دراسة سلوك القرد العواء

تتميز الثديات بالعديد من الصفات الشكلية التي جعلت منها الحيوانات الأكثر جذباً من بين جميع أنواع الحيوانات الأخرى، ولعل القرود من أذكى أنواع الحيوانات البرية وأكثرها قدرة على التكيف والتعايش بصورة ذكية لفترات زمنية طويلة تختلف عن باقي الحيوانات الثدية، ولعل القرود من الحيوانات التي يمكن لها أكل الخضار والأعشاب والفاكهة في بعض أنواعها وأكل اللحوم في أنواع أخرى، وتتنوع سلوكياتها ما بين الشرسة وما بين اللطيفة المستأنسة، ولعل القرد العواء من أكثر أنواع القرود شهرة، فما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها هذا النوع من القرود؟

ما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها القرد العواء

1. سلوك القرد العواء في التعايش

تعيش هذه القرود التي تنحدر من أنواع قرد السعدون من قرود العالم الجديد في القارة الأمريكية الوسطى والجنوبية، فهي تتعايش في الغابات المطيرة ذات الأشجار الكثيفة وتمتاز بحجمها الكبير، حيث تعتبر من أكبر أنواع قرود العالم الجديد وأكثرها قدرة على التعايش، فهي من الحيوانات الذكية الحذرة للغاية التي لا تجازف بالنزول عن الأشجار التي تتعايش فوقها إلا لفترات وجيزة وبعد أن تقوم بكشف المناطق المحيطة خوفاً من خطر الحيوانات المفترسة مثل النمور والضباع والأسود والتماسيح.

تعيش قرود العواء على شكل مجموعات يغلب عليها الإناث مع وجود ما لا يقل عن ثلاثة ذكور، إذ يتراوح عدد أفراد المجموعة الواحدة ما بين الستة والخمسة عشر فرداً يمكن لهم التعايش بصورة جيدة بعيداً عن أفراد المجموعات الأخرى، ولا تمتاز هذه الحيوانات كبيرة الحجم ذات الألوان الأسود والبني والذهبي أو البرتقالي بسرعة الحركة شأن قرود السعدون الأخرى نظراً لطبيعة الغذاء الذي تحصل عليه الذي من شأنه التقليل من نشاطها.

2. سلوك قرد العواء في التواصل

تمتاز قرود العواء بأصواتها العالية جداً التي يمكن لها أن تقوم بإصدارها بصورة مستمرة وخاصة في الصباح الباكر كوسيلة من وسائل التواصل فيما بين أفراد المجموعة الواحدة، فعلى الرغم من سلوكياتها الجيدة إلا أنها من أنواع القرود المزعجة للغاية حيث يمكن ان يصل مدى الصوت لمسافة تزيد على الثلاثة أميال، وتعتبر أصوات هذه القرود من أعلى أصوات الحيوانات البرية على الإطلاق.

تعتبر المجموعة هي أمر أساسي لبقاء المجموعة الواحدة، وتستخدم هذه القرود أصواتها العالية جداً بصور مختلفة ومتباينة تسمح لها بمعرفة ما يدور في الجوار وهل هناك من مخاطر محتملة، فهي قوية وتمتلك رأساً كبيراً وأطراف كبيرة ويمكن لها الدفاع عن نفسها بصورة جيدة، وتعتبر الذكور هي وسيلة الدفاع الأولى التي تسهل على هذه القرود العيش لفترات زمنية طويلة تزيد على الثلاثين عام في بعض الأحيان، وهي من الحيوانات البرية الثدية النهارية التي يمكن للذكور أن تدافع عن المجموعة بصورة رائعة.

3. سلوك قرد العواء في التكاثر والدفاع عن المجموعة

تستخدم قرود العواء أصواتها المرتفعة للغاية لتثبت الذكور على وجه الخصوص قوتها أمام الإناث، حيث تعتبر هذه الأصوات وسيلة دفاعية تمنع الذكور الأخرى من الاقتراب إلى الإناث التي تتواجد في المجموعة، والقرود الذكور الأقل قوة والتب لا تمتلك أصوات عالية عليها أن تنافس الذكور الأخرى لتثبت مقدار قوتها وقدرتها على كسب الرهان، حيث يمكن للذكر البالغ أن يدافع عن محيطه الذي يتواجد عليه بصورة جيدة بحيث لا يسمح للذكور الأخرى بالاقتراب من منقطة النفوذ.

بعد أن تتم عملية التزاوج ما بين الذكور والإناث تضع الإناث عادة صغيراً واحداً تقوم برعايته لفترة ليست بالقصيرة يمكن له خلال هذه الفترة البقاء على ظهر الأمر خوفاً من الافتراس أو الضياع، ولعل ألوان الصغار ه الأمر الملفت كون ألوانها تمتز ما بين اللون الذهبي والبرتقالي الفاتح، وتتغير ألوان الذكور بصورة تدريجية لتصبح ذات فراء سوداء أو بنية مع فتحتي أنف كبيرتين كتلك التي تمتلكها الغوريلا الضخمة.

4. سلوك قرد العواء في الحصول على الغذاء

يعتبر قرد العواء من القرود كبيرة الحجم التي تمتلك أسنان قوية حادة تساعدها على أكل أوراق الأشجار بصورة جيدة، فهي تأكل بالإضافة إلى ذلك الخضار وبعض أنواع الفاكهة والبذور، كما ويمكن لها أكل البيض في حال توفر لها بيض الطيور ونادراً ما تقوم بأكل الحشرات.

في الختام يعتبر قرد العواء من القرود القوية التي يمكن لها التكيف في المناطق الاستوائية من القارة الأمريكية الجنوبية والوسطى، وهي قوية وتمتلك أصوات مرتفعة للغاية وهي تعتبر من أكبر أنواع قرود العالم الجديد، ويمكن لها التكاثر في أي وقت لتضع الإناث صغيراً واحداً في كل عام تقريباً.