حيوان الساولا وصغاره

اقرأ في هذا المقال


كان حيوان الساولا (Saola) أول حيوان ثديي كبير جديد يتم اكتشافه منذ أكثر من 50 عامًا، وربما يكون هذا بسبب صعوبة الوصول إلى موطنها والسلوك المراوغ للساولا والأسباب السياسية، والأنواع الأخرى التي تم اكتشافها مؤخرًا في فيتنام وجمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية هي الأيل المنتجق (muntjak deer) والدراج، وحيوانات الساولا هي ثدييات كبيرة تشبه الظباء من عائلة (Bovidae) والفصيلة الفرعية (Antilopinae)، وعلى الرغم من أنّه كان يُعتقد في البداية أنّهم أكثر ارتباطًا بأفراد من فصيلة (Caprinae) الفرعية والتي تشمل الشامواه والماعز والأغنام وغيرها، إلّا أنّ أدلة الحمض النووي وضعتهم مؤخرًا في الفصيلة الفرعية (Bovinae) والتي تشمل البيسون والجاموس والماشية.

موطن حيوان الساولا

تم العثور على حيوان الساولا في مناطق جبلية قليلة في فيتنام وجمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية (جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية) بالقرب من جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وحدود فيتنام، وتمتلك ساولا واحدة من أصغر مجموعات الثدييات في العالم وتوجد في 6 مقاطعات فقط في فيتنام و 3 مقاطعات في جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية، وتفضل ساولا الغابات عريضة الأوراق دائمة الخضرة الموجودة في الأراضي المنخفضة الرطبة جبال أناميت في لاوس الديمقراطية الشعبية وفيتنام بما في ذلك المستنقعات، وتوجد على ارتفاعات تتراوح بين 400 و 750 م، ويتميز الموطن بمواسم مطيرة طويلة مع ارتفاع متوسط ​​هطول الأمطار السنوي.

مظهر حيوان الساولا

الساولا هو من الحيوانات الكبيرة التي يبلغ قياسها حوالي 150 سم ووزنها ما بين 80 و 100 كيلوجرام، وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن ازدواج الشكل الجنسي، إلّا أنّه شائع في الأبقار وقد يحدث في هذا النوع، ولكل من الذكور والإناث قرون من المحتمل أن تستخدم للحماية من الحيوانات المفترسة، والاسم الشائع (saola) الذي يعني أعمدة عجلة الغزل باللغة المحلية، ومن المحتمل أن يكون هذا الاسم قد أطلق على الأنواع بسبب الطريقة التي تشبه القرون أعمدة مدببة لعجلة الغزل.

هذه الحيوانات لها أنوف بنية، وتتكون القشرة من درجات مختلفة من اللون البني، ولدى البعض بقع بيضاء على جانب العنق، ويمتد شريط أسود من الكتفين إلى أسفل الظهر، والجزء السفلي من لون بني أفتح من الجزء العلوي من الجسم، والذيل مخطط باللون البني والأسود والقشدي، ويتميز الردف بشريط بلون الكريم يمتد أفقيًا من أعلى إحدى رجليه الخلفيتين إلى الأخرى، وتحيط شرائط بيضاء بأسفل الساق فوق الحوافر مباشرة، والوجه به بقع بيضاء تخفي عقيدات جلدية صغيرة قد تكون عبارة عن غدد رائحة، ومن المحتمل أن تمتلك حيوانات الساولا أكبر غدد فكية من أي حيوان ثديي حي.

تكاثر حيوان الساولا والصغار

لا يُعرف الكثير عن تطور السولا، حيث يحدث التزاوج بين أغسطس ونوفمبر، ومن غير المعروف ما إذا كانت الساولا تعرض أي طقوس تزاوج، وهناك القليل من المعلومات المتاحة عن أنظمة التزاوج في الساولا، ولكن تم إجراء التقديرات من فحص أنثى حامل ميتة، فتلد ساولا بين أبريل ويونيو، ومن غير المعروف ما إذا كانت حيوانات الساولا تستخدم قرونها لعرض أغراض التزاوج، كما إنّها تشبه البوفيني الأخرى مثل الظباء الأربعة القرون في أن فترة الحمل تستمر 8 أشهر، وحيوانات ساولا لديها نسل واحد فقط لكل فضلات.

معلومات أخرى عن التكاثر في هذا النوع غير متوفرة، وتم التعرف على هذه الحيوانات مؤخرًا فقط كنوع وهي نادرة جدًا، وهناك القليل من المعلومات المتاحة عن الاستثمار الأبوي في الساولا على الرغم من أنّ صغار حيوان الساولا تكون مبكرة بشكل عام، ومثل أفراد الأسرة الآخرين من المحتمل أن يتم توفير معظم رعاية الوالدين من قبل الأم، ويحصل الصغار على الغذاء من حليب الأم والحماية من الأم وربما بعض أشكال العناية الشخصية، ولم يتم الإبلاغ عن المدة التي يعتمد فيها الشباب على الأم على الرغم من أنّه إذا كان حيوان الساولا مثل أفراد الأسرة الآخرين فمن المحتمل أن يكون حوالي عام واحد.

كما أنّه لا يُعرف الكثير عن مدى الحياة في البرية ولكن في الأسر لا تعيش حيوانات الساولا عمومًا لأكثر من 5 أشهر، وربما يكون هذا بسبب الإجهاد ونقص التغذية السليمة، ويمكن للأعضاء الآخرين من فصيلة (Bovinae) أن يعيشوا من 15 إلى 20 عامًا في البرية ومن المحتمل أن يكون هذا النوع متشابهًا.

تمت ملاحظة ساولا في الأسر وهي تنفجر لأسباب غير معروفة، ويقترح بعض الباحثين أنّ كسر الغصين بالقرون قد يكون شكلاً من أشكال التواصل الاجتماعي و / أو الجنسي، ولديهم أيضًا غدد رائحة تحت العلامات البيضاء على وجوههم مما يشير إلى أهمية التواصل الكيميائي في هذا النوع، وعلى الرغم من عدم ذكر ذلك على وجه التحديد فمن الممكن أن يُستنتج أنّ الاتصال اللمسي مهم أثناء التزاوج وتربية الصغار، ونظرًا لأنّ هذه الحيوانات قد يكون لها بعض النشاط خلال ساعات النهار فقد يكون هناك أيضًا اتصال مرئي بين الأفراد بناءً على أوضاع الجسم والإشارات المرئية الأخرى.

على الرغم من عدم وجود دراسات حاليًا حول سلوك الساولا في البرية فقد تم إجراء ملاحظات على السولا الأسيرة، ويبدو أنّ هذه الحيوانات نشطة في الليل وأثناء النهار على الرغم من أنّ بعض الأشخاص المطلعين على حيوان الساولا أفادوا أنّ الأفراد الأيونيين البرية ينشطون في الغالب في الصباح وبعد الظهر، ويبدو أنّ الساولا من الحيوانات المنعزلة،ن ويبدو أيضًا أنّهم ينخرطون في وضع العلامات الإقليمية عن طريق التقاط الشتلات الصغيرة بقرونها، ونظرًا لأنّ قرونهم بها العديد من الخدوش فمن المقترح أن يفركوا الغطاء النباتي والتربة كجزء من النشاط الاجتماعي أو الجنسي، وقد تشير غدد الرائحة المفترضة على وجه السلوا إلى بعض علامات الرائحة في المناطق.

حيوان الساولا وعادات الطعام

الساولا من الحيوانات العاشبة وتتغذى في المقام الأول على السرخس والنباتات المزهرة (كاسيات البذور).

حيوان الساولا والافتراس

الحيوانات المفترسة الطبيعية لحيوانات الساولا هي النمور والفهود والفتيل على الرغم من أنّ البشر هم المفترس الرئيسي لحيوانات الساولا ويهددون وجودهم، فعند التهديد يستخدم حيوان الساولا قرونه ذات الرؤوس الحادة للحماية من الحيوانات المفترسة عن طريق خفض رؤوسهم لضرب المفترس، وعلى الرغم من أنّها لا تبدو خائفة من البشر إلّا أنّ حيوان الساولا تبدو خائفة من الكلاب، وأثناء الهروب من الحيوانات المفترسة تنتفخ غددهم وتتورم.

حيوان الساولا وحالة الحفظ

حيوانات الساولا مدرجة على أنّها مهددة بالانقراض، والتهديد الأساسي لهذه الحيوانات هو الصيد وفقدان موائلها الحرجية بسبب الزراعة وقطع الأشجار، ويضع السكان المحليون قيمة عالية على حيوانات الساولا بسبب ندرتها، ويحاول العديد من الصيادين أيضًا التقاط حيوانات الساولا الحية نظرًا لأهميتها بالنسبة للمجتمع العلمي، وحيوانات الساولا لا تعمل بشكل جيد في الأسر وتموت بعد وقت قصير من القبض عليها، وبدأت جهود الحفظ المكثفة في عام 1997 لضمان بقاء هذه الكائنات.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: