خنزير الوحشي الأفريقي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


خنزير الوحشي الأفريقي (Warthog) هو نوع من الخنازير البرية ولها العديد من أوجه التشابه مع الخنازير المستأنسة التي يربيها البشر، كما إنّهم باحثون شرهون ويستخدمون عضلات رقبتهم القوية جدًا لدفع أنفهم إلى التربة للكشف عن أي شيء صالح للأكل، ومن الواضح أنّ التربة في منطقة من الأرض تم غذاءها بواسطة خنزير أو أنواع أخرى من الخنازير قد انقلبت ومن غير المرجح أن يبقى أي شيء صالحًا للأكل، وتساعد حاسة الشم الممتازة لدى الخنازير في توجيه جهود البحث عن الطعام إلى الأماكن التي يرجح أن تحتوي على درنات أو جذور أو حيوانات صغيرة مباشرة تحت سطح التربة.

موطن الخنزير الوحشي الأفريقي

تم العثور على خنازير الوحشي الأفريقي خارج مناطق الغابات في إفريقيا من موريتانيا إلى إثيوبيا وجنوبًا إلى ناميبيا وشرق جنوب إفريقيا، وتم العثور على خنازير الوحشي الأفريقي في السافانا المفتوحة والحرجية والسهوب العشبية وشبه الصحاري في أفريقيا، وتفضل الخنازير الوحشية الأفريقية المناطق المفتوحة وتتجنب الغابات المطيرة والصحراء الشديدة، وتم العثور عليها في كليمنجارو حتى ارتفاع 3000 متر وعلى طول المناطق الساحلية في أفريقيا، وغالبًا ما تستخدم الخنازير الشائعة المناطق المشجرة سابقًا والتي تم تطهيرها من أجل المراعي.

يقتصر توزيع الخنزير الوحشي الأفريقي على الغطاء والاضطراب البشري والعلف المناسب، وتتطلب الخنازير مناطق لتبرد من أجل التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة وتشمل هذه الخمول، كما أنّها تتطلب مناطق للبقاء دافئة في المساء مثل الجحور.

مظهر الخنزير الوحشي الأفريقي

يزن الخنزير الوحشي الأفريقي من 50 إلى 150 كجم وتكون الإناث أخف بنسبة 15 إلى 20 في المائة من الذكور، ويتراوح طول الرأس والجسم من 900 إلى 1500 ملم، ويتراوح ارتفاع الكتف من 635 إلى 850 ملم، والخنازير الوحشية الأفريقية  لها أنياب علوية كبيرة يتراوح طولها من 255 إلى 635 ملم في الذكور وطولها من 152 إلى 255 ملم في الإناث، كما يوحي اسمها فإنّ الخنازير لديها ثلاثة أزواج من الثآليل في الوجه تتكون من نسيج ضام غضروفي، والأنواع الثلاثة للثآليل هي: الثآليل تحت الحجاج والتي قد تنمو حتى 15 سم في الذكور، والثاني هو الثآليل قبل الحجاج والتي لا تتطور بنفس القدر عند الإناث، والأخير الثآليل تحت الفك والتي لها شعيرات بيضاء.

الرأس كبير مع بدة تنزل من العمود الفقري إلى منتصف الظهر، وهناك شعر متناثر يغطي الجسم، واللون عادة أسود أو بني، وذيول طويلة وتنتهي بخصلة من الشعر، ولا تحتوي الخنازير الوحشي الأفريقي على دهون تحت الجلد ويكون الغلاف متناثرًا مما يجعلها عرضة لدرجات الحرارة البيئية الشديدة، ويمكن تمييز الخنازير الوحشية الأفريقية  عن خنازير الرأس بعدد القواطع، والخنازير الوحشية الأفريقية  لها قواطع علوية وأربعة إلى ستة قواطع سفلية على عكس خنزير الرأس الذي يفتقر إلى القواطع.

تكاثر الخنزير الوحشي الأفريقي والصغار

الخنزير الوحشي الأفريقي لديه نظام تزاوج متعدد الزوجات، ولكل من الذكور والإناث العديد من الأصحاب، ولا يدافع الذكور عن الأراضي ولكن عندما تكون الإناث في طقوس شبق يحدث القتال بين الذكور، ويشمل القتال الدفع والضرب بالرأس والأنياب العلوية الحادة، ونادرًا ما يتم استخدام الأنياب السفلية الأكثر خطورة ونادرًا ما تحدث إصابات أو وفيات، والذكور البالغين عادة ما يكونون منفردين وينضمون إلى مجموعات الإناث لفترة وجيزة للتزاوج، وتجذب الإناث الخنازير بالبصر والشم عن طريق التبول في وضع الانحناء.

يعتمد التزاوج في الخنازير العادية على موسم واحد، وعادة ما تصبح الإناث قادرة على الإنجاب بعد 4 إلى 5 أشهر من انتهاء موسم الأمطار وتلد خلال موسم الجفافن وتنضج الخنازير الوحشية الأفريقية جنسياً في عمر 18 إلى 20 شهرًا على الرغم من أنّ الذكور لا يتزاوجون عادةً حتى سن 4 سنوات، وتم تسجيل أنّ الخنازير الوحشية الأفريقية  لديها أطول حمل لجميع الخنازير حيث تتراوح من 170 إلى 175 يومًا، ويتراوح حجم الفضلات من 1 إلى 7 خنازير بمتوسط ​​3 خنازير للقمامة، ويتم فطام الخنازير الصغيرة في عمر 21 أسبوعًا تقريبًا.

تقضي أنثى الخنزير الوحشي الأفريقي معظم حياتها في مجموعات تسمى السبر ولكنها تصبح انفرادية قبل الولادة، وتلد الإناث في الجحر وهو أمر مهم في تنظيم درجة حرارة جسم الخنازير الصغيرة لأنّ الخنازير الصغيرة لا تستطيع الحفاظ على درجة حرارة أجسامها في الأيام القليلة الأولى من الحياة، وتقضي الخنازير الصغيرة من ستة إلى سبعة أسابيع في الجحر قبل الخروج مع الأم، ولا يترك ذكر الخنازير أمهاتهم حتى يبلغوا عامين من العمر، وتترك إناث الخنازير أمها عندما تنضج جنسياً ولكنها قد تعود إلى السبر في وقت لاحق في الحياة.

الخنزير الوحشي الأفريقي يعزل نفسه في الجحور للولادة ثم يبقى متغطرسًا مع الخنازير الصغيرة في الأسبوع الأول، وتبقى الخنازير الصغيرة في العرين خلال الأسابيع الستة إلى السبعة الأولى وتعود الخنازير غالبًا لإرضاعها، وترافق الخنازير الصغيرة الأم في كل مكان بعد 6 إلى 7 أسابيع في العرين، ونحن نحصل على حوالي ستة أشهر، وقد ترضع الخنازير الأخرى في السبر الصغار إذا كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، وقد يبقى النسل داخل السبر لمدة تصل إلى عامين ولا يلعب الذكور دورًا في رعاية الوالدين.

تعيش الخنازير الوحشية الأفريقية  في مجموعات عائلية تسمى السبر، ويتكون السبر عادة من الإناث وصغارها، وعادة ما يتفرق الذكور بعد عامين من العمر ويصبحون انفراديين أو يشكلون مجموعات عازبة، وتبقى الإناث في صوت إلّا عندما تكون حاملاً، ويمكن أن تتكون السبر من ما يصل إلى 18 عضوًا، والخنازير الوحشية الأفريقية  هي في الأساس نهارية وتلجأ ليلا في الجحور، وعادة ما تستخدم الخنازير ثقوب الخنازير للنوم في الليل، كما إنّهم يتعاملون مع درجات الحرارة المرتفعة عن طريق الانغماس في الوحل أو الماء والتعامل مع درجات الحرارة المنخفضة من خلال الاحتماء في الجحور والتجمع معًا، وهم في المقام الأول نهاري عندما لا يكون هناك اضطراب بشري.

وجد الباحثون في محمية سيلوس جايم الشرقية في تنزانيا أنّ متوسط ​​عمر الخنزير كان من 7 إلى 11 عامًا، وتشير الأدبيات الأخرى إلى أنّ الخنازير قد تعيش 18 عامًا، ويكون صغار الخنازير عرضة لدرجات الحرارة القصوى والافتراس وهذا هو السبب في أنّ معدل بقاء الصغار على قيد الحياة أقل من 50 ٪ في السنة الأولى من العمر، والأسباب الشائعة الأخرى للوفيات في الخنازير البالغة هي الافتراس والاضطراب البشري والصيد والمرض.

الخنزير الوحشي الأفريقي وعادات الطعام

الخنازير الوحشي الأفريقي هي حيوانات الرعي في المقام الأول ولكنها تتغذى أيضًا على الجذور والتوت ولحاء الأشجار الصغيرة والجيف العرضي، كما إنهّم متخصصون في رعي الحشائش القصيرة من خلال قدرتهم على إنزال أنفسهم بالقرب من الأرض على مفاصل معصمهم والتي تكون قاسية ومبطنة، وتستخدم الخنازير الوحشي الأفريقي أنيابها لحفر الجذور والبراعم، وقد توفر الجذور والبراعم أيضًا الماء للخنازير الوحشية الأفريقية  خلال فترات الجفاف، فتأكل الخنازير الوحشية الأفريقية  روثها وروث وحيد القرن والجاموس الأفريقي وطيور الماء والفرانكولين.

الخنزير الوحشي الأفريقي والافتراس

الحيوانات المفترسة السائدة للخنازير الوحشية الأفريقية هي الأسود، وتتجنب الخنازير الوحشية الأفريقية  الحيوانات المفترسة الليلية من خلال النشاط أثناء النهار والاحتماء في الجحور في الليل، كما أنّهم يستخدمون نداءات التحذير من نقار الثيران ذات المنقار الأحمر والأصفر لتجنب الحيوانات المفترسة، وإنّهم عدائيون سريعون وعادة ما يتجنبون الهجوم بالفرار، ويغير الخنازير الوحشية الأفريقية  أنماط نشاطها لتجنب البشر، وفي المناطق ذات الاضطرابات البشرية غالبًا ما تصبح الخنازير أكثر نشاطًا ليليًا.

لا تعتبر الخنازير الوحشية الأفريقية حاليًا من الأنواع المحمية ولكن العديد من السكان في حالة تدهور خطير بسبب الصيد الجائر في المناطق غير المحمية، وتحاول محميات الحياة البرية حماية الخنازير ولكن خارج هذه المناطق لا توجد لوائح بشأن الصيد، وحاولت العديد من حدائق الحيوان التكاثر في الأسر دون نجاح كبير.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: