حمامة نيكوبار وصغارها

اقرأ في هذا المقال


حمامة نيكوبار (Nicobar pigeon) هي آخر حمامات كالويناس (Caloenas pigeons)، وحمامة نيكوبار هي العضو الوحيد في جنس كالويناس، ويُعتقد أنّها الأقارب الحي الوحيد لطائر الدودو الفقير بالإضافة إلى مخلوق يسمى رودريغز سوليتير، كما تشتهر بريشها المذهل اللامع، ولكن للأسف يتم اصطيادها للحصول على الطعام وحجر القوانص بجودة الأحجار الكريمة، وحجر قوانص الطائر صعب للغاية لدرجة أنّه يمكن أن يطحن المكسرات التي يحتاج الإنسان إلى مطرقة لها، وهو مصنوع في المجوهرات، والحوصلة هي واحدة من التعديلات التي يمتلكها الطائر لطحن البذور والمكسرات التي قد يكون من الصعب جدًا تناولها، وإنّه أكبر حمامة في العالم، وعندما تريد حمامة نيكوبار ترويع الحيوانات المفترسة فإنّها تصدر صوتًا مثل شخير الخنزير.

حمامة نيكوبار وطائر الدودو

حمامة نيكوبار هي أقرب الأقارب الأحياء لطائر الدودو المنقرض، وكلاهما أعضاء في عائلة (Columbidae)، ويندهش الكثير من الناس من أن طائر الدودو القبيح الذي لا يطير بحجم الديك الرومي كان نوعًا من الحمامة ولكنه كان كذلك.

موطن حمامة نيكوبار

يمكن العثور على حمامة نيكوبار في الغابات المطيرة المنخفضة والغابات الجافة والشجيرات وأشجار المانغروف على الجزر في أرخبيل الملايو في بالاو وجزر أندامان ونيكوبار وغيرها، وتم العثور على مستعمرة كبيرة بشكل خاص في محمية للحياة البرية في باتيمالف إحدى جزر نيكوبار، وهناك أيضًا سكان في جنوب فيتنام وكمبوديا، ولقد شوهدوا أيضًا في غرب أستراليا.

أعشاش الحمام نيكوبار مصنوعة من الأغصان ومبنية في أعالي الأشجار، كما إنّها قوية بما يكفي لمنع البويضة من السقوط وتحمل وزن الوالدين أثناء احتضانها، فكلا الوالدين يطعمان طغيرهما بحليب الحمام، فيبني عشه في أعالي الأشجار وعلى عكس بعض الطيور لا يمانع الزوج المتزاوج إذا كان زوج آخر يبني عشه في نفس الشجرة، وفي النهاية يمكن أن تكون هناك مستعمرات كبيرة من هذه الطيور تعشش بالقرب من بعضها البعض.

مظهر حمامة نيكوبار

من أجمل ما يميز حمامة نيكوبار ريشها الجميل المتقزح اللون على جناحيها وجسمها، والخصائص الأخرى هي شقوقه الطويلة، والتي يتم الاحتفاظ بها في بعض الأحيان بشكل دائم وذيلها الأبيض القصير النقي، وإلى جانب ذلك فهو أكبر حمامة موجودة ويمكن أن يصل طوله إلى ما يقرب من 16 بوصة ويزن أكثر من رطل ويبلغ طول جناحيه من 21 إلى 23 بوصة، وللحمام رقبة طويلة ورفيعة ورأس نحيل ومنقارها مزخرف بمقبض أو بطة منتصبة تبرز بشكل خاص عند الذكور، وأرجلها وأقدامها الطويلة والقوية ضاربة إلى الحمرة.

الذيل قصير وأبيض نقي ولا يظهر إلّا عند البالغين، ويعتقد العلماء أنّ هذا الذيل الأبيض هو أحد التعديلات التي تعزز تماسك القطيع، كما إنّه بمثابة ضوء إرشادي عندما تطير الطيور ويسمح لأفراد القطيع بمعرفة أنّ الطائر بالغ ولا ينبغي مراعاته أو اتباعه.

حمية حمامة نيكوبار

يطير حمامة نيكوبار من جزيرة إلى أخرى بحثًا عن الطعام، وعلى الرغم من كونه طيارًا قويًا إلّا أنّه يجمع المكسرات والبذور والفاكهة المتساقطة على أرض الغابة من غروب الشمس حتى غروب الشمس، وإنّ البحث عن الطعام على الأرض هو أحد التعديلات التي تجعل رؤية الطيور صعبة، لأنّ الظل الذي تلقيه الأشجار يجعل ألوان ريشه باهتة، ويتكون النظام الغذائي لهذا الحمام من الحبوب والبذور والمكسرات والبراعم والتوت واللافقاريات، وعندما يشرب حمام نيكوبار فإنّه يغمر منقاره ويمتص الماء بدلاً من الرشف كما تفعل الطيور الأخرى.

عادات حمامة نيكوبار

يعتبر الحمام نيكوبار من البدو الرحل ويتجول في قطعان من جزيرة إلى أخرى وعادة ما ينام في الجزر الصغيرة حيث لا توجد مفترسات، حيث يقضون اليوم في المناطق التي يتوفر بها طعام أفضل ولا يبتعدون عن المناطق التي يسكنها البشر، ويكون الحمام النيكوبار أكثر نشاطًا عند الفجر والغسق ويفضل إطعامه منفرداً أو في أزواج، وعلى الرغم من أنّ هذه الطيور تقضي معظم وقتها في أرض الغابة، إلّا أنّها طيارون قويون وطيرانهم سريع مع دقات منتظمة ونقرات حادة من حين لآخر للأجنحة، كما هو الحال في الحمام بشكل عام.

على عكس الحمام الآخر تميل مجموعات حمام نيكوبار إلى الطيران في أعمدة أو ملف واحد وليس في قطيع فضفاض، ويكون الذيل الأبيض بارزًا أثناء الطيران عند رؤيته من الخلف وقد يكون بمثابة نوع من الضوء الخلفي، حيث يحافظ على القطعان معًا عند عبور البحر عند الفجر أو الغسق، ويعتبر الحمام نيكوبار طائرًا صوتيًا للغاية ومن أجل التواصل مع بعضهم البعض فإنّهم يصدرون مكالمة متكررة منخفضة النبرة.

حمامة نيكوبار والتهديدات

البشر هم المفترسون الرئيسيون لحمام نيكوبار، ويتم اصطيادهم للحصول على لحومهم وأحجارهم القواصة ويتم احتجازهم في تجارة الحيوانات الأليفة غير المشروعة، وتتغذى عليها الفئران والحيوانات الأليفة مثل القطط، كما تم إلقاء اللوم على تدمير موطنها في انخفاض أعداد الحمام، ويشمل ذلك تطهير الأرض للزراعة والتلوث الناجم عن الصناعة.

تكاثر حمامة نيكوبار والصغار

يتكاثر الحمام نيكوبار عادة من يناير إلى مارس، ويتمايل الذكر أمام الأنثى وينفخ ريشه ليثير إعجابها، وقد يحتاج إلى القيام بذلك لبضعة أيام قبل أن تقبله، ولكن إذا فعلت ذلك فسيتم تزاوجهما مدى الحياة لأنّ حمام نيكوبار أحادي الزواج، ثم يختار موقع العش الذي يتراوح بين 6.5 و 39 قدمًا من الأرض وتبني عشًا عشوائيًا من الأغصان، وهناك ستضع بيضة واحدة زرقاء اللون يحتضنها كلا الوالدين لمدة شهر تقريبًا.

يعشش الحمام نيكوبار في غابة كثيفة على الجزر الصغيرة البحرية وغالبًا في مستعمرات كبيرة، ويبنون عشًا سائبًا في شجرة عادة في المواقع غير المضطربة أو أسفل المظلة مباشرة، والفرخ هو ممل حيث يفقس بلا حول ولا قوة ويتغذى من قبل البالغين بسوائل حليب غنية بالمحاصيل حتى يصبح مستقلاً في حوالي ثلاثة أشهر من العمر، حيث تكون عصابات حمام نيكوبار عاجزة عند ولادتها وتتغذى على حليب المحاصيل حتى يتمكنوا من تناول البذور والفاكهة.

يبدأ ريش الفراخ في القدوم عندما يبلغون من العمر 10 أيام تقريبًا ويمكنهم إطعام أنفسهم عندما يبلغون شهرًا تقريبًا من العمر، ويتراوح عمر حمامة نيكوبار ما بين 8 إلى 12 عامًا في البرية ولكن يمكنها أن تعيش ما يصل إلى 15 عامًا في الأسر إذا تم منحها رعاية جيدة، ولم يتم تحديد إجمالي عدد الأنواع والأنواع الفرعية ولكن هناك ما لا يقل عن 1000 عضو من (C.n. pelewensis) في بالاو، فلا تقدم القائمة الحمراء للـ (International Union for Conservation of Nature – IUCN) والمصادر الأخرى الحجم الإجمالي لتعداد حمامة نيكوبار.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: