الليمور الدائري الذيل وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الليمور الدائري الذيل (ring-tailed lemur) هو نوع من الرئيسيات، وتشمل الرئيسيات الأخرى القرود والبشر، والليمور مستوطن في مدغشقر حيث نشأ في عزلة، وعلى عكس القرود يمتلك الليمور أنفًا رطبًا ويعتمد بشكل أكبر على حاسة الشم، وجسديًا يمتلك الكثيرون أنفًا مدببة بشكل خاص وجميع الليمور ماعدا أكبر الليمور إندري له ذيول طويلة، ونعلم اليوم أنّ هناك أكثر من 100 نوع من الليمور وأنّ الأنواع الجديدة لا تزال توصف من قبل العلماء.

موطن الليمور الدائري الذيل

تم العثور على الليمور حلقي الذيل فقط في جنوب غرب مدغشقر، كما إنّهم يفضلون غابات المعرض والغابات بالقرب من ضفاف الأنهار وبعدها، ولكن يمكن العثور عليها في الغابات الجافة والغابات الجبلية الرطبة والغابات المتساقطة الأوراق، حيث يتحملون درجة حرارة تتراوح من -12 إلى 48 درجة مئوية، وتم العثور على الليمور حلقي الذيل في ثلاثة موائل متميزة في جنوب وجنوب غرب مدغشقر حيث غابات المظلة المستمرة وغابات الفرشاة والغابات والغابات المختلطة.

تهيمن أشجار التمر الهندي (Tamarindas indica) على غابات المظلة المستمرة في هذه المنطقة والأشجار الكبيرة الأخرى التي يصل ارتفاعها إلى 20-25 مترًا، وتعتبر غابات الفرشاة والفرك أكثر جفافاً من الغابات المفتوحة وأقل ارتفاعًا، وعلى الرغم من وجود الليمور حلقي الذيل في جميع موائل الأشجار إلّا أنّه يوجد بشكل شائع في غابات المظلة المستمرة.

مظهر الليمور الدائري الذيل

يبلغ طول جسم الليمور الحلقي الذيل من 39 إلى 46 سم ويبلغ طول ذيله من 56 إلى 63 سم ويبلغ متوسط ​​وزن الجسم 2.2 كجم، والجسم المغطى بفراء كثيف وذو لون صلب يتراوح من الرمادي إلى البني وذيل طويل وسميك، والذيل له حلقات سوداء وبيضاء سميكة ومحددة جيدًا من الساق إلى الحافة، وعادةً ما يكون لدى الأفراد قناع وجه أبيض مع تحديد أسود للعينين والأنف.

لديهم لون أفتح تحت البطن يتراوح من الرمادي الفاتح أو البني إلى الأبيض، والليمور الدائري الذيل له أربعة أصابع رفيعة وإبهام على أطرافه العلوية والسفلية وينتهي كل منها بظفر داكن اللون، ولا يمكن مقاومة الإبهام على الزوائد العلوية لأنّ المفصل ثابت، وأول إصبع قدم على الملحق السفلي قابل للمقاومة ويتم استخدامه أثناء تسلق الأشجار في مظلة المستوى الأوسط والعليا.

تكاثر الليمور الدائري الذيل والصغار

يبدأ الليمور حلقي الذيل في التزاوج في أبريل مع فترة حمل تتراوح من 130 إلى 144 يومًا وتبدأ الولادة في أغسطس وتنتهي في سبتمبر، ولا تنشط الإناث في الإنجاب حتى سن 2.5 سنة وللنساء من 3 إلى 4 سنوات فرصة أكبر للنجاح في الإنجاب وإنجاب ذرية صحية مقارنة بالإناث الأصغر سنًا، وعادة ما تلد الإناث نسلًا، والأكثر شيوعًا أنّ الإناث تنجب نسلًا واحدًا فقط، وتتزاوج الإناث عادةً مع أكثر من ذكر خلال فترة الشبق، ويتنافس الذكور فيما بينهم على حق التزاوج مع الإناث.

عادة ما تلد الإناث نسلًا أو توأمًا والأكثر شيوعًا أن الإناث تنجب نسلًا واحدًا فقط، ويتم رعاية النسل بالكامل من قبل الأم، ويقضي الأطفال حديثو الولادة أول أسبوعين من حياتهم في الركوب على بطن أمهاتهم، وبعد الأسبوعين الأولين يركب الصغار على ظهور أمهاتهم ويبدأون في استكشاف محيطهم.

ويتم فطام الصغار ابتداء من عمر ثمانية أسابيع حتى يتم فطامهم بالكامل في عمر خمسة أشهر، ويتم الحصول على كل التغذية من الأم، ومعدل وفيات الرضع مرتفع حيث 30 إلى 50٪ من الأطفال لا يجتازون السنة الأولى من حياتهم، وينخفض ​​معدل الوفيات هذا إذا كانت الأم أكبر سنًا أو أنجبت سابقًا.

تقع رعاية الصغار على عاتق الأم فقط حيث يكون للذكور في المجموعة تأثير ضئيل أو معدوم على تربية الصغار، والإناث هي المسؤولة عن العناية والتغذية والفطام وتعليم صغارها، وكثيرًا ما لوحظت الإناث في المجموعة تهتم بنسل الإناث الأخرى بالإضافة إلى مجالسة الأطفال والتغذية والاستمالة، ويعيش الليمور حلقي الذيل عادة حتى يبلغ من العمر 16 عامًا، ويعيش أقدم الليمور ذي الذيل الحلقي المعروف ويبلغ من العمر 33 عامًا في الأسر، وتشمل حدود العمر الافتراضي في البرية فقدان الموائل والموارد المحدودة.

عادات الليمور الدائري الذيل

يعيش الليمور حلقي الذيل في مجموعات من 15 إلى 20 فردًا تسمى القوات، وتبقى الإناث مع نفس القوات التي ولدت فيها بينما يتنقل الذكور عادة بين القوات كل سنتين إلى خمس سنوات، وهذه القوات اجتماعية للغاية مع تفاعلات معقدة، ويتم إنشاء التسلسل الهرمي عادة في شبابهم من خلال اللعب الخشن والمتعثر، وجميع الإناث هي المسيطرة على جميع الذكور، ولا تزال أدنى مرتبة من الإناث أعلى في التسلسل الهرمي الاجتماعي من أعلى مرتبة من الذكور.

تواصل وإدراك الليمور الدائري الذيل

التواصل مع الليمور حلقي الذيل معقد، ويتم استخدام إشارات الاتصال المرئي مثل أوضاع الجسم وتعبيرات الوجه بالإضافة إلى الاتصال الصوتي، ومن المعروف أنّ الليمور ذو الذيل الحلقي يستخدم علامات الرائحة بل إنّه ينخرط في معارك الرائحة الكريهة مع بعضها البعض، حيث تُفرك إفرازات غدد الرائحة في الذيل ثم تنفجر على الحيوانات المعاكسة، ويعد الاتصال اللمسي مهمًا بين الأمهات وصغارهن وكذلك بين الأزواج، وهذا يشمل الاستمالة واللعب والتزاوج.

عادات الطعام لليمور الدائري الذيل

الليمور حلقي الذيل من الحيوانات آكلة اللحوم الانتهازية، ومن الممكن أنّهم سيأكلون ما هو متاح لهم بسهولة بما في ذلك الفاكهة والأوراق والسيقان والزهور والإفرازات (الراتنج واللاتكس والنسغ) والعناكب وشبكات العنكبوت والحرباء وحشرات اليرقات والطيور الصغيرة وتلال النمل الأبيض، وأهم مصدر غذاء في الفاكهة من شجرة التمر الهندي، وتم العثور على التمر الهندي في جميع العادات الثلاث حيث من المعروف أنّ الليمور يعيش.

الليمور الدائري الذيل والافتراس

ينتقل الليمور حلقي الذيل في مجموعات تُعرف باسم القوات لردع الحيوانات المفترسة التي تصطاد فريسة فردية، ويمكن أن يأتي الضغط المفترس من الطيور الجارحة والحفريات (Cryptoprocta ferox) والزباد (Civettictis civetta) والقطط المنزلية (Felis catus) والثعابين والليمور البني.

أدوار النظام البيئي لليمور الدائري الذيل

يساهم الليمور حلقي الذيل في النظام البيئي من خلال نشر البذور من خلال برازه، وجنبا إلى جنب مع الأنواع الأخرى من الليمور فهي مسؤولة عن العديد من محميات الحياة البرية، وتساعد هذه المحميات في الحفاظ على البيئة لجميع الأنواع النباتية والحيوانية الأخرى في المنطقة.

كما أنّها تساهم في شبكات الغذاء الأخرى كمصدر غذاء للحفريات وحيوانات الزباد، ولقد أدى الليمور حلقي الذيل بالفعل إلى تحسين اقتصاد مدغشقر، فالليمور حلقي الذيل هو عامل جذب شائع للسياحة البيئية في الجزء الجنوبي والجنوب الغربي من الدولة الجزيرة، ولا توجد آثار سلبية للليمور حلقي الذيل على البشر.

الليمور الدائري الذيل وحالة الحفظ

الليمور حلقي الذيل مصنف على أنّه قريب من التهديد (NT) في القائمة الحمراء الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) في الملحق الأول من (CITES).

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: