حيوان فرس النهر القزم وصغاره

اقرأ في هذا المقال


فرس النهر القزم (Pygmy Hippopotamus) هو حيوان ثديي عاشب متوسط ​​الحجم يعيش في الغابات الرطبة والمستنقعات في غرب إفريقيا، ويرتبط فرس النهر القزم ارتباطًا وثيقًا بأنواع فرس النهر الأخرى في إفريقيا وهو فرس النهر الشائع ولكنه أصغر حجمًا بكثير ويزن حوالي خمس وزن ابن عمه الهائل، وعلى الرغم من أنّ النوعين قد يبدوان متشابهين جدًا إلّا أنّ هناك بالفعل عددًا من الاختلافات الملحوظة حيث أنّ فرس النهر الأقزام له فم أضيق وجسم أكثر أناقة يساعده عند التحرك بسرعة عبر الغطاء النباتي الكثيف في الغابة، ويقضون أيضًا وقتًا أقل في الماء مقارنة بفرس النهر الشائع وحتى يستريحون في الجحور في الغطاء النباتي على ضفاف الأنهار.

مظهر فرس النهر القزم

فرس النهر القزم له جسم طويل على شكل برميل مغطى بجلد رمادي أردوازي يفتح باتجاه الجانب السفلي، ورأس فرس النهر القزم صغير بالنسبة لحجم جسمه بالإضافة إلى فمه الضيق يسهل عليهم الركض عبر الغابة بسرعة، ونظرًا لحقيقة أنّ حيوانات فرس النهر القزم قد تطورت إلى كونها مسكنًا للأرض أكثر من فرس النهر الشائع الأكبر، فلديها عدد من التعديلات التي تساعدها عندما تكون في الغابة الكثيفة، وعلى الرغم من أنّ فرس النهر القزم لا يزال شبه مائي وسيدخل الماء إلّا أنّ أصابع قدمه الشبكية أقل من ابن عمه لمساعدته على التحرك بشكل أكثر فاعلية على الأرض.

كما توجد عيونه أيضًا على جوانب رأسه بدلاً من الجزء العلوي منها، ويساعدهم مرة أخرى على رؤية المزيد من حولهم عندما يكونون بين الأشجار، ويحتوي فرس النهر القزم أيضًا على أنياب طويلة تسمى الأنياب وعلى الرغم من أنّها ليست قريبة جدًا من تلك الموجودة في فم فرس النهر الشائع إلّا أنّها لا تزال تستخدم لترهيب المنافسين والمتسللين.

موطن فرس النهر القزم

على الرغم من أنّه كان من الممكن العثور على فرس النهر القزم في المزيد من نطاقه الحالي، فأنّه تشير الدلائل إلى أنّ الأنواع كانت دائمًا نادرة إلى حد ما، وتم العثور على فرس النهر الأقزام في ليبيريا وساحل العاج في غرب إفريقيا إلى جانب وجود عدد قليل من السكان المعزولين في سيراليون وغينيا المجاورتين، ويسكن فرس النهر الأقزام مناطق الغابات الاستوائية الكثيفة والمنخفضة والمستنقعات حيث يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام والراحة على الأرض.

على الرغم من حقيقة أنّ مجموعات فرس النهر القزم لم تكن أبدًا كثيرة جدًا فقد انخفضت خصوصياتها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب كل من الصيد وفقدان الموائل، والغابات الاستوائية الطبيعية التي يسكنها فرس النهر الأقزام هي أيضًا موطن للأخشاب الاستوائية النادرة والمطلوبة، وبالتالي تتعرض هذه المناطق لمستويات عالية من قطع الأشجار غير القانوني.

تكاثر فرس النهر القزم والصغار

خلال موسم التكاثر هو أحد الأوقات الرئيسية التي يصبح فيها ذكر فرس النهر الأقزام أكثر عدوانية وسيكشف عن أسنانه ويتقاتل مع بعضهم البعض لكسب الحق في التزاوج مع الإناث المحليات، وبعد فترة حمل تدوم ما بين ستة إلى سبعة أشهر تلد أنثى فرس النهر القزم عجلًا واحدًا إما في عرين في الغطاء النباتي الكثيف أو في الماء، وتزن عجول فرس النهر القزم أقل بقليل من 6 كجم عند الولادة ويتم فطامها تمامًا بحلول الوقت الذي تبلغ فيه ثمانية أشهر من العمر، وبعد ذلك يبدأون في مرافقة والدتهم في رحلات البحث عن الطعام في الغابة، وحيوانات فرس النهر الأقزام هي حيوانات تعيش طويلًا نسبيًا تصل غالبًا إلى أعمار أكبر من متوسط ​​فرس النهر الشائع وهي خصوصية عند وضعها في الأسر.

على عكس فرس النهر الشائع الأكبر والأكثر اجتماعيًا لا يعيش فرس النهر الأقزام في قطعان وهو في الواقع منعزل إلى حد كبير، ويقضي فرس النهر الأقزام القليل من وقته نسبيًا في الماء ويميل إلى استخدامه كملجأ إذا شعر هدد، وفرس النهر القزم هو ليلي ويغذي في الغابة ليلًا لمجموعة متنوعة من المواد النباتية والفاكهة المتساقطة، ومثل ابن عمهم الأكبر يتبع فرس النهر القزم المسارات المعبدة جيدًا والمحددة بين مناطق التغذية والراحة ويمكنه الانطلاق عبر هذه الأنفاق بوتيرة ملحوظة إذا شعرت في خطر، وعلى الرغم من أنّ أفراس النهر الأقزام تتجول في نطاقات المنازل الفردية فليس من غير المألوف بالنسبة لها أن تتداخل مع تلك الخاصة بالآخرين، بل ومن المعروف أنّها تتسامح مع وجود أفراد آخرين في أراضيها.

حمية فرس النهر القزم

فرس النهر القزم هو حيوان عشبي مما يعني أنّه يأكل فقط ويستهلك أنواعًا مختلفة من المواد النباتية من أجل الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة، وعلى عكس فرس النهر الشائع الذي يتغذى بشكل أساسي (وفقط تقريبًا) على الأعشاب، فإنّ فرس النهر القزم لديه نظام غذائي أكثر تنوعًا ويستهلك مجموعة واسعة من النباتات والمواد النباتية في جميع أنحاء الغابة، ويتغذى فرس النهر القزم تحت غطاء الليل ويأكل الأعشاب والسراخس والأوراق والشجيرات والفاكهة التي سقطت على أرض الغابة من الفروع أعلاه، ويستخدم فرس النهر القزم نفقًا خاصًا عبر الغابة الكثيفة للتنقل بأمان أكبر بين مناطق الراحة والتغذية مما يضمن أنّه يمكن أن يكون له دائمًا طريق جيد للهروب إذا اقترب الخطر.

فرس النهر القزم والتهديدات

نظرًا للحجم الكبير نسبيًا لفرس النهر القزم فإنّه يحتوي على عدد قليل من الحيوانات المفترسة الطبيعية داخل موائل الغابات الأصلية باستثناء مطاردة الفهد من حين لآخر، ومع ذلك يتم افتراس العجول الأصغر والأكثر ضعفًا من قبل عدد من الحيوانات المفترسة في الغابة بما في ذلك القطط البرية الأخرى والثعابين الكبيرة مثل الثعابين، والتي يمكنها بسهولة نصب كمين للعجل الصغير غير المحمي أثناء قيام والدته بالبحث عن الطعام، ومع ذلك فإنّ التهديد الأكبر الذي يواجه مجموعات الأقزام الباقية هو الناس الذين قاموا بمطاردتهم للحصول على لحومهم ودمروا مساحات شاسعة من موائلهم الحرجية الفريدة.

غالبا ما تهدف إزالة الغابات بشكل غير قانوني إلى حد كبير من الغابات الاستوائية المطيرة في أفريقيا إلى توفير أخشاب نادرة وغريبة لصناعة الأخشاب وتطهير الأراضي لإفساح المجال للزراعة، وعلى عكس ابن عمه الأكبر فإنّ فرس النهر القزم هو حيوان نادر جدًا مهدد بشدة في موائله المتبقية بسبب الصيد وفقدان الموائل التي يبدو أنّه من الصعب السيطرة عليها في مثل هذه المنطقة غير الخاضعة للتنظيم.

فرس النهر القزم وحالة حفظ

اليوم تم إدراج فرس النهر القزم من قبل الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) كنوع من الحيوانات المهددة بالانقراض في بيئتها الطبيعية ومعرضة بشدة لخطر الانقراض في المستقبل القريب، والأنواع الفرعية من فرس النهر القزم الموجودة في النيجر هي أكثر ندرة ومدرجة في القائمة الحمراء على أنّها مهددة بالانقراض، على الرغم من أنّ الكثيرين يعتقدون أنّها للأسف قد انقرضت الآن، وهناك أقل من 3000 فرد من فرس النهر الأقزام يُقدر أنّهم تركوا بحثًا عن الطعام في الغابات الحارة الرطبة في غرب إفريقيا اليوم ويبدو أنّ الأعداد تتناقص بسبب الصيد غير القانوني وفقدان الموائل.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: