صغار حيوان النخيل الأفريقي

اقرأ في هذا المقال


زباد النخيل الأفريقي (Nandinia binotata) هو النوع الوحيد في جنس (Nandinia) وعائلة (Nandiniidae)، ويعتبر زباد النخيل الأفريقي من بين أكثر الحيوانات آكلة اللحوم شيوعًا في المناطق الحرجية في معظم أنحاء أفريقيا الاستوائية، وعلى الرغم من أنّها مهددة بتدمير الموائل والصيد من قبل البشر للحصول على الطعام والطب التقليدي والفراء للاستخدامات الزخرفية (فهي أكثر الحيوانات آكلة اللحوم التي تباع شيوعًا في أسواق غينيا الاستوائية وغينيا) وكذلك لحماية المحاصيل والدواجن.

النطاق الجغرافي والموطن

زباد النخيل الأفريقي هو العضو الوحيد في عائلة (Nandiniidae) وتم تصنيفها سابقًا مع الزباد الآسيوي (Viverridae) من الفصيلة الفرعية (Paradoxurinae)، ويبدو أنّها أكثر ارتباطًا بها من الزباد الأفريقي الآخر وأيضًا في عائلة (Viverridae)، ومع ذلك تشير التحليلات الحديثة إلى أنّ حيوانات الزباد الأفريقية لديها شخصيات بدائية أكثر من غيرها من الزباد وتباعدت في وقت مبكر عن الزباد المتبقية مما يدعم وضعها في عائلة متميزة.

يتم توزيع الزباد الأفريقي على نطاق واسع عبر المنطقة الاستوائية في أفريقيا، وتوجد في النصف الجنوبي من غرب إفريقيا وفي معظم وسط وشرق إفريقيا، وتم العثور عليها في أقصى الشمال الغربي مثل السنغال وأقصى شمال شرق كينيا، وهي تتراوح بين أنغولا في الجنوب الشرقي وموزمبيق في الجنوب الغرب، كما تم اكتشافها في جزيرة أونغوجا قبالة سواحل تنزانيا.

زباد النخيل الأفريقي موزعة على نطاق واسع عبر المنطقة الاستوائية في أفريقيا فقد تم العثور على نوع منها في كتل الغابات الرئيسية من غامبيا جنوب وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك في مجموعة معزولة في شرق إفريقيا في كينيا وجنوب السودان وشمال تنزانيا وأوغندا، بينما تم العثور على نوع آخر في نياسالاند السابقة في ملاوي وموزمبيق وأجزاء من تنزانيا وزيمبابوي وزامبيا، وتم العثور على أحد الأنواع ينتشر في الجزء الجنوبي من جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا وزامبيا.

تعيش حيوانات الزباد الأفريقية بشكل أساسي في الغابات المطيرة، ولكنها توجد في مناطق حرجية أخرى لا يقل معدل هطول الأمطار فيها عن 1000 مم (40 بوصة) سنويًا وتحتوي على أشجار مثمرة على مدار العام، وتوجد في الغابات المتساقطة والغابات المطيرة المنخفضة والمناطق الجبلية التي يقل ارتفاعها عن 2000 متر (6500 قدم) والغابات المشاطئة وغابات السافانا والغابات المقطوعة والغابات ذات النمو الثاني.

ومن المعروف أيضًا أنّهم يزورون الحقول المزروعة المتاخمة لحواف الغابات، ويجدون مأوى في العديد من الأماكن مثل الثقوب أو الشقوق أو أشواك الأشجار أو الكروم المتشابكة، كما يتم العثور عليها أحيانًا نائمة في المزاريب ونباتات كثيفة في هوامش المزرعة والقرية وأكوام خشبية وأشجار ميتة قديمة وحفر الأوراق الميتة وأسقف من القش وشجيرات متضخمة في مقالب القمامة بسبب التوسع في التطورات البشرية.

التكاثر والصغار

يتكاثر زباد النخيل الأفريقي مرتين في السنة خلال مواسم الأمطار، ويتكاثر ذكر واحد مع عدة إناث تعيش في نطاقات منزلية تتداخل مع نطاق منزله، ويمكن أن يتكاثر ذكور وإناث الزباد النخيل الأفريقي مرتين في السنة وعادة خلال مواسم الأمطار، وبعد الحمل تمر الأنثى خلال 9 أسابيع من الحمل مع حدوث الولادة في شهري مايو وأكتوبر، وعادة ما تلد إناث الزباد في شجرة مجوفة إلى نسل يزن كل منهما حوالي 55 جرامًا، ولكن يمكن أن ينجب ما يصل إلى 4 ذرية في المرة الواحدة، وبعد حوالي 64 يومًا يتم فطام صغار الزباد ثم يرافق الصغار الأم عندما تأكل حتى يبلغ حجمها تقريبًا.

بعد 3 سنوات في المتوسط ​ يصل كل من الذكور والإناث إلى سن النضج الجنسي، ويتم تزويد الصغار بالحليب من الأم لمدة 64 يومًا في المتوسط ​​ثم يرافقون الأم حتى يكتمل نموها تقريبًا، ولا يُعرف الكثير عن عمر الزباد الأفريقي في البرية ولكنهم عاشوا في الأسر لمدة تصل إلى 21 عامًا.

الخصائص السلوكية

الزباد الأفريقي عبارة عن حيوانات منعزلة ولكن لدى الأفراد نطاقات منزلية متداخلة، ويتغذى العديد من حيوانات الزباد في نفس المناطق مثل حيوانات الزباد الأخرى، كما إنّها كائنات ليلية تكون عادة أكثر نشاطًا بعد وقت قصير من حلول الليل لمدة 3 إلى 4 ساعات ثم تنشط مرة أخرى قبل شروق الشمس بثلاث إلى أربع ساعات، وخلال النهار يمكن العثور على زباد النخيل الأفريقي مختبئًا أو نائمًا، وكل من الذكور والإناث إقليميون ويستخدمون علامات الرائحة لتأسيس أراضيهم.

التواصل والإدراك

تتم معظم الاتصالات من خلال علامات الرائحة والأصوات، ويمتلك زباد النخيل الأفريقي العديد من غدد الرائحة، وتوجد غدة الرائحة الرئيسية في أسفل البطن، ويفرز كمية كبيرة من المسك البني، وتوجد غدد أخرى أسفل الذقن والقدمين تفرز رائحة توصف بأنّها ذات رائحة زهرية أو فاكهيه، وهناك غدة رائحة أخرى موجودة على بطن الأم المرضعة، وتلطخ هذه الغدة الشباب بلون أصفر فاتح، ولكن السبب الدقيق لذلك غير معروف، ويصدر الزباد الأفريقي أصواتًا مختلفة، وهم مشهورون بمكالماتهم الفريدة، وعند التحدث إلى حيوانات الزباد الأخرى فإنّها تصدر أصواتًا صاخبة وقرقرة ولديها القدرة على الخرخرة، وعندما تهدد هذه الزباد يمكن أن تذمر ولديها صراخ عالي ونباح.

عادات الطعام

زباد النخيل الأفريقي من الحيوانات آكلة اللحوم، كما إنّهم يعيشون في مناطق تنتج الفاكهة تقريبًا على مدار العام، وتأتي بعض الفاكهة التي يأكلها زباد النخيل من أشجار المظلة (Musanga) وخوخ السكر (Uapaca) وكوركوود (Myrianthus) والتين البري (Fica) وكذلك اللب اللحمي من نخيل الزيت (Elaeis guineensis).

على الرغم من أنّ الفاكهة جزء مهم من نظامهم الغذائي إلّا أنّ زباد النخيل الأفريقي انتهازي، وسوف يكملون نظامهم الغذائي بأي أطعمة أخرى يجدونها، ويأكلون القوارض والحشرات والسحالي والخفافيش والطيور والبيض والصغار، ومن المعروف أيضًا أنّ الزباد الأفريقي يأكل الجيف، حتى أنّهم سيهاجمون مزارع الماشية الصغيرة بما في ذلك الدجاج والحملان وأطفال الماعز والديك الرومي، ويصطاد هذا الزباد فريسته عن طريق المطاردة ثم الانقضاض، وبمجرد القبض على الفريسة يعضون الفريسة بشكل متكرر ويأكلون قطعًا كبيرة.

الافتراس

المفترس الوحيد المعروف لزباد النخيل الأفريقي هو البشر فلديهم تمويه لا يصدق، ويمتزج جيدًا مع الأشجار، وإذا شوهدت هذه الزباد وشعرت بالتهديد فإنّها ستقاتل، ونظرًا لأنّ البشر غالبًا ما يجلبون الكلاب الأليفة معهم للحماية عند السفر عبر الغابات فقد كانت هناك مواجهات بين الزباد والكلاب المنزلية ومن المعروف أنّ زباد النخيل الأفريقي يكسب المعارك ضد الكلاب الأليفة.

دورهم في النظام البيئي

يفترس زباد النخيل الأفريقي العديد من الحيوانات المختلفة في بيئته، كما أنّهم ينثرون البذور عبر الغابة من الفاكهة التي يأكلونها، وهي مخزون معروف لمرض المثقبيات البروسية وهو أحد الأوالي التي تسبب مرض النوم الأفريقي في البشر مما يؤدي إلى سقوط الضحية في غيبوبة وتؤدي في النهاية إلى الوفاة، والزباد الأفريقي هو مجرد واحد من العديد من أنواع الحيوانات التي تحمل هذا الطفيلي، ومع ذلك لا تتأثر حيوانات الزباد الأفريقية بهذا الطفيل.

الحفاظ على زباد النخيل الأفريقي

يتم سرد زباد النخيل الأفريقي من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) مع حالة من أقل القلق لأنّ لديها نطاقًا جغرافيًا كبيرًا وتعيش في العديد من المناطق المحمية، وهناك بعض المخاوف المتعلقة بتدمير الموائل بسبب ارتفاع الزراعة في المنطقة وصيد الزباد.


شارك المقالة: