تقع أسود البحر والفقمات وحيوانات حصان البحر في مجموعة علمية من الثدييات تسمى (pinnipeds)، والتي تعني قدم الجناح أو قدم الريش، وأسود البحر هي 7 أنواع من الثدييات البحرية الكبيرة في عائلة الفقمة، وكان أسلاف أسود البحر القدماء حيوانات برية تشبه إلى حد ما الدببة.
أسود البحر والفقمات
كيف من الممكن التمييز بين أسود البحر والفقمات؟ حيث تتشابه أسود البحر والفقمات تقريبًا، فهم من الثدييات البحرية، والتي تقضي جزءًا كبيرًا من كل يوم في المحيط للعثور على طعامها، ولديهم جميعًا زعانف في نهاية أطرافهم لمساعدتهم على السباحة، ومثل جميع الثدييات البحرية لديهم طبقة سميكة من الشحم لإبقائها دافئة في المحيط البارد، وجميعهم يحبون أكل السمك والكثير من الأسماك.
ولكن عند النظر إلى آذان أسد البحر فإنّه من الممكن رؤية طية أذن صغيرة على كل جانب من رأسه، والفقمات لها فقط فتحة صغيرة لآذانهم، وتنقلب طيات أذن أسد البحر مع الفتح إلى الأسفل حتى لا يدخل الماء إلى الأذنين، ويمكن لأسود البحر أيضًا تدوير زعانفها الخلفية للأمام لمساعدتها على الانطلاق على طول الشواطئ الصخرية، ولا تستطيع الأختام القيام بذلك ويجب أن تتلوى أو تنحني أو تتدحرج أو تنزلق للالتفاف حول الماء.
الموئل والنظام الغذائي
تعيش أسود البحر على طول السواحل وجزر المحيط الهادئ، وهذه الثدييات المائية الرائعة مناسبة للغاية لما قد يبدو لنا كوجود بحري قاسي، ويعمل الغشاء العاكس الموجود في الجزء الخلفي من العين كمرآة، حيث يرتد الضوء القليل الذي يجده في المحيط مرة أخرى عبر العين مرة أخرى، وهذا يساعدهم على الرؤية تحت الماء، حيث قد يكون الضوء نادرًا، وتعتمد أسود البحر أيضًا على حاسة السمع والشم الممتازة.
الزعانف الأمامية قوية بما يكفي لدعم أسد البحر على الأرض، كما أنّها تساعد في تنظيم درجة حرارة جسم أسد البحر، وعندما يكون الجو باردًا تتقلص الأوعية الدموية المصممة خصيصًا في الزعانف الرقيقة لمنع فقدان الحرارة، ولكن عندما يكون الجو حارًا، ويزداد تدفق الدم إلى هذه المناطق السطحية ليتم تبريدها بسرعة أكبر، وعندما تُرى مجموعة غريبة من الزعانف الداكنة تخرج من المياه في موانئ كاليفورنيا فعادة ما تكون أسود البحر تعلق زعانفها في الهواء لتبرد.
جسم أسد البحر الأملس مثالي للغوص في أعماق المحيط (حتى 600 قدم أو 180 مترًا) بحثًا عن الأسماك والحبار اللذيذ، ولأنّ أسود البحر من الثدييات ويجب أن تتنفس الهواء فلا يمكنها البقاء تحت الماء إلى الأبد، ولكن بمساعدة الخياشيم التي تغلق تلقائيًا عند الغوص يظل أسد البحر مغمورًا لمدة 10 إلى 20 دقيقة في المرة الواحدة، وتعتبر أسود البحر سباحًا رائعًا أيضًا حيث تصل سرعتها إلى 18 ميلًا في الساعة (29 كيلومترًا في الساعة) لرشقات نارية قصيرة، وهذا يساعدهم على الهروب من أعدائهم والحيتان القاتلة وأسماك القرش.
يمكن أن يكون الجو مظلمًا جدًا في المحيط، ولكن يمكن لأسود البحر أن تجد طريقها بمساعدة شواربها الحساسة، وكل شارب طويل يسمى الاهتزاز مرتبط بشكل غير محكم بالشفة العليا لأسد البحر، ومثل قشة في زجاجة صودا لكل شارب أن يدور حول التيارات تحت الماء مما يجعل أسد البحر يشعر بأي طعام يسبح بالقرب منه.
جميع أسود البحر من الحيوانات آكلة اللحوم وتتغذى على الأسماك والحبار وسرطان البحر والمحار، كما تأكل أسود البحر ستيلر الفقمات، ويتم ابتلاع معظم الطعام كله، وغالبًا ما تقذف أسود البحر الأسماك أو الحبار لأعلى وحولها حتى تتمكن من الانزلاق رأسًا على عقب إلى أسفل الفم، ويستخدمون أسنانهم الخلفية المسطحة لسحق الطعام الذي يحتوي على قشرة صلبة قبل البلع.
الحياة العائلية وصغار أسود البحر
على الرغم من تكيفها مع الحياة المائية لا تزال أسود البحر مرتبطة بالأرض من أجل التكاثر، وعادةً ما يترك الذكور الذين يطلق عليهم اسم الثيران الماء أولاً في الربيع لممارسة مطالباتهم الإقليمية على الجليد أو الصخور أو الشاطئ، وتستعد الثيران لموسم التكاثر هذا من خلال التهام نفسها بالطعام الإضافي لتكوين طبقة سميكة بشكل خاص من الدهن، مما يسمح للفرد بالعيش لأسابيع دون أن يأكل بينما يحرس منطقته وإناثه، وخلال موسم التكاثر تنبح الثيران بصوت عالٍ وباستمرار لتأسيس أراضيها أو الدفاع عنها، ويحدق الثيران أيضًا أو يهزوا رؤوسهم أو يندفعون نحو أي خصم.
الثيران أكبر بعدة مرات من الإناث البالغة وتسمى الأبقار، وخلال موسم التكاثر يحاول كل ثور بالغ جمع أكبر عدد ممكن من الأبقار لتكوين حريمه، ويمكن أن يصل عدد حريم أسد البحر أو المجموعات العائلية إلى 15 بقرة وصغارها، ويراقب الثور حريمه ويحميه من الأذى، وتجمع مجموعة كبيرة من أسود البحر معًا على الأرض أو الجليد العائم تسمى مستعمرة، وخلال موسم الولادة تُعرف هذه المناطق بالمغدفات، والاستثناء من سلوك التكاثر هو ثور أسد البحر الأسترالي الذي لا يستغل منطقة أو يشكل حريمًا، وبدلاً من ذلك تقاتل الثيران من أجل أي أنثى متاحة.
كما إنّ أسود البحر تصنع كل أنواع النباح والبرم والأبواق والزئير، ويمكن لأسد البحر الصغير الذي يُدعى جرو أن يلتقط أمه من بين المئات المتجمعين على الشواطئ الصخرية فقط من خلال الصوت الذي تصدره، وبين زئير الثيران ونباح الأمهات وثغاء الجراء المغدفة مكان صاخب بالفعل.
بعد عدة أيام أو أسابيع من قيام الثيران بتأسيس أراضيها على الشواطئ والصخور تأتي الإناث المتكاثرة إلى الشاطئ للانضمام إليها، ويحاول كل ذكر أن يرعى أكبر عدد ممكن من الإناث المتكاثرة في الحريم، وهؤلاء الإناث اللائي حملن في العام السابق هم آخر من وصلوا ويتجمعون على الأرض لإنجاب صغارهم، ويمكن لإناث أسد البحر تأخير الانغراس، مما يعني أنّه إذا حملت بقرة فإنّ البويضة المخصبة تتطور فقط إلى نقطة معينة قبل أن تتوقف مؤقتًا عن النمو حتى يحين الوقت المناسب للاستمرار، وإحدى الفرضيات هي أنّ الزرع المتأخر يسمح لأسود البحر بالجمع بين موسم التكاثر وموسم الولادة.
عادة ما تلد أنثى أسود البحر جروًا واحدًا كل عام، وتولد الجراء وأعينها مفتوحة وبطنها جاهزة لحليب أمهاتها الغني، ويحتوي الحليب على نسبة عالية من الدهون، وهذا يساعد الجرو على نمو تلك الطبقة المهمة من الشحم للتدفئة، وتولد الجراء بطبقة كثيفة وطويلة من الشعر تسمى الزغب تساعد على إبقائها دافئة حتى تتطور إلى تلك الطبقة الدهنية، وتهتم الأمهات جدًا بجروهن خلال أول يومين إلى أربعة أيام من الحياة، حيث يقمن بتثبيتهن وحملهن من مؤخرة العنق، وتستطيع الجراء السباحة بشكل غريب عند الولادة ولكن يمكنها المشي في عمر 30 دقيقة فقط.
في عمر بضعة أسابيع فقط يكون صغار أسد البحر جاهزين لدروس السباحة والصيد الأولى، ويجب عليهم أيضًا تعلم كيفية الابتعاد عن أسماك القرش وكيفية النجاة من العواصف في البحر، ويستمر التمريض حتى ستة أشهر من العمر، وبعد الفطام قد تبقى الجراء مع أمها في البحر لمدة تصل إلى عام واحد.