داء البابيزيا في القطط

اقرأ في هذا المقال


تهاجم الطفيليات بجميع أنواعها جهاز المناعة لدى القطة ووظائف الجسم الأخرى بشكل كبير مع انتشارها؛ لذلك من المهم السعي للحصول على رعاية بيطرية مبكرة للقطة إذا لوحظ أنها تعاني من داء البابيزيا؛ حيث يحدث داء البابيزيا عندما يصيب نوع من الطفيليات أحادية الخلية المعروف أيضًا باسم الطفيليات الأولية من جنس البابيزية مجرى دم القطة، وعلى الرغم من أن القطة قد لا تبدو مريضة في البداية إلا أن الأعراض سوف تتطور بسرعة.

داء البابيزيا في القطط

تصاب القطط بداء البابيزيا بسبب الطفيليات الأولية (أحادية الخلية) من جنس البابيزيا، كما تنتقل هذه الطفيليات عادةً عن طريق لدغة القراد؛ حيث يستخدم طفيلي البابيز القراد كخزان للوصول إلى الثدييات المضيفة، وقد تحدث العدوى في القطط عن طريق انتقال القراد أو الانتقال المباشر عن طريق نقل الدم من الكلاب أو القطط أو عمليات نقل الدم أو الانتقال عبر المشيمة، كما تبلغ متوسط ​​فترة الحضانة لهذا المرض حوالي أسبوعين، ولكن قد تظل الأعراض خفيفة وبعض الحالات لا يتم تشخيصها لمدة أشهر إلى سنوات، كما تصيب البيروبلازم خلايا الدم الحمراء وتتكاثر فيها؛ مما يؤدي إلى فقر الدم الانحلالي المباشر والمتوسط ​​المناعي.

حيث يتم تكسير خلايا الدم الحمراء (كرات الدم الحمراء) من خلال انحلال الدم (التدمير) ويتم إطلاق الهيموجلوبين في الجسم، ويمكن أن يؤدي إطلاق الهيموغلوبين هذا إلى اليرقان وفقر الدم عندما لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء لتحل محل الخلايا التي يتم تدميرها، ومن المرجح أن يكون فقر الدم الانحلالي المناعي أكثر أهمية من الناحية السريرية من تدمير كرات الدم الحمراء الناجم عن الطفيليات؛ لأن شدة الحالة لا تعتمد على درجة الطفيل، كما أنّ القطط التي تقضي وقتًا في الهواء الطلق أكثر عرضة للدغات القراد؛ مما يزيد من تعرضها لخطر الإصابة بهذه العدوى، وهذا هو الحال بشكل خاص خلال أشهر الصيف من مايو إلى سبتمبر.

وعندما تكون أعداد القراد في أعلى مستوياتها، فإن توخي الحذر بشأن تجنب القراد وإزالته هو أفضل طريقة لمنع ظهور داء البابيزيا، وعند تشخيصه فسيتطلب ذلك تقديم تاريخ شامل حول صحة القطة، ومن ثم سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص جسدي كامل على القطة، كما سيتم إجراء ملف كيميائي للدم وفحص الدم الشامل وتحليل للبول ولوحة إلكتروليت، وقد يستخدم الطبيب البيطري بقعة رايت لتلطيخ عينة الدم للفحص المجهري؛ لأن هذا سيسمح للطبيب بتمييز خلايا الدم؛ مما يجعل عدوى الدم أكثر وضوحًا، ويمكن أيضًا إجراء اختبارات الأجسام المضادة المناعية (IFA) للأجسام المضادة في المصل التي تتفاعل مع كائنات البابيزيا.

أعراض داء البابيزيا في القطط

غالبًا ما تكون الأعراض خفيفة في البداية وتزداد شدتها مع تكاثر الطفيليات وتزايد عددها في أعراض القطة، وقد يستغرق الأمر أيضًا بعض الوقت حتى تظهر الأعراض بعد الإصابة الأولية، كما تشمل العلامات التي يجب مراقبتها ما يلي:

  • الضعف.
  • الخمول.
  • قلة الشهية.
  • ضربات قلب سريعة.
  • التنفس السريع.
  • رعاش العضلات.
  • فقر دم.
  • فقدان الوزن غير المبرر.

أسباب داء البابيزيا في القطط

يحدث داء البابيزيا في القطة عندما تصاب بطفيل البابيزيا، كما تحدث العدوى في أغلب الأحيان من خلال انتشار البروتوزوا عن طريق القراد، وعندما يلدغ القراد مضيفًا مصابًا فإنه يحمل جراثيم الطفيل في لعابه، وعندما ينتقل القراد إلى مضيف آخر فسوف يصاب هذا الحيوان بالعدوى عندما ينتقل الطفيليات الأولية من لعاب القراد إلى القطة، وفي حين أن القراد هو الطريقة الأساسية للعدوى فإن النشاط الجنسي وعمليات نقل الدم ومحاربة الحيوانات المصابة التي تسحب الدم يمكن أن تتسبب أيضًا في انتقال العدوى.

كيفية تشخيص داء البابيزيا في القطط

سيبدأ الطبيب البيطري في تشخيص العدوى الطفيلية في القطة من خلال فحص جسدي شامل، كما تتشابه العديد من أعراض داء البابيزيا مع تلك التي تظهر في أنواع أخرى من الأمراض، وسيكون من المهم تزويد الطبيب البيطري بتاريخ طبي وجسدي شامل للقطة للمساعدة في هذه العملية، كما سيكون من الأهمية بمكان ما إذا كانت القطة قد عانت من أي جروح حديثة أو كانت في قتال مع حيوانات أخرى، كما يجب أيضًا إخبار الطبيب البيطري بما إذا كانت القطة تتناول علاجات مكافحة البراغيث والقراد، وقد تكون القطط التي تعاني من ضعف في جهاز المناعة أكثر عرضة لهذا المرض؛ لذلك يجب أيضًا إخبار الطبيب البيطري ما إذا كانت القطة مريضة مؤخرًا.

وأثناء الفحص سيتحقق الطبيب البيطري أيضًا من وجود أي قراد، كما يتضمن الاختبار النهائي لداء البابيزيا فحص عينة صغيرة من دم القطة تحت المجهر؛ حيث سيقوم  الطبيب البيطري بجمع عينة دم صغيرة من القطة، وسيتضمن ذلك إبرة صغيرة سريعة وغير مؤلمة، وبعد ذلك سيأخذ الطبيب البيطري كمية صغيرة من العينة ويضيف بقعة أو صبغة؛ حيث ستساعد هذه البقعة في التمييز بين أنواع مختلفة من الخلايا والكائنات الحية عند النظر إليها تحت المجهر، وإذا كان الطبيب البيطري متمرسًا في تحديد الحالة فسيكون من السهل تحديد وجود عدد صغير جدًا من الكائنات الحية.

كيفية علاج داء البابيزيا في القطط

سيتضمن علاج داء البابيزيا في القطة إعطاء وصفة طبية تسمى فوسفات بريماكين؛ حيث يتوفر الدواء عن طريق الفم أو تحت الجلد؛ أي تحت الجلد عن طريق الحقن بالإبرة، كما سيقتل الدواء الطفيليات التي تصيب القطة، وإذا كانت القطة مريضة جدًا أو تطور المرض على مدى فترة زمنية أطول فقد تحتاج القطة إلى علاج داعم مثل السوائل الإضافية أو المراقبة في عيادة الطبيب البيطري، ونظرًا لأن الحالة تسبب فقر الدم فقد تحتاج الحيوانات المريضة جدًا إلى عمليات نقل الدم لتقوية جهازها المناعي وتعزيز الشفاء، وأخيرًا سيصف الطبيب البيطري أيضًا علاجًا وقائيًا لمكافحة البراغيث والقراد للمساعدة في منع تكرار الحالة.

الشفاء من داء البابيزيا في القطط

تتعافى معظم القطط التي تعاني من داء البابيزيا تمامًا طالما تم الاهتمام بإكمال جميع الأدوية واتباع مسار وقائي، كما سيحتاج المالكون إلى اتباع جميع تعليمات الطبيب البيطري المتعلقة بالجرعات بعناية؛ حيث ينمو البروتوزوا في مراحل متعددة داخل نظام القطة، وبينما يقتل الدواء الطفيليات البالغة بسرعة سيكون قتل العديد من الجراثيم أكثر صعوبة وسيتناول جرعات إضافية، وحتى لو بدا أن القطة تشعر بتحسن فيجب أن تكمل دورة الدواء بأكملها، ويجب على أصحاب القطط أيضًا التأكد من أنهم يتبعون علاجًا وقائيًا للبراغيث والقراد؛ حيث يمكن أن تسبب هذه الآفات إزعاجًا للقطة وتحمل أمراضًا مثل داء البابيزيا وحالات أكثر ضررًا أو دائمة.


شارك المقالة: