تشوهات الأوعية الدموية عند الكلاب

اقرأ في هذا المقال


تشير الدراسات إلى أن تشوهات الأوعية الدموية أو الشذوذ الحلقي الوعائي الأكثر شيوعًا الموجود في الكلاب هو الشريان تحت الترقوة الأيمن المنحرف، وهذا لا ينتج عنه علامات سريرية، كما يشكل قوس الأبهر الأيمن المستمر، وهو التشوه الذي يمثله سريريًا أكثر من 90٪ من الكلاب؛ حيث يكون حلقة كاملة حول المريء؛ مما يضيق الممر، وينتج الشريان الأورطي الذي يتشكل عادةً كالوعاء الدموي الرئيسي القادم من القلب حلقة حول المريء؛ مما يؤدي إلى انقباض يمكن أن يصبح خطيرًا، وتم العثور على هذه الحالة وراثياً في سلالات (Boston Terrier و German Shepherds و Irish Setters).

أعراض تشوهات الأوعية الدموية عند الكلاب

في مراحل نمو الجنين توجد أقواس أبهرية (أوعية دموية) تحيط بالمريء والقصبة الهوائية، وفي بعض الحالات يمكن أن تتشكل الأقواس بطريقة أو موقع غير طبيعي؛ مما يؤدي إلى الضغط على المريء والقصبة الهوائية؛ مما قد يؤدي إلى تضييق الأعضاء وما يتبع ذلك من ارتجاع للطعام الصلب عند فطام الجرو، كما تشيع حالات الشذوذ في الحلقة الوعائية في الجراء؛ لأن المرض يصبح واضحًا عندما يبدأون في تناول الأطعمة الصلبة، ومع ذلك هناك احتمال أن يتم تشخيص الاضطراب بعد سنوات في بعض الكلاب.

تشمل أعراض تشوهات الأوعية الدموية عند الكلاب ما يلي:

  • ارتجاع الطعام غير المهضوم بعد دقائق إلى ساعات من تناول الطعام.
  • الجوع المستمر.
  • هزال الشكل.
  • توقف النمو.
  • الالتهاب الرئوي الشفطي (استنشاق المخاط والغذاء والماء)، وهو اختلاط ثانوي يصاحبه صعوبة في التنفس وسرعة دقات القلب والسعال.

أسباب تشوهات الأوعية الدموية عند الكلاب

على الرغم من عدم إثبات ذلك بعد، إلا أنه يُعتقد أن شذوذ الحلقة الوعائية له مكون وراثي، ولم يتم تحديد علامة خلل جيني، ولكن من المعروف أن العديد من الجراء يمكن أن تكون مصابة بهذه الحالة، وتشمل مسببات إصابتها يهذه الحالة ما يلي:

  • خلال مرحلة الجنين تتطور الأوعية الدموية في مكان غير صحيح أو في شكل منحرف وتسبب انقباض القصبة الهوائية والمريء.
  • يجب أن تكون الأوعية عند نضجها قد ارتدّت أو أعيد توصيلها بشكل مختلف.
  • قد تطوق حلقة كاملة أو غير مكتملة من الأوعية القصبة الهوائية والمريء.
  • عادةً ما يمنع الشريط الدائري الطعام الصلب من المرور عبر المريء.

كيفية تشخيص تشوهات الأوعية الدموية عند الكلاب

عند إحضار الكلب إلى العيادة البيطري ستبدأ الزيارة بالفحص البدني، كما سيتوجب فهم الفرق بين القيء والقلس حتى يتم مناقشة هذه الأعراض مع الطبيب البيطري؛ حيث يحدث القلس وهو علامة على شذوذ الحلقة الوعائية عندما يُخرج الجرو في معظم الحالات الطعام الصلب بعد تناول الوجبة بوقت قصير، كما لا يوجد جهد جسدي متضمن، ومن ناحية أخرى يؤدي القيء إلى تقلصات في المعدة، وغالبًا ما تظهر التهوع، وهذا العامل المميز مهم لأن القيء قد يعني وجود مشكلة أخرى.

لتشخيص شذوذ الحلقة الوعائية تعتبر الصور الشعاعية للصدر هي الأداة المفضلة؛ حيث يمكن للأشعة السينية التي تُجرى غالبًا باستخدام تباين الباريوم أن تُظهر بوضوح التكوين غير الطبيعي الذي يظهر في انقباض المريء، ومن المهم ملاحظة أنه سيتم توخي الحذر للتمييز بين شذوذ الحلقة الوعائية والمريء الضعيف (المعروف باسم المريء الضخم للجراء)، والذي يمكن أن يظهر نفس الأعراض ولكن قد يزول في النهاية، كما يمكن أن يثبت تنظير المريء (PRAA)، وبالإضافة إلى استبعاد الأنواع الأخرى من انسداد المريء قد تكون التآكل والتمزقات مرئية أيضًا.

قد يناقش الطبيب البيطري خيار التصوير المقطعي المحوسب ثلاثي الأبعاد (CT) لأغراض التخطيط الجراحي، بينما يختار البعض الآخر الجراحة الاستكشافية، اعتمادًا على ما يمكن أن تكشفه الاختبارات التشخيصية الأخرى.

كيفية علاج تشوهات الأوعية الدموية عند الكلاب

هناك ثلاثة خيارات يتم أخذها في الاعتبار عادةً لهذه الحالة، تشمل ما يلي:

إطعام الجرو وفقًا لتوجيهات المريء

حيث يتضمن ذلك إطعام الجرو أكثر من المعتاد وجبات صغيرة من الطعام الذي تم تسييله أو تحويله إلى قوام ناعم للغاية، مع إبقاء الكلب في وضع مرتفع، وهذا ينطوي على إبقائه في وضع مستقيم لبعض الوقت بعد تناول الطعام، ونظرًا لأن الكلاب التي تم تشخيصها بالضخامة (ضعف الحركة) من المحتمل جدًا أن يخرج منه فهذا خيار بالنسبة لهم أثناء النضج، ومع ذلك كحل دائم للتشوهات الحلقية الوعائية قد يكون صعب.

استخدام أنبوب تغذية معدي

عندما لا تكون الجراحة ممكنة فإن أحد خيارات العلاج هو أنبوب التغذية المعدي؛ حيث يمر الطعام بالمريء ويذهب مباشرة إلى المعدة، وغالبًا ما يُنظر إلى هذا كخيار للكلب الأكبر سنًا الذي يكون المريء والقصبة الهوائية مشوهًا بشكل دائم بسبب النضج، كما يعيش العديد من الكلاب نوعية حياة جيدة مع هذا البديل، بمجرد إجراء التعديل لتناول الطعام بهذه الطريقة.

جراحة لتصحيح الشذوذ

حيث يُعتقد أن الجراحة هي الخيار الأفضل ولكنها لا تخلو من مضاعفاتها أيضًا، ومن الأفضل إجراء هذا العلاج على الجراء الصغيرة خاصةً لأنه مع نضوج الجراء يزداد خطر حدوث ضرر دائم، وتشمل الخيارات الجراحية بضع الصدر (فتح الصدر) وتنظير الصدر، وفي وقت مبكر كان ذلك أفضل لعملية جراحية ناجحة، ومع ذلك يجب مراعاة المخاطر التي ينطوي عليها التخدير في الكلاب التي تقل أعمارها عن شهرين، وبالإضافة إلى ذلك إذا كان مدى انقباض المريء أو تمدده شديدًا يمكن أن تستمر درجة من القلس.

سيقدم الطبيب البيطري تعليمات مفصلة بشأن رعاية الكلب المصاب بمجرد أن يكون على استعداد لبدء الرعاية المنزلية، وإذا تم إجراء الجراحة فسيتم تقييد التمرين لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، كما ستكون التغذية بنظام غذائي سائل أمرًا ضروريًا لأسابيع بعد ذلك، مع إعادة إدخال الأطعمة اللينة لتحديد توقعات المستقبل، كما يجب إدراك أن قدرًا من الارتجاع يمكن أن يبقى.

يعتمد التشخيص ونجاح العلاج والتعافي من تشوهات الحلقة الوعائية على عمر الكلب ودرجة المشكلة في وقت التشخيص وحالته عند وصوله إلى العيادة ووجود أو عدم وجود الالتهاب الرئوي التنفسي، كما سيكون التواصل المتكرر مع الطبيب البيطري ضروريًا؛ حيث يجب مناقشة أي مخاوف بشأن إجراءات التغذية سواء كانت أنبوب معدي أو تغذية منتصبة، وفي حالة التعافي الجراحي يعد إبقاء الطبيب البيطري على اطلاع جزءًا مهمًا من تحديد نجاح العملية، وفي النهاية بسبب المكون الوراثي المشتبه به لا يُنصح بتربية كلب مصاب باضطراب في الحلقة الوعائية.


شارك المقالة: