الأقسام التي تسمى شرائح، ويتم دمج حويصلات العصير بإحكام داخل هذه الأجزاء التي تحتوي على عصائر الفاكهة.
على العكس من ذلك فإن القشرة الداخلية سميكة وقاسية بالنسبة للفاكهة ذات النواة مثل الخوخ والمشمش، وفي الفواكه الجافة يمثل الغلاف الصلب الذي يحوي نواة البقان والجوز التي يجب فصلها قبل الاستهلاك.
في بعض الأحيان يصعب تمييز كل هذه الطبقات في بعض الفواكه حيث لا يمكن ملاحظة سوى عدد قليل من صفوف الخلايا، فعلى سبيل المثال في الفواكه السمينة مثل البرتقال يشكل كل من قشرة الثمرة والطبقة الوسطى جزء القشر، بينما لا يمكن تحديد طبقات القشرة بشكل واضح في الفواكه الجافة.
2- البذور
تنضج البذور البويضات المخصبة كما إنّه نبات جنيني محاط بغطاء خارجي واقي.
أنواع الفاكهة
بناءً على عدد المبايض وعدد الأزهار المشاركة في تكوين الفاكهة يتم تصنيف الثمار إلى ثلاث مجموعات رئيسية وهي:
1- الفواكه البسيطة
تتطور هذه الثمار من مبيض واحد ناضج في زهرة واحدة، ويعد التفاح والموز والكرز الكمثرى والبرقوق والطماطم أمثلة قليلة على الفواكه البسيطة، وتصنف الثمار البسيطة إلى الفئات التالية:
1- ثمرة مفردة النواة (Drupes): وتُعرف أيضًا باسم الثمار ذات النواة لأنّها تحتوي على بذرة صلبة جدًا داخل الثمار البسيطة، وعلى سبيل المثال نبات البرقوق والكرز والخوخ.
2- الثمرة اللبيّة: يحتوي هذا النوع من الثمار على بذرة واحدة في الوسط ويكون كثير العصير، وعلى سبيل المثال العنب والعنب البري.
3- الثمرة التفاحية: حيث تتفتح هذه الثمار من الأشجار، وعلى سبيل المثال نبات التفاح والبابايا.
4- الثمرة الليمونية: تشبهان إلى حد ما التوت وتشمل الفواكه مثل البطيخ والحمضيات.
2- الفاكهة المجمعة
تتطور هذه الثمار من عدد من المبايض الناضجة التي تشكلت في زهرة واحدة، ويطلق على المبايض الفردية اسم فواكه صغيرة، ويعد ثمر العليق وتوت العليق والفراولة أمثلة قليلة على مجموع الفواكه.
3- الفواكه المركبة
تتطور هذه الثمار من الإزهار الكامل، وتُعرف هذه أيضًا باسم فواكه متعددة، والثمار المركبة من نوعين وهما:
1- الفاكهة التوتية: توجد في التوت والكاكايا (أو خبزية متغايرة الاوراق أو جاك فروت) والأناناس، حيث يتطورون من نوع عنقود زهريّ كث وإزهرار سنبلي ونوع طلع الشجرة من الإزهار.
2- السيكونوس (Syconus): يتطور هذا من نوع هيبانثوديوم (hypanthodium) من الإزهار.
استخدامات الفاكهة
الفاكهة غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة جسم الإنسان، فعلى سبيل المثال نعلم أنّ البرتقال غني بفيتامين ج، وفيتامين ج حيوي لتحييد أي فطريات حرة في أجسامنا، وكما أنّ الأحماض الموجودة في الحمضيات فعالة جدًا في تبييض البشرة وتقشيرها، وإلى جانب الاستهلاك يمكن أن تساعد أحماض الحمضيات هذه في التخلص من الرواسب المعدنية والشحوم في أواني الطهي.
الفواكه الغنية بالألياف مثل التوت مفيدة جدًا للهضم ويمكن أن يساعد البروتين الموجود في البابايا والذي يسمى الباباين في تكسير البروتينات وبالتالي يساعد على الهضم، كما أنّه يقلل من مستويات الحموضة ويخفف من عسر الهضم، وتحتوي تمور النخيل على مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم وبالتالي فهي مفيدة جدًا في تنظيم نسبة السكر في الدم، وعلاوة على ذلك فهو غني بالألياف الغذائية ومفيد جدًا لعملية الهضم، ويحتوي العنب على مادة كيميائية تسمى ريسفيراترول (Reservatrol) تعمل بشكل مشابه للأسبرين مما يمنحه خصائص المسكنات.