ثور الأُرْخُص وصغيره

اقرأ في هذا المقال


كانت الأُرْخُص نوعًا من الأبقار البرية التي جابت ذات يوم مساحات شاسعة من الأراضي في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا، وتشبه الماشية كبيرة الحجم، حيث اعتادت هذه الأنواع أن تكون واحدة من أكثر حيوانات الرعي انتشارًا على هذا الكوكب منذ آلاف السنين.

مظهر الأُرْخُص والسلوك

كانت الأُرْخُص عضوًا في رتبة ذوات الحوافر ذات الأصابع الزوجية، وهذا يعني الحيوانات ذات الظلف التي تحمل وزنًا متساويًا على اثنين من أصابع قدمها، وعلى الرغم من انقراضها تمكن العلماء من إعادة بناء مظهرها بدرجة معينة من الدقة من الهياكل العظمية واللوحات والأوصاف المكتوبة والتحليل الجيني، وكانت الأُرْخُص حيوانًا يشبه الماشية الحديثة ولكن بأرجل أطول وجمجمة أكبر وقرون عريضة وعضلات كتف ضخمة، وكان لون المعطف أسودًا غامقًا أو بنيًا مع وجود شريط أبيض يمتد أسفل العمود الفقري.

من المحتمل أن يصل ارتفاع هذه الوحوش الهائلة إلى ستة أقدام عند ارتفاع الكتفين ووزنها في مكان ما بين 1500 و 3000 رطل، وهذا من شأنه أن يجعلها من بين أكبر الأبقار التي تعيش على الإطلاق، وكانت إناث الأبقار أصغر بكثير من الذكور في المتوسط ​​ولديها أيضًا قرون أصغر ولون أفتح، ونظرًا لأنّ العلماء لا يستطيعون ملاحظة سلوك الثيران مباشرة يجب عليهم إجراء بعض الاستدلالات بناءً على أوصاف مكتوبة من السجلات التاريخية وسلوك الماشية الحديثة.

يُعتقد أنّ الثيران تجمعت في قطعان تصل إلى 30 فردًا على الأقل في جزء من السنة، ومن الممكن أيضًا أن تكون بعض القطعان تتكون في الغالب من جنس واحد في وقت واحد، ومثل الأبقار الحديثة ربما كانت لديهم علاقات اجتماعية معقدة يمكن أن تنطوي إما على المودة أو الهيمنة اعتمادًا على الموقف، وشارك كل من الذكور والإناث في معارك واستعراضات من أجل الوضع الاجتماعي، وعند الاستفزاز كان الذكور عدوانيين للغاية ويمكن أن يتسببوا في إصابة خطيرة لأي مفترس أو تهديدات.

نظرًا لأنّهم كانوا أكبر من الماشية في العصر الحديث فإنّ شحنتهم يمكن أن تقتل بسهولة إنسانًا بالغًا، وعند التعامل مع أعضاء آخرين من نفس النوع من المحتمل أنّ عدوانيتهم ​​تعتمد على الاختلاف في الرتبة، ويمكن تسوية النزاعات بالطرق السلمية أيضًا، ومثل العديد من ذوات الحوافر الأخرى ربما كان للأرخص عيون ذات تلاميذ أفقيين على جانبي رؤوسهم لمنحهم رؤية واسعة لمحيطهم.

كما حصلوا على الكثير من المعلومات من حواسهم من الشم والسمع واللمس، وذلك استنادًا إلى الدراسة الحديثة للإدراك في الماشية من الممكن أن يكون لدى الثيران قدرة محدودة على تذكر مصادر الطعام والتمييز بين العلاقات المألوفة، وكان لديهم عدد من الأصوات المختلفة للتواصل مع أعضاء آخرين من النوع أو إعطاء تحذيرات من التهديدات المحتملة.

تكاثر الأُرْخُص والأطفال والعمر

على الرغم من انقراض الثيران منذ فترة طويلة فقد اكتسب العلماء بعض الأفكار حول تربية الثيران من دراسة الكتابات التاريخية وملاحظات سلوك الماشية الحديث، وربما حدث موسم التزاوج في أواخر الصيف أو أوائل الخريف، وتنافس الذكور بشدة لجذب الإناث ودرء المنافسين، وبعد فترة حمل دامت عدة أشهر تولد العجول في وقت ما في الربيع، وبدأوا بلون معطف أفتح عند الولادة واكتسبوا معطفهم الأغمق بعد بضعة أشهر من الحياة.

وستبقى العجول بالقرب من القطيع وتتلقى الرعاية والاهتمام من الأم حتى بلوغ سن الاستقلال، وبعد ذلك يمكنهم اختيار البقاء مع القطيع أو الانضمام إلى قطيع جديد، وبافتراض أنّ الثيران تشبه الماشية فمن المحتمل أنّها وصلت إلى مرحلة النضج الجنسي بعد بضع سنوات وعاشت ما يقرب من 20 عامًا في البرية.

الموطن

في ذروة عدد سكانها تجولت الأُرْخُص عبر معظم القارة الأوروبية الآسيوية، وغطت الأنواع الفرعية الرئيسية للأرخس من مثل (Bos primigenius primigenius)، وهي مجموعة كبيرة من الأراضي من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، على الرغم من أنّها كانت غائبة على الأرجح من أيرلندا وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا والتبت واليابان وأقصى الشمال.

تم العثور على نوع فرعي ثان (Bos primigenius namadicus) في المقام الأول في شبه القارة الهندية، ونوع فرعي ثالث (Bos primigenius africanus) وسكن منطقة شمال إفريقيا من المغرب إلى مصر، وفضّل الثوران أن يسكنوا الأراضي العشبية والسهول الفيضية والغابات الخفيفة في المناخات المعتدلة، وهذا مكنها من الازدهار في عدد كبير من الأماكن المختلفة، ومع ذلك وبسبب أراضي الرعي الكبيرة اللازمة للحفاظ على أعداد سكانها فإنّها تضعهم أيضًا في صراع مع الناس والماشية المدجنة للحصول على مكان للعيش، ومع انتشار الحضارة البشرية انقرضت الأنواع تدريجيًا على معظم موطنها ولم تحيا إلا في أوروبا الشرقية حتى القرن السابع عشر.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: