تُعرف الفطريات بأنها مملكة من الممالك، تضم الكائنات الحية حقيقية النواة، وهي كائنات حية ثالوسية تنتشر في الأوساط المختلفة وتوجد في التربة الجافة والرطبة، وتنتشرفي المياه المالحة والعذبة وفي الهواء، كما أنها تصل إلى ارتفاعات شاهقة وتهاجم الكثير منها النباتات والحيوانات والإنسان وتسبب الأمراض. وتختلف في طرائق تغذيتها وتكاثرها وأشكالها وأحجامها وألوانها.
الخصائص العامة للفطريات:
تُعدّ الفطريات من أوائل الكائنات الحية التي انتشرت في اليابسة، وإنَّ معظم الفطريات عديدة الخلايا باستثناء الخمائر؛ فهي وحيدة الخلية، وتحاط خلايا الفطريات بجدرٍ خلوية سميكة تتركب بشكل أساسي من الكايتين، وهو مركبٌ عضوي عديد التسكر.
أن جسم الفطريات مكون من خيوط فطرية مقسمة بحواجز خلوية كما في فطر المشروم أو تكون على هيئة مدمج خلوي كما في فطرعفن الخبز، وتُشكّل مجموعة الخيوط الفطرية في كلا النوعين غزلاً فطريَّا يتشابك مع المواد التي يتغذى عليها الفطر.
التغذية في الفطريات:
تتصف التغذية بالفطريات بأنها امتصاصية التغذية، تفرز إنزيماتها الهاضمة خارج خلاياها على مصدرالغذاء، ثم تقوم بامتصاص ما هضم من الغذاء وإنَّ الفطريات جميعها غيرذاتية التغذية مع الكائنات الحية الأخرى بعلاقات غذائية مختلفة، فقد تتطفل على غيرها مسببةً لها الأمراض أو تعيش معيشةً تكافليةً مع غيرها من الكائنات الحية، أو تحلل بقايا الكائنالت الحية بعد موتها.
التكاثر في الفطريات:
التكاثر في الفطريات إما يكون:
- التكاثر اللاجنسي: تتكاثر الفطريات لا جنسياً بواسطة الأبواغ اللاجنسية أحادية المجموع الكروسومي؛ حيث تكونها في الظروف الملائمة كالرطوبة والحرارة والمواد الضويئة، إذ تنطلق ملايين الأبواغ في الهواء فإذا وصلت إلى بيئة مناسبة؛ تنمو لتكوّن فطراً جديداً كالبنسيليوم الذي يسبب تلف الفواكة والخضراوات.
- التكاثر الجنسي: يبدأ التكاثر الجنسي في الظروف غير الملائمة باندماج نواتي خيطين فطريين يختلفان في الصفات الوراثية وينتج من ذالك نواة ثنائية المجموعة الكرموسومية وتنقسم انقساماً منصفاً، لإنتاج خلايا أحادية المجموعة الكروموسومية وتُشكّل خيوطاً فطرية على شكل غزل فطري قادرعلى إنتاج الأبواغ.
تصنيفات الفطريات:
تصنف مملكة الفطريات إلى خمس قبائل:
1- قبيلة الفطريات الأصيصية:
وهي أبسط أنواع الفطريات، يعيش معظمها في الماء وأبواغها لها أسواط تشبة السوطيات الدورقية، ولمعظم هذه الفطريات دور مهم في تحليل أجسام الكائنات الحية المائية الميتة؛ وهناك بعض منها يتطفل على النباتات والحيوانات والطلائعيات.
2- قبيلة الفطريات الزيجوتية:
تترمم معظم أنواع هذه القبيلة على بقايا النباتات والحيوانات الميتة، أوعلى منتجات المخابز، وهنالك بعض منها يتطفل على الطلائعيات والديدان والحشرات والنباتات كعفن الخبز؛ حيث يتكون فطرعفن الخبز من خيوط فطرية تتفرع منها خيوط صغيرة تُسمّى أشباه جذور تقوم بامتصاص الغذاء اللازم للفطر.
يحمل فطر عفن الحبزخيوطاً فطرية تُسمّى الأكياس البوغية وتكون على شكل مدمج خلوي، تحمل بداخلها حوامل بُوغية بداخلها الأكياس البوغية وتنتشرعند نضجها وتنفجرالأكياس لتكون فطراً جديداً ويتكاثرفطر عفن الخبز جنسياً في حال كانت الظروف غيرملائمة؛ بحيث تتحد نواتا خيطين فطريين مختلفين في الخصائص الوراثية معاً، فتتكون نواة ثنائية المجموعة الكروموسومية وتنقسم انقساماً منصفاً؛ حيث ينتج منه أبواغا زيجوتية أحادية المجموعة الكروموسومية.
3- قبيلة الفطريات الكببية:
تعيش الفطريات الكببية معيشة تكافلية مع جذورالنباتات، إذ تمكن النبات من امتصاص الأملاح من التربة والصخور وتعيش هاذه الفطريات مع الطحالب بعلاقة تكافلية حيث يمد الفطر الطحلب بالماء من التربة ويقوم الطحلب بتزويد الفطر بالغذاء الذي يصنعه خلال عملية البناء الضوئي.
4- قبيلة الفطريات الكيسية:
تُعدّ الفطريات الكيسية من أكبر مجموعات الفطريات، ومنها الخمائر التي لها أهمية كبيرة في الصناعات الغذائية، والكمأة التي يتغذى عليها الأنسان.
5- قبيلة الفطريات القمعية:
تستخدم بعض أنواع الفطريات القمعية كمصدرغذائي كفطر المشروم الذي يتركب جسمه من غزل فطري ينتشر داخل مصدر الغذاء الذي نتغذى علية، ويظهر الفطرعلى هيئة جسم ثمري يحمل الأبواغ ويستخدم بعض أنواعة كغذاء صحي.
تتصف بعض الفطريات القمعية ذات الألوان الفاقعة بأنها فطريات سامة كفطر الصدأ الذي يسبب أمراضاً للنبات القمح والذرة؛ فيتسبب بخسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية.
أهمية الفطريات:
1- الأهمية البيئية:
تكمن الأهمية للفطريات في كون بعضها يعمل كمحللات لبقايا الكائنات الحية، وهي بذالك تقوم بدور مزدوج؛ إذ تُقلّل من التلوث الناتج عن تراكم الجثث والفضلات، وتزيد من خصوبة التربة، والأمرالذي يسهم في المحافظة على التوازن البيئي وتؤدي الفطريات أدواراً بيئية مهمة؛ إذ يستخلص منها منتج طبيعي يُسمّى ميكوبوند يستخدم كمادة بديلة عن البلاستيك؛ لعزل وتعليب البضائع لأنه لا يضر بالبيئة؛ فهو غير سام وقابل للتحلل بسهولة في الطبيعة.
2- الأهمية الاقتصادية:
للفطريات أهمية كبيرة اقتصادية:
- الغذاء يمتاز فطرالمشروم بقيمته الغذائية؛ لاحتوائه البروتينات وبعض أنواع الفيتامينات وسهولة هضمه ولكنه ليس الفطر الوحيد الذي يؤكل فهناك فطريات الكمأ والعرجون، وهناك فطريات تدخل في إنتاج بعض أنواع الجبن، وتُعدّ الخميرة من أوائل الفطريات التي استفاد منها الإنسان منذ آلاف السنين في إنتاج الخبز ومنتجاته، وهنالك أنواع من فطرالأسبرجلس تنتج حمض السيترك المستخدم في إنتاج المشروبات الغازية.
- الأدوية والمضادات الحيوية بحيث تمكن العالم فلمنج من اكتشاف مادة البنسلين التي ينتجها فطر البنيسيليوم والتي أحدثت ثورةً في معالجة الأمراض البكتيرية بجانب المضادات الحيوية الأخرى التي تنتجها أنواع من الفطريات، مثل السيفالوسبورين.
الأمراض التي تسببها الفطريات:
تسبب بعض الفطريات أمراضاً للإنسان والحيوان و النبات وهنالك بعض الأمراض التي تسببها الفطريات الكيسية اللإنسان وهنالك أمراض متعدده تسببها الفطريات ولها عدة أعراض، ولها عدة طرق للوقاية منها.
1- الأمراض الفطرية التي تصيب الإنسان:
من الأمراض الفطرية التي تصيب الإنسان واعراضها وطرق الوقاية منها :
فطرالقدم الرياضي وهو المتعارف علية بسعفة القدم تُتسبّب هذا المرض فطريّات تُسمّى بالفطريات الجلدية، تتضمن هذه الفطريات ثلاثة أجناس ترايكوفايتون وإيبيديرم، ومايكروسبورم ومن خصائص هذه الفطريات أنها تهاجم الجلد وتعيش عليه، بحيث تتغذّى على الكيراتين وهو بروتين الموجود في الأظافر والجلد والشعر.
سعف القدم الرياضي:
يصنف مرض سعف القدم إلى ثلاث أنواع:
- سعفة ما بين الأصابع وهوالأكثر شيوعاً، ويظهر على شكل تقشّر وتآكل للجلد، وتظهر المنطقة المصابة باللون الأبيض، وإذا لم يتم العلاج يتطوّر المرض إلى النوع الثاني.
- سعفة الخف وهو يصيب باطن القدم، و ينتشر إلى جوانب ومشط القدم، وقد يصيب أيضاً الأظافر، وتعتبر الإصابة بهذا النوع مزمنة، وتحتاج إلى أدوية مضادة تؤحذ عن طريق الفم.
- سعفة حويصلية يُعدّ هذا النوع أقل شيوعاً من الأنواع السابقة، ويظهرعلى شكل بثور تظهرعلى مشط القدم، ولكن يمكن أن تظهر الأعراض على منطقة أخرى من القدم، وقد يصاحب هذا النوع التهابات بكتيرية، وتكثر في فصل الصيف الإصابة به .
سعفة الرأس:
تظهر سعفة الرأس على شكل رقعة جافَّة يتساقط منها الشعر أو كلاهما على فروة الرأس ولقد شخص الأطباء الأصابة من خلال عينات يتم سحبها من فروة الرأس ويصف الأطباء الأدوية المُضادة للفطريات يتم أخذها عن طريق الفم، وشامبو سلفيد السيلينيوم و للوقاية من الإصابة بها الحفاظ على النظافة الشخصية، وعدم استخدام أدوات غير شخصية.
الهستوبلازما الرئوية :
هي عدوى فطرية للأنسجة الدقيقة في الرئتين وييشبه إلى حد ما أعراضه ونتائجه التدرن الرئوي وكثيراً مايلتبسه الأطباء وعلى عكس التدرن وغيره من الأمراض الجرثومية المعدية و تنتقل العدوى من شخص إلى أخر فإنَّ الفطر الذي يسبب المرض الرئوي لا ينتقل العدوى من شخص إلى أخر فإن أبواغ أو بذور الفطر تستنشق ضمن تراب ملوث بالفطروالأماكن التي تتواجد بها هذه الأبواغ أو البذور في البيوت الزجاجية والكهوف؛ حيث يختلط بزبل الخفافيش والطيور، مكونة خليط رجيين صدر، وظهور أعراض كالحمى والسعال وآلام في الصدر وخروج دم مع البصاق وفقدان الوزن؛ حيث يجب الوقاية منه بارتداء الكمامات الواقية عند دخول الكهوف والبيوت الزجاجية.
فطر القوباء الحلقية:
القوباء الحلقية هي عدوى فطرية، تسببها الطفيليات تشبه العفن تعيش على الخلايا في الطبقة الخارجية للجلد تنتمي للفطريات الجلدية. يصيب هذا المرض الإنسان والحيوان، وتبدأ أعراضه على شكل بقع حمراء مستديرة متقشرة يصاحبها حكة وتهيج للجلد في المناطق المصابة لينتشر في باقي الجلد فروة الرأس الحية، القدمين والمنطقة الإربية وللوقاية منه؛ الحفاظ على النضافة الشخصية وعدم استخدام أدوات الغير.
الأمراض الفطرية التي تصيب النبات:
ما الامراض الفطرية التي تصيب النبات؟
البياض الدقيقي:
تُعدّ الفطريات الكيسية المسببة لمرض البياض الدقيقي؛ ومن الأعراض التي تظهرعلى النباتات المصابة بقع رمادية على سطح الورقة، حيث يسلب الورقة القدرة على القيام بعملية البناء الضوئي؛ حيث يبدأ نموميسليوم وجراثيم الفطرعلى سطح الأوراق مشكلةً بقع رمادي ثم تتحول إلى جزرمختلفة تغطي الأجزاء الخضرية وتتكون على الأوراق أشرطة صفراء ثم تتغير إلى اللون البني تؤدي لموت الأوراق مُبكّراً وتشقق الثمار وتساقطها وقد قدرت الخسائر الناجمة من العائد الإجمالي بـ 2%-30% نتيجة الاصابة بمرض البياض الدقيقي.
صدأ القمح والذرة والشعير:
يُعدّ مرض صدأ القمح والذرة والشعير من أمراض الأصداء التي تُؤثّر في المحصول كماً ونوعاً. وتزداد حدة تلك الأمراض في المناطق الرطبة، كما امتدت إلى الحقول المروية وتحدث أمراض الأصداء خسائر كبيرة في محاصيل عندما تنتشر بشكل وبائي، وبخاصة إذا توافق انتشارها خلال طور الإزهار. وتختلف أهمية المرض تبعاً للمنطقة، ففي سوريا أخطرالأنواع هو الصدأ الأصفرالمخطط حيث يصيب القمح مُبكّراً في المرحلة الأولى والتي إذا أصيبت تكون الخسائركبيرة، والفطورالمسببة صدأ الساق الأسود و يأتي من درجة الثانية صدأ الساق وصدأ الأوراق وتُعدّ الفطريات القمعية من الفطريات المسببة لمرض صدأ القمح والذرة والشعير؛ حيت يظهرعليها بقعه بنية على الأوراق تهاجم السنابل فتتَّحول للون البني المسود ويُعدّ الصدأ البني أكثر أنواع الأصداء انتشاراً ويأتي بعد الصدأ الأصفر.