اللاموس النرويجي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يعتبر اللاموس النرويجي (Lemming) أحد أكبر أنواع اللاموس في جميع أنحاء العالم، وهذه القوارض المهاجرة شائعة جدًا في التندرا في الدول الاسكندنافية وغرب روسيا، والأفراد من كلا الجنسين يظهرون نفس الحجم واللون، واللاموس النرويجي لديه جسم سميك وفرائه ثقيله، مما يساعد الحيوان على الدفء خلال أشهر الشتاء الباردة، وتظهر القوارض نفس اللون على مدار العام في الأسود والبني مع شرائط ذهبية صفراء، ولا توجد معلومات عن متوسط العمر المتوقع لهذا النوع في البرية، ومع ذلك فقد عاش أقدم حيوان اللاموس النرويجي مسجل لمدة 3.3 سنوات في الأسر، بالإضافة إلى ذلك يعيش القوارض الأخرى ذات الصلة الوثيقة عادة لمدة 1-2 سنوات.

موطن اللاموس النرويجي

ينتشر اللاموس النرويجي عبر فنوسكانديا وهي منطقة تمتد من شبه جزيرة كولا الروسية إلى الساحل الغربي للنرويج ومن الساحل الشمالي للنرويج جنوبًا إلى بحر البلطيق، ومع ذلك قد يهاجر الليموس جنوبًا إذا مرت الأنواع بطفرة سكانية، وتم العثور على اللاموس النرويجي في مناطق التندرا وجبال الألب، وخلال الشتاء يعيشون في أماكن معزولة تحت الثلج، وهذا يوفر لهم الدفء والمأوى والوصول إلى الغذاء والحماية من الحيوانات المفترسة.

وجود هذا المأوى يمنح القوارض الصغيرة فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة، وفي الأوقات التي لا يوجد فيها غطاء ثلجي قد تعيش اللاموس النرويجي في مجموعة متنوعة من المستنقعات وغيرها من الموائل الأرضية الرطبة، كما يسكنون الأراضي القزمية حيث تشكل الشجيرات القزمة الغطاء النباتي الرئيسي، وتجد القوارض النرويجية الأمان عن طريق حفر جحور ضحلة أو باحتلال مساحات تم تشكيلها بالفعل تحت الأرض.

مظهر اللاموس النرويجي

يزن اللاموس النرويجي بين 20 و 130 جرامًا، ويتراوح طول الجسم من 8 إلى 17.5 سم، ولديهم أجسام سميكة مع معاطف ثقيلة للحفاظ على حرارة الجسم ضد البرد، ولون الفراء أسود وبني مع بعض الخطوط الذهبية الصفراء، ولون البطن أفتح من بقية الفراء.

وتحتفظ القوارض النرويجية بنفس لون الفراء بغض النظر عن الموسم ويتشابه الذكور والإناث بشكل عام في الحجم واللون، وليس لديهم ذيل واضح، وتتميز أسنانهم بفصائلهم الفرعية، وأطرافهم قصيرة وغالبًا ما تكون مطوية تحت الجسم،يوكون مخلب الرقم الأول على كل مخلب أكبر وأكثر تسطحًا من بقية المخالب، وهذا التعديل يساعد القوارض على حفر الأنفاق عبر الثلج.

تكاثر اللاموس النرويجي والصغار

تتكاثر القوارض النرويجية على مدار السنة، وعلى الرغم من أنّهم يعيشون بشكل عام وبشكل مستقل عن بعضهم البعض، إلّا أنّهم سيواجهون بعضهم البعض لفترة وجيزة للتزاوج، وقد تصبح القوارض عدوانية تجاه بعضها البعض عندما يكون هناك الكثير من القوارض الأخرى على مقربة منها، وقد لوحظ أنّ ذكور القوارض النرويجية تمارس سلوك الملاكمة والمصارعة.

في الأنواع الأخرى من القوارض تعتبر الملاكمة والعدوانية جزءًا من نظام التزاوج لذلك قد يحدث هذا في القوارض النرويجية أيضًا، ولم يتم العثور على معلومات في الأدبيات العلمية تشير إلى ما إذا كان اللاموس النرويجي أحادي الزواج أو متعدد الزوجات أو متعدد الزوجات، ومع ذلك بالنظر إلى خصائص القوارض الأخرى والطبيعة المستقلة للقوارض النرويجية فمن غير المحتمل أن تكون أحادية الزواج، وتخضع إناث جنس ليموس للشرقية بعد الولادة لذلك قد تتقبل الأنثى التزاوج بعد فترة وجيزة من ولادة القمامة.

القوارض النرويجية قادرة على التكاثر بسرعة وتتكاثر على مدار السنة، وفي المتوسط ​ يتم بلوغ النضج الجنسي عند 3 أسابيع للإناث (على الرغم من تسجيل أنثى حامل عمرها أسبوعين) وشهر واحد للذكور، ويمكنهم إنتاج فضلات كل 3 إلى 4 أسابيع مع فترة حمل تبلغ 16 يومًا، وقد يكون لدى أعضاء جنس ليموس فترات حمل تتراوح بين 16 و 23 يومًا.

وكل قمامة من اللاموس النرويجي تنتج ما بين 5 و 13 شابًا، وعادة ما يكون وقت الفطام لهذا الجنس من 14 إلى 16 يومًا ويبلغ وزن مولود الليموس الصغير 3.3 جرام، ويعاني أفراد هذا الجنس أيضًا من شبق ما بعد الولادة لذلك قد تكون الأنثى حاملاً في فضلاتها التالية بينما لا تزال ترعى الصغار من فضلاتها السابقة.

لا توجد معلومات متاحة حاليًا حول الاستثمار الأبوي في اللاموس النرويجي، وبشكل عام مع ذلك فإنّ إناث الفأر واللاموس النرويجي هي مقدمات الرعاية ولا يلعب الذكور دورًا في تقديم الرعاية، إلّا في عدد قليل من الأنواع أحادية الزواج.

وعادة ما تكون الإناث في الفصيلة الفرعية (Microtinae) شديدة الحماية لصغارها وستبقي نسلها بالقرب منهم، والإناث من جنس ليموس تفطم صغارها خلال 14 إلى 16 يومًا، وكان أقدم حيوان اللاموس النرويجي مسجل هو عينة في الأسر التي عاشت 3.3 سنوات، وتعيش أنواع الليموس بشكل عام لمدة عام إلى عامين.

تواصل وإدراك اللاموس النرويجي

لا توجد معلومات متاحة حاليًا على وجه التحديد عن التواصل والإدراك في اللاموس النرويجي، وتمتلك الفئران واللاموس حواسًا متطورة مثل حاسة الشم والسمع، وتستخدم بعض أنواع القوارض الروائح لتحديد الحدود، ويمكن للعديد من أنواع القوارض التعرف على أفراد نوعها من خلال روائحهم، وتستخدم الفئران والقوارض دعوات مختلفة للضيق والعدوان والتزاوج، وكل نوع لديه مجموعة فريدة من المكالمات.

حمية اللاموس النرويجي

اللاموس النرويجي هو من الحيوانات العاشبة، حيث يأكلون بشكل رئيسي الطحالب والأشنات واللحاء وبعض الأعشاب، وتزدهر الطحالب عندما تتساقط كمية كافية من الثلج خلال الشتاء، وقد يكون من الصعب أو الخطير الحصول على الطعام قبل الشتاء مباشرة عندما تهطل الأمطار ودرجات الحرارة المتجمدة بدون غطاء ثلجي.

اللاموس النرويجي والتهديدات

تبين أنّ الكثافة السكانية للحيوانات المفترسة الفنوسكانية مرتبطة بالدورات السكانية للاموس النرويجي والقوارض الصغيرة الأخرى مع التغيرات الدورية في عدد السكان، وتشمل الحيوانات المفترسة الشائعة في القوارض في النرويج الثعالب الحمراء والثعالب القطبية الشمالية وفقرات البحر وأعراس والبوم الثلجي والغربان والطيور الجارحة الأخرى، والسقوط هو الوقت المناسب بشكل خاص لقتال المفترسات لأنّه لا يوجد غطاء ثلجي ومصادر الغذاء النباتية نادرة بسبب درجات الحرارة المتجمدة.

ومع نقص الغذاء المتاح قد تبتعد القوارض عن جحورها أكثر من المعتاد وتترك نفسها عرضة للافتراس، وتعد جحورها سواء كانت في الأرض أو تحت الجليد بمثابة دفاع رئيسي ضد الحيوانات المفترسة، وتواجه الحيوانات المفترسة الجوية والحيوانات المفترسة الكبيرة صعوبة أكبر في الوصول إلى الجحور، وقد تتمكن الحيوانات المفترسة مثل القاقم وابن عرس من العثور على طريقها إلى جحور القوارض.

حالة الحفظ للاموس النرويجي

يذكر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) أنّ تجمعات اللاموس النرويجي مستقرة وأقل قلقًا من تعرضها للخطر، وتشمل التهديدات المستقبلية المحتملة تغير المناخ ورعي الحيوانات العاشبة الأخرى مما يقلل من موائل اللحاء، وبشكل عام تعتبر القوارض النرويجية من الأنواع الناجحة إلى حد ما في المنطقة التي تعيش فيها.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: