دراسة سلوك حيوان الشيب

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علم سلوك الحيوان من العلوم الدقيقة الشاقة التي ترفد البشر بالمعلومات الهامة حول سلوك الحيوانات بعد بحث وتمحيص يطول كثيرا، وكثيراً ما كنّا ولا نزال نسمع عن حيوانات كانت موجودة فعلاً مثل حيوان الماموث أو أو الديناصور، إلا أن علم سلوك الحيوان تمكن من إثبات بعض المعلومات ونفي بعضها الآخر، ولعل حيوان الشيب هو من الحيوانات النادرة التي صعب على علماء سلوك الحيوان إيجاد المعلومات التي تتوفر في الحيوانات الأخرى، فما هو حيوان الشيب، وأين يتعايش، وما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها؟

ما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها حيوان الشيب

1. سلوك حيوان الشيب في التعايش

قد نتعرف على سلوك بعض الحيوانات من خلال طريقة حياتها كالنمور التي تعيش وتصيد بصورة منفردة، ولكنها في النهاية قادرة على التزاوج والمنافسة مع باقي أفراد المجموعة، إلا أن الوضع لدى حيوان الشيب النادر مختلف تماماً، فهو حيوان ثدي لا تتوفر عنه الكثير من المعلومات كونه لا يتكاثر أبداً، فهو من فصيلة الذاب كونه يتشابه معها كثيراً في الشكل وفي السلوك، كما وأنه يشبه شكل الضبع أيضاً كونه قد ينحدر من أم أصلها ضبع.

أكدت بعض المعلومات أن حيوان الشيب قد يكون نتاجاً لتزاوج حيوان الذئب مع أنثى الضبع التي لم تجد ذكراً تقوم بالتزاوج معها لينتج بعد ذلك حيوان الشيب ذو السلوكيات المختلطة ما بين الحيوانين، إلا أن العلم الحديث أثبت عكس ذلك وأنه لا يمكن للذئب أن يتزاوج مع أنثى ضبع وفي حال حدث هذا الأمر فمن غير الممكن أن ينتج حيوان مشترك من هذا التزاوج، وقد أثبتت الدراسات أن حيوان الشيب هو نتاج لتزاوج ذئب مع أنثى كلب، وفي كلا الحالتين فإننا نتحدث عن حيوان قوي شرس في غاية الخطورة.

يعتبر حيوان الشيب من الحيوانات التي تتعايش بصورة رئيسية في القارة الأسيوية وفي القارة الأفريقية، فهي حيوانات أكبر من الذئب ولها أطراف طويلة وأسنان قوية طويلة مخيفة، فأشكالها وطريقة ركضها ومشيها تختلف عن كثير من الحيوانات وعلى رأسها الضباع والذئاب، فهي تمشي بطريقة غير منتظمة وأطرافها الأمامية أطول من الخلفية، وهي قوية إلى درجة أنه يمكن لها أن تصطاد العديد من الحيوانات بكل سهولة.

حيوان الشيب ليس كباقي الحيوانات التي تعيش منفردة وتلتقي في موسم التزاوج، بل إنها حيوانات تشكل خطورة كبيرة على حياة جميع الحيوانات التي تتواجد معها في نفس المكان، إذ يمكن لحيوان الشيب أن يقتل جملاً أو بقرة أو أن يقتل إنساناً بسهولة كبيرة معتمداً على شراسته وقوة أنيابه وفكه، إلا أن هذا النوع من الحيوانات لا يمكن له التكاثر مع أي حيوان آخر سواء أكان أنثى ضبع أو أنثى ذئب.

يعتبر حيوان الشيب حيواناً نهارياً وليلياً وتم رصده بصورة نادرة في العراق بالقرب من محيط مدينة الفلوجة، وهو عدو للأشخاص الذين يقومون بتربية المواشي والأغنام والبقر والإبل بصورة رئيسية، حيث يمكن لها أن تقوم بمهاجمة قطعان الماعز قتل عدد كبير منها على سبيل العبث والحصول على الغذاء بصورة لا مثيل لها، تعتبر هذه الحيوانات من الحيوانات التي تخشاها الضباع والذئاب فهي تشكل خطورة كبيرة على حياة الحيوانات التي تتواجد معها.

2. سلوك حيوان الشيب في الحصول على الغذاء

مما لا شكّ فيه أن حيوان الشيب من الحيوانات المفترسة التي تتغذى على اللحوم فقط، ولعل عددها القليل جداً وقدرتها على التخفي من الأسباب التي تجعل منها حيوانات خطرة لا يمكن توقع الوقت الذي يمكن أن تظهر فيه، فهي تشكل تهديداً لحياة الحيوانات البرية الصغيرة والمتوسطة وكبيرة الحجم، كما ويمكن لها أن تميز روائح الحيوانات وأن تعرف البشر إن كانوا لوحدهم لتظهر أمامهم وتقوم بمهاجمتهم أم لا.

هذا الأمر من شأنه أن يجعل من هذا الحيوان المخيف قمة في الخطورة ولعل مربيي الأغنام والذين يعيشون في المناطق الصحراوية يدركون جيداً مدى خطورتها والخسائر التي تسببها، لهذا فهي حيوانات تختفي لفترات طويلة وتظهر لتجعل من المكان الذي تظهر فيه مكاناً في غاية الخطورة، ولحسن الحظ أن هذه الحيوانات لا تتكاثر وإلا لكان هناك كلا آخر.

في الختام يعتبر حيوان الشيب من الحيوانات القوية المفترسة التي تعيش في المناطق الصحراوية، وهي من أنواع الذئاب وهي نتاج ما بين تزاوج ذئب وأنثى ضبع أو ذئب وأنثى كلب، وبالتالي فهي خطرة للغاية وتشكل تهديداً كبيراً لحياة الحيوانات التي تتواجد في المكان الذي تعيش فيه، وهي لا تتكاثر وتعيش بصورة منفردة.


شارك المقالة: