حيوان الشيطان الشائك وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يشوب حيوان الشيطان الشائك (The Thorny Devil) اسمًا شريرًا وسيئًا، ولا يبدو اسم الأنواع اللاتينية له (Moloch horridus) أفضل بكثير، وفي الواقع إنّه آكل النمل بطيء الحركة والفظيع يعني بخشونة في إشارة إلى موقف الزواحف المنتصب، وحيوان الشيطان الشائك هو زاحف نهاري (نشط نهاري) يصل طوله إلى 20 سم، كما إنّه مغطى بأشواك شائكة ويمارس رياضة رأس تخيلي على مؤخرة رقبته والتي يُعتقد أنّها تحذر الحيوانات المفترسة.

موطن حيوان الشيطان الشائك

توجد حيوانات الشياطين الشائكة أو شياطين الجبال في الصحراء الرملية العظيمة الداخلية في أستراليا في المناطق ذات التربة الرملية، كما توجد الشياطين الشائكة في السهل الرملي وصحاري التلال الرملية وفي فرك الملي في التربة الرملية، وتوجد فقط في التربة الطينية الرملية وليس في التربة الصخرية أو الصلبة، وتتميز النباتات في هذه الموائل بأعشاب سبينيفيكس (Triodea) وفرك الأكاسيا.

مظهر حيوان الشيطان الشائك

تشتهر الشياطين الشائكة بوجود العديد من الأشواك الكبيرة على أجسادهم، وأشواكهم الكبيرة خالية تمامًا من العظم فقط شوكتان جداريتان مدعومتان برؤساء عظمية متواضعة على الجمجمة، وأجسادهم مغطاة بدروع سميكة ومخاريط شوكية ومميزة ببقع ذهبية وبنية تعمل على تمويههم في موائلهم القاحلة، ومن الصعب للغاية العثور عليهم بسبب تمويههم واكتشافهم للهروب حتى من أماكن قريبة ومع الخبراء الذين يبحثون بنشاط عنهم، وتم تزيين الرأس برئيس كبير شائك على الظهر والعينان صغيرتا، وحتى السطح البطني مغطى بمقاييس مخروطية غير متداخلة، وكان يُفترض منذ فترة طويلة أنّ الدرع الشوكي للشياطين الشائكة كان سمة دفاعية حصرية وتحميهم من الحيوانات المفترسة.

ومع ذلك فإنّ النسيج السطحي المعقد للشياطين الشائكة يساعدهم أيضًا على الاحتفاظ بالماء وامتصاصه من خلال ملامسته للجسم وخاصة تكثيف الماء على أسطح الجسم، ويختلف لون بشرة الشيطان الشائك باختلاف درجة الحرارة، ويكون لون الأفراد بني أو زيتون في الصباح ويصبح لونهم أصفر فاتح مع ارتفاع درجات الحرارة في فترة ما بعد الظهر، وتشير الملاحظات إلى أنّ الشياطين الشائكة تستخدم تغيرات في الوضع لتنظيم درجة حرارة الجسم إما تعظيم التلامس مع سطح دافئ (الأرض) أو تقليله من خلال الوقوف بقدمين على شجيرة.

الإناث أكبر من الذكور بمتوسط ​​45.5 جم (المدى 33 إلى 88.7 جم) وطول فتحة الأنف 91 مم (المدى 80 إلى 110 مم)، ويبلغ متوسط ​​طول الذكور 31.2 جم و 78.7 مم ولا يزيد وزنها عن 49 جم أو يزيد قياسها عن 96 مم، ويتغير وزن الجسم بشكل كبير على مدار العام ويمكن أن يتغير بسرعة، حيث يفقد أو يكتسب ما يصل إلى 30٪ من كتلة الجسم في غضون بضعة أشهر، وينتج عن وضع البيض عند الإناث خسارة كبيرة في كتلة الجسم والتي يمكن استعادتها بسرعة في حالة واحدة اكتسبت الأنثى 40 ٪ من كتلة جسمها في أكثر من شهر بقليل.

تكاثر حيوان الشيطان الشائك والصغار

تفقس حيوانات الشياطين الشائكة من الذكور والإناث من البيض بنفس الحجم تقريبًا وتنمو بمعدلات مماثلة في عامها الأول، وتبدأ الإناث بالنمو بشكل أسرع بعد ذلك ويستمر النمو حتى بلوغ سن الخامسة، ولا توجد معلومات كثيرة عن نظام التزاوج في حيوان الشيطان الشائك، وتشير الأدلة القصصية بالإضافة إلى عاداتهم الواسعة النطاق خلال موسم التزاوج إلى أن الشياطين الشائكة قد تسير مسافات طويلة نسبيًا لتلتقي في معالم للتزاوج، وتشير الملاحظات المحدودة إلى أنّ الذكور يقتربون من الإناث ويهزّون رؤوسهم ويصعدون الأنثى إذا بدت متقبلة، وتسقط الإناث وتتدحرج لتتخلص من الذكور إذا كانت غير متقبلة.

تتزاوج حيوانات الشياطين الشائكة وتضع بيضها بشكل رئيسي في أواخر الشتاء وحتى أوائل الصيف (أغسطس إلى ديسمبر)، كما لوحظ التزاوج في الخريف مما يشير إلى أنّه قد تكون هناك آلية لتخزين الحيوانات المنوية، وتضع الإناث البيض في جحور بيضوية يصل طولها إلى 15 سم على أعماق تصل إلى 22 سم تحت السطح، وتختلف هذه الجحور عن جحورها العادية وغالبًا ما يتم حفرها في التلال الرملية المواجهة للجنوب.

تضع الإناث من 3 إلى 10 (المتوسط ​​8) بيضات يتم تحضينها لمدة 90 إلى 132 يومًا (متوسط ​​118)، وبعد وضع البيض تملأ الإناث جحور البيض وتنعيم السطح لتغطية الدليل على نشاطها، ويزن الفقس 1.8 جرام في المتوسط ​​ويقيس من 63 إلى 65 ملم طول خطم للتنفيس، ويبدو أنّ الصغار يأكلون غلاف البيض الخاص بهم قبل التسلق من عش البيض.

تمتلك إناث الشياطين الشائكة مخزونًا من الدهون يختلف موسمياً مع انخفاض مخزون الدهون في الجسم في الصيف وأكثر في الشتاء، ويرتبط هذا بتوقيت وضع البيض عندما يتعين عليهم تعبئة احتياطيات الدهون لتزويد البيض بالمغذيات، وفقدت ثلاث إناث من 37 إلى 42 ٪ من وزن الجسم أثناء وضع البيض، كما تعيش الشياطين الشائكة من 6 إلى 20 عامًا في البرية.

حيوان الشيطان الشائك وعادات الطعام

حيوانات الشياطين الشائكة تلزم حيوان الآر حيث يأكلون النمل فقط، ويأكلون في المقام الأول النمل من جنس (Iridomyrmex) وخاصة (Iridiomyrmex rufoniger) و (Crematogaster)، كما إنّهم مفترسون يجلسون وينتظرون ويجدون موقعًا للتغذية بالقرب من الغطاء وينتظرون مرور فريسة النمل، حيث تؤكل أنواع (Iridomyrmex) أثناء مرورها في الممرات الأرضية وتؤكل أنواع (Crematogaster) بشكل رئيسي من مساراتها على شجيرات الكشمش (Leptomeria preissiana)، وتختار حيوانات الشياطين الشائكة مواقع التغذية بالقرب من شجيرات معينة وتتغذى فقط في درجات حرارة أعلى من 24 درجة مئوية.

في بعض المناطق شوهدت الشياطين الشائكة تتغذى فقط في الصباح (قبل 11 صباحًا) أو في وقت متأخر بعد الظهر (3 إلى 6 مساءً) ولكن ليس من 11 صباحًا إلى 3 مساءً، ولأنّ النمل يحتوي على الكيتين وحمض الفورميك وقيمته الغذائية منخفضة نسبيًا يجب استهلاك كميات كبيرة، والشياطين الشائكة لها معدة كبيرة لاستيعاب أعداد كبيرة من فريسة النمل، وتشير التقديرات إلى أنّهم يأكلون 750 نملة يومياً، وبلغ متوسط ​​معدلات التغذية 2.9 نمل في الدقيقة ولكن تم تسجيل معدلات تصل إلى 1 نملة في الثانية، وتشير الأبحاث إلى أنّ الشياطين الشائكة تستوعب حوالي 59٪ من الطاقة القابلة للتمثيل الغذائي في فرائسها من النمل.

حيوان الشيطان الشائك والافتراس

يتم افتراس الشياطين الشائكة من قبل الحبارى الأسترالي والبشر والصقور سوداء الصدر، على الرغم من أنّها محمية من الافتراس بأجسامها المدرعة للغاية والتلوين المموه، ولدى الشياطين الشائكة العديد من الأشواك الشائكة على طول أجسامهم بما في ذلك رأس زائف شوكي بارز أعلى جمجمتهم، وعندما يهددهم حيوان مفترس يضعون رؤوسهم بين أرجلهم الأمامية ويقدمون الرأس الزائف، مما يجعل من الصعب على أي شيء ابتلاعهم، ويؤدي تلوينها الخفي وزخارفها الشوكية المتقنة إلى صعوبة رؤية السحالي الشائكة خاصةً عندما تظل بلا حراك.

كما إنّهم يتحركون بحركات بطيئة ومتشنجة وسوف يتجمدون عند اقترابهم من تهديد، وغالبًا في منتصف الخطوة، وسوف ينفثون أنفسهم بالهواء عند التهديد، مما يجعل التعامل معهم أكثر صعوبة، وتشمل الحيوانات المفترسة المحتملة الأخرى الثعابين والدنغو المقدّم.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: