حيوان ذئب ذو العرف وصغاره

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أنّ ذئب ذو العرف (maned wolf) يظهر العديد من الخصائص الشبيهة بالثعالب إلّا أنّه لا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالثعالب حيث يفتقر إلى البؤبؤ البيضاوي الموجودة في الثعلب، ويعتقد البعض أنّه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بذئب جزر فوكلاند (Dusicyon)، ولكن الدراسات الكهربيّة لا تربط ذئب ذو العرف بأي من أنواع الكلاب الأخرى التي تمت دراستها، ويشير هذا إلى أنّ ذئب ذو العرف قد يكون الناجي الوحيد من انقراض العصر البليستوسيني المتأخر لحيوانات العلب الكبيرة في أمريكا الجنوبية، وإنّ التاريخ الطبيعي للذئب ذو البشر وعلاقته التطورية بالأعضاء الآخرين من عائلة الكلاب يجعله حيوانًا فريدًا حيث جهود جذرية للحفاظ عليها لها ما يبررها، وتم التنقيب عن أحافير ذئب من عصر الهولوسين وأواخر العصر الجليدي من المرتفعات البرازيلية.

موطن ذئب ذو العرف

ينتشر ذئب ذو العرف من مصب نهر بارنيبا في شمال شرق البرازيل غربًا إلى بامباس ديل هيث في بيرو وجنوبًا عبر تشاكو باراغواي إلى ريو غراندي دو سول بالبرازيل، وشملت مجموعتها السابقة أجزاء من أوروغواي والأرجنتين، كما تم العثور على ذئب ذو العرف في الأراضي العشبية والسافانا وغابات الشجيرات الجافة ومناطق المستنقعات وموائل حافة الغابات ومناطق الأنهار.

مظهر ذئب ذو العرف

حصل ذئب ذو العرف على اسمه من عرفه الذي يقف منتصبًا عند الشعور بالخطر، كما يغطي شعره الطويل البني المحمر جسمه ويكون فمه وظهره وذيله أسود، وأحيانًا يكون طرف الذيل والذقن والحلق أبيض، وأرجله سوداء تقريبًا ويتيح طوله للذئب رؤية العشب الطويل أثناء الجري، وذئب ذو العرف حيوان مذهل، وهو أكبر الكلاب في أمريكا الجنوبية حيث يبلغ ارتفاعه حوالي متر واحد عند الكتف وله معطف طويل أحمر ذهبي، ويتراوح طول الرأس والجسم من 1245 إلى 1320 ملم وطول الذيل من 280 إلى 405 ملم.

كما أنّه لديه الأرجل الطويلة الرفيعة والتي قد تساعد الذئب على الرؤية فوق العشب الطويل، وتتدرج من الأحمر إلى الأسود في الأجزاء السفلية منها، والجزء الأمامي من بدة الانتصاب ذات الشعر الطويل أسود أيضًا، والجسم ضيق والأذنان كبيرتان ومنتصبتان، وتعكس أسنان الذئب المشهور عاداته الغذائية، وبما أنّ هذا الحيوان لا يقتل أو يأكل فريسة كبيرة فإنّ عضلاته العلوية (أسنان القص) تنخفض وتضعف القواطع العلوية وتكون أنيابه طويلة ونحيلة.

تكاثر ذئب ذو العرف والصغار

ذئب ذو العرف أحادي الزوجة على الرغم من أنّ الذكور والإناث تميل إلى العيش بشكل مستقل إلّا خلال موسم التكاثر، ولا يُعرف سوى القليل عن الأنماط التناسلية للذئاب البرية، والإناث أحادية الضرس ومن المحتمل أن يتم التحكم في موسم التكاثر من خلال فترة الضوء حيث يتزاوج الأسرى بين أكتوبر وفبراير في نصف الكرة الشمالي وبين أغسطس وأكتوبر في أمريكا الجنوبية.

يستمر الشبق لمدة يوم إلى أربعة أيام، ويشبه الحمل في الأسر تلك الموجودة في الكلاب الأخرى ويستمر حوالي 65 يومًا، وعادة ما تحتوي القمامة على واحد إلى خمسة صغار، وقد لوحظ عدد قياسي من سبعة، ويولد الصغار بوزن 340 إلى 430 جرامًا ويتطورون بسرعة، وتفتح عيونهم وآذانهم بحلول اليوم التاسع وتقف آذانهم منتصبة وسيتناولون طعامًا متقيئًا بحلول الأسبوع الرابع، وتتغير القشرة من الأسود إلى الأحمر بحلول الأسبوع العاشر.

يفطمون بحلول الأسبوع الخامس عشر وتكون أجسامهم بنسب البالغين في سنة واحدة، وفي ذلك الوقت يصلون إلى مرحلة النضج الجنسي، وقد عاش الأفراد الأسير 15 عامًا، كما تلد الذئاب غير الأسيرة في أعشاش الولادة المخفية بنباتات كثيفة ونادرًا ما تُرى الذئاب البرية مع صغارها.

ذئب ذو العرف هو في الأساس من الذئاب الليلية وله ذروة نشاط شفقي، وقد أظهرت الدراسات الميدانية أنّ الذكور أكثر نشاطًا بشكل عام من الإناث، وخلال ساعات النهار تستريح هذه العلب في مناطق ذات غطاء فرشاة كثيف وتتحرك بشكل غير منتظم لمسافات قصيرة، والوحدة الاجتماعية الأساسية في ذئب ذو العرف هي الزوج المتزاوج بين الذكور والإناث، وتشترك هذه الحيوانات في نطاق موطن دائم (في المتوسط ​​27 كيلومترًا مربعًا) ولكنها تظل مستقلة إلى حد ما عن بعضها البعض، كما إنهم يصطادون ويسافرون ويستريحون بمفردهم، ولا يرتبطون إلّا ارتباطًا وثيقًا خلال موسم التكاثر.

يتم التقيد الصارم بالحدود بين المناطق حيث الأزواج المجاورة تظل على جانب كل منها، وقد يعمل البول والبراز اللذان يترسبان بانتظام في مناطق معينة على تحديد المناطق، ويتجنب الذكور البدو حواف الحدود ويحلون محل الذكور الذين تم إزالتهم عن طريق الموت أو الأسر، وفي الأسر يكون أداء الأزواج من الجنس الآخر أكثر نجاحًا من الأزواج من نفس الجنس، ويقاتل الأخير في البداية ثم سرعان ما يؤسس التسلسل الهرمي للسيطرة، والأزواج المتزاوجة أكثر من أزواج التزاوج البرية حيث قد يعتنون ببعضهم البعض ويستريحون ويطعمون معًا.

يُظهر الآباء الأسير قدرًا كبيرًا من الرعاية الأبوية، كما إنّهم يساعدون الإناث أثناء الولادة ويشاركون في العناية بالشباب وتوفير الطعام والدفاع عنهم، ويبدأ رفاق الفضلات الأسير في إنشاء تسلسل هرمي للهيمنة بعمر شهر واحد، وتنبعث من الذئاب المدبوغة ثلاثة أنواع من النطق، وواحد هو لحاء واحد عميق الحلق غالبا ما يُسمع بعد الغسق والآخر هو أنين عالي النبرة وآخر هدير يُسمع أثناء السلوك اللاذع.

ذئب ذو العرف وعادات الطعام

ذئب ذو العرف هو آكل اللحوم حيث يأكل المدرع والأرانب والقوارض وغيرها من الثدييات الصغيرة والأسماك والطيور وبيض الطيور والزواحف، وبطنيات الأقدام وغيرها من الرخويات الأرضية والحشرات والفواكه المتاحة موسميا والنباتات الأخرى، وتشمل الفواكه المأخوذة الموز والجوافة وبشكل أساسي (Solanum lycocarpum) الشبيه بالطماطم، وقد تقدم فاكهة (S. lycocarpum) مساعدة طبية ضد ديوكتوفيما الكلى (Dioctophyme renale) وهي دودة تصيب كليتي الذئب الخبيث.

غالبًا ما تكون النباتات التي يتم تناولها في شكل جذور وبصيلات، ولا تشتمل فريسة الفقاريات في كثير من الأحيان على مخزون محلي كبير، ولكن يتم أخذ حمل أو خنزير حديث الولادة من قبل ذئب ذو العرف غالبًا ما يتغذى ذئب ذو العرف الذي يكره مزارعي الدواجن على الدجاج الطليق، ويطارد وينقض بطريقة تشبه الثعلب على فريسته الحيوانية.

ذئب ذو العرف والأهمية الاقتصادية

يأكل ذئب ذو العرف آفات المحاصيل مثل الأرانب والقوارض الصغيرة، ولكن من سلبياته الاقتصادية أنّه كما ذكرنا سابقًا يأخذ الذئب الخنازير الدواجن الداجنة والحمل العرضي أو الخنازير حديثة الولادة.

ذئب ذو العرف وحالة الحفظ

تم إدراج ذئب ذو العرف في (CITES Appendix II) و (ESA) الأمريكية المعرضة للانقراض و(IUCN-Vulnerable)، ويعد تدمير الموائل بما في ذلك الحرق السنوي للأراضي العشبية، والاضطهاد من قبل مزارعي الدواجن الغاضبين والصيد من أجل الرياضة والاصطياد الحي هي عوامل تهدد الذئب الذي يحمل ذكورًا، وقد اختفى هذا الحيوان من أوروغواي في القرن التاسع عشر، وشمل نطاقها السابق أيضًا أجزاء من الأرجنتين جنوب نهر لا بلاتا.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: