حيوان الزرَيقاء أو الرباح وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الزرَيقاء أو الرباح (Genet) هو نوع من الحيوانات يسمى (viverrid)، وتذكر هذه الحيوانات الناس بالقطط ولديها العديد من الصفات الشبيهة بالقطط، بما في ذلك المخالب القابلة للسحب إلى حد ما وغريزة الصيد المتطورة ولكنها أكثر بدائية، ويعتقد العلماء أنّ الزرَيْقاء هي أقرب الكائنات الحية بالنسبة لسلف جميع الحيوانات آكلة اللحوم، وإلى جانب بعض الميزات البدائية تمتلك هذه المخلوقات أيضًا أنفًا أطول من القطط ولديها أسنان أكثر، وعلى وجه التحديد لديهم المزيد من الأضراس في فكهم العلوي وأسنانهم ليست متخصصة في أكل اللحوم، ولهذا السبب تلتزم القطط بالحيوانات آكلة اللحوم في حين أنّ الزرَيْقاء يمكن أن تكمل نظامًا غذائيًا آكل اللحوم في الغالب بالفواكه والعشب والبذور.

المظهر الخارجي لحيوان الزرَيقاء

الزرَيقاء هو حيوان نحيف شبيه بالقطط يتراوح طول جسمه بين 16 بوصة إلى قدمين وذيل يمكن أن يكون بطول جسمه، وقد تكون الإناث أصغر قليلاً من الذكور في بعض الأنواع، وبخلاف ذلك يكون الذكور والإناث من نفس الحجم والوزن، وهذا الحيوان الحي مغطى بفراء سميك وناعم مرقط أو رخامي مع شريط داكن أسفل الظهر، كما أنّ لها قمة على طول الظهر يمكن رفعها عند هياج الحيوان، والذيل يحمل عصابات أو حلقات داكنة، واعتمادًا على الأنواع يمكن أن يكون طرف الذيل داكنًا أو فاتحًا.

بعض الحيوانات مثل زرَيقاء الهوسا (Genetta thierryi) فأنّه لديها طبقة أغمق أو أفتح حسب موطنها، وأولئك الذين يعيشون في الغابة لديهم فراء أغمق بينما أولئك الذين يعيشون في السافانا لديهم فراء أخف وأقصر، بينما الزرَيقاء المائية (Genetta piscivora) هو الزرَيقاء الوحيد الذي لا يحتوي على بقع أو حلقات، وبؤبؤ عيونهم الكبيرة بيضاوية الشكل مثل القطة وآذانهم كبيرة مثلثة الشكل ولديهم نطاق كبير من الحركة، ويحتوي الحيوان أيضًا على غدد المسك التي يستخدمها لتمييز منطقته، والزرَيقاء لها مخالب قابلة للسحب تساعدها في تسلق الأشجار.

موطن حيوان الزرَيقاء

تم العثور على الأنواع المختلفة من الزرَيقاء ومن صغارها في جميع أنحاء إفريقيا، على الرغم من وجود الزرَيقاء ذات البقع الصغيرة أيضًا في البرتغال وإسبانيا وفرنسا بالإضافة إلى وسط وشرق وجنوب إفريقيا وشبه الجزيرة العربية الغربية، واستفاد الحيوان من كونه قابلاً للتكيف مع مجموعة متنوعة من الموائل بما في ذلك السافانا والشجيرات والغابات الجبلية والغابات المطيرة وغابات الخيزران والمعرض والمزارع والضواحي.

حمية حيوان الزرَيقاء

يُدرج الزرَيقاء باعتباره من آكلات اللحوم على الرغم من أنّه لا يأكل اللحوم حصريًا مثل القطط، كما أنّه يأكل الفاكهة والبذور والمكسرات والعشب على الرغم من أنّ نظامه الغذائي الرئيسي يتكون من الفقاريات الصغيرة مثل الفئران والقوارض الأخرى، وهذا يجعلها مفيدة في مناطق سكن الإنسان، كما أنّها تأكل الزواحف الصغيرة والبرمائيات والحشرات والمفصليات مثل العناكب والديدان الألفية، إلى جانب عدم وجود بقع على معطفه فإنّ الزرَيقاء المائية لديه أسنان تكيفت مع أكل الأسماك والقشريات المائية في موطنها في الكونغو.

المفترسون والتهديدات لحيوان الزرَيقاء

البشر من بين الحيوانات المفترسة لحيوانات الزرَيقاء ولصغارها، ويتم القبض عليهم في الفخاخ بسبب فرائهم وممارساتهم الدينية والطبية حتى لو كانت محمية من قبل حكومة بلدهم، والكائنات الأخرى التي تتغذى على الكائنات الحية هي الفهود والثعابين والبوم وغرير العسل، حيث تتغذى الزرَيقاء عن طريق النمور والقطط متوسطة الحجم مثل عنّاق الأرض أو ما يطلق عليه بالوشق المصري أو الفارسي والبج أو القط الأنمر والبوم الكبير وغرير العسل والثعابين الكبيرة مثل الثعابين.

التكاثر وصغار الزرَيقاء

حيوان الزرَيقاء منعزل ولا يتفاعل إلا مع أنواعه خلال موسم التكاثر أو إذا كانت الأم التي تربي القطط الصغيرة، وتتعرض الإناث للتدفئة مرتين في السنة خلال مواسم الأمطار، ويستغرق الجماع حوالي خمس دقائق ثم يترك الأب ولا دور له في تربية الهرر.

يستمر الحمل عادة من 10 إلى 11 أسبوعًا وعادة ما تلد الأنثى من 1 إلى 3 قطط صغيرة، فتحمل الأنثى حوالي 78 يومًا ثم تلد ما بين قطط واحد إلى خمس قطط عارية وعمياء وعزل، ويفتحون أعينهم بعد 10 أيام ويتم إرضاعهم حصريًا لمدة شهر ونصف تقريبًا، وبعد ذلك سيبدأون في أكل اللحوم، ويتم فطامهما تمامًا عندما يبلغان من العمر ثمانية أسابيع، ويصبحون هم أنفسهم يتكاثرون عندما يبلغون من العمر حوالي عامين ولديهم عمر يصل إلى 22 عامًا على الرغم من أن 13 عامًا أكثر شيوعًا.

لا يعرف العلماء العدد الدقيق للزرَيقاء في العالم ولكن معظم الأنواع مدرجة على أنّها أقل مصدر للقلق، والاستثناءات من ذلك هي الزرَيقاء جونستون (Genetta johnstoni) التي تعيش في غابات غينيا العليا في إفريقيا، والزرَيقاء المائية (Genetta piscivora) التي تم العثور عليها فقط في جمهورية الكونغو الديمقراطية وتعتبر شبه مهددة، والزرَيقاء كريستاتا (Genetta cristata) الموجودة في الكاميرون ونيجيريا تعتبر معرضة للخطر.

الخصائص السلوكية لحيوان الزرَيقاء

حيوانات الزرَيقاء هي حيوانات منعزلة وحيوية في الغالب على الرغم من أنّ بعضها يصطاد أيضًا عند الغسق والفجر، وخلال النهار يستريحون في وكر أو شق، ونتيجة عيونهم الكبيرة تجعل من السهل عليهم العثور على فريسة أثناء الليل وهم رشيقون بما يكفي للضغط في أماكن صغيرة بشكل مدهش، كما يمكنهم أيضًا الجري والقفز والتسلق بخفة حركة كبيرة، وعلى الرغم من أنّ حيوان الزرَيقاء متسلق ممتاز إلّا أنّه يفضل البقاء قريبًا من الأرض وذيله الطويل مثبتًا أفقيًا، ويحدد أراضيها ويعلن عن حالتها الإنجابية من خلال غدد المسك والبول والبراز، وإلى جانب رفع القمة على ظهره وتقليب ذيله يحاول الزرَيقاء تخويف المفترسين المحتملين عن طريق كشف أسنانه وسيكون هناك ثمن يجب دفعه مقابل الإزعاج.

وهي مثل القطط يقتلون لدغة في عنق فريستهم، كما تسمح لهم مخالبهم بتسلق الأشجار بسهولة وإمساك فرائسهم، ومن المعروف أنّهم يركبون على ظهور الجواميس ووحيد القرن، ولزرَيقاء ذات البقع الصغيرة هي النوع الوحيد من لزرَيقاء التي تعيش في أوروبا، كما إنّها الزباد الوحيد التي يمكنها الوقوف على رجليها الخلفيتين.

الأهمية الاقتصادية لحيوان الزرَيقاء

تساعد الزرَيقاء في الحفاظ على أعداد الحشرات منخفضة، وبما أنّها تعيش في كثير من الأحيان على أطراف المجتمع البشري فإنّ هذا يساعد في التخفيف من مشاكل الآفات مع المحاصيل، وتستهلك الزرَيقاء أحيانًا طيور ودواجن ولكنها لا تسبب ضررًا كافيًا لاعتبارها تهديدًا لأي منهما.

حالة الحفظ لحيوان الزرَيقاء

لا يزال ا الزرَيقاء الشائع وفيرًا في جميع أنحاء نطاقه ويبدو أنّه ليس لديه ما يخشاه في المستقبل، ويُنظر إلى الكائنات الحية بشكل عام على أنّها أقرب الثدييات الحية إلى الجد المشترك المنقرض للحيوانات آكلة اللحوم، وعلى الرغم من أنّ الزرَيقاء شبيهة جدًا بالقطط إلّا أنّها تعرض أيضًا بعض السمات البدائية لهذا السلف، مما يجعلها دراسة مثيرة للاهتمام للأشخاص المهتمين بتطور آكلات اللحوم.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: