سحلية الخلد المكسيكية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


يُطلق على السحالي الخلد المكسيكية (Mexican Mole Lizard) أيضًا اسم السحالي الدودية ذات الأصابع الخمسة، كما إنّها غريبة المظهر ورائعة، وهم نوع من الزواحف الجحور، ويقضون معظم وقتهم في الجحور تحت الأرض، وبسبب مظهرهم يخطئون أحيانًا على أنّهم ثعبان، وهذا يجعل بعض البشر يخافون من هذه المخلوقات غير المؤذية، وهناك أيضًا أسطورة قديمة تجعل الناس يخافون منهم، ويقال أنّ هذه السحالي كانت تأتي من المرحاض وتهاجم الناس، وهذه الأسطورة السخيفة بالطبع وليست صحيحة على الإطلاق، ولن يكون من الممكن لهم حتى دخول المرحاض في المقام الأول، وهذا النوع نهاري وليس ليلي وهذا يعني أنّهم ينشطون في النهار وينامون أثناء الليل.

مظهر سحلية الخلد المكسيكية

هذه السحلية تشبه دودة، وجسمها مجزأ واسطواني ولديه ذيل طويل، ولديها اثنين من الأطراف الأمامية مع المخالب التي تستخدمها للحفر في التربة، ورأسه مستدير وغير حاد، ويمكن أن تختلف الألوان قليلاً من الوردي الباهت إلى الوردي الفاتح، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون الألوان أكثر رمادية من اللون الوردي، وعادة ما تكون الألوان فاتحة للغاية بسبب نقص الميلانين من العيش تحت الأرض، ووزنه عادة حوالي ثلاث أونصات، وهذا الوزن يساوي نصف وزن كرة البلياردو، وهم (ectothermic) أو بدم بارد، ويعتمدون على البيئة المحيطة بهم مثل التربة لتنظيم درجة حرارة أجسامهم، وذيلهم مستقل ويمكن أن تنفصل استجابة للخطر.

حجم سحلية الدودة الخماسية الأصابع صغير إلى حد ما، ويتراوح طولها بين 18 و 24 سم من الرأس إلى الذيل، ويبلغ عرضها ستة إلى سبعة ملليمترات فقط، وحجمها في الطول يساوي ما بين نصف إلى ثلاثة أخماس طول دبوس البولينج، ويبلغ عرضه أربعة أضعاف عرض خيط من المعكرونة السباجيتي، وتطورت هذه الأنواع من امتلاك مجموعة من الأرجل الخلفية إلى فقدانها وتقديم الأطراف الأمامية فقط، وسبب هذا التكيف غير واضح على الرغم من أنّه قد يجعل من السهل التقلّب عبر الأنفاق المحفورة.

موطن سحلية الخلد المكسيكية

تعيش سحلية الخلد المكسيكية في قارات أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى في دولة المكسيك، وموطنها الأصلي هو شبه جزيرة باجا كاليفورنيا، ويمكن العثور عليها في أراضي باجا كاليفورنيا وباجا كاليفورنيا سور وغيريرو وتشياباس، كما إنّه نوع بري يعيش في الموائل الصحراوية والشجيرات والكثبان الرملية، والمناطق التي تحتلها لها مناخات استوائية ومتوسطية وجافة وهي مناطق جغرافية بيوجغرافية شبه قطبية واستوائية، وتقضي هذه السحلية وقتها في الحفو في تربة رخوة على أعماق تتراوح بين 2 ونصف إلى 15 سم، ونظرًا لأنّها تقضي معظم حياتها تحت الأرض فمن الصعب تحديد إحدى هذه السحالي في البرية.

سحلية الخلد المكسيكية والتهديدات

السحلية الدودة ذات الأصابع الخمسة هي من آكلات اللحوم، كما إنّها صياد انتهازي للغاية، وسوف تأكل تقريبًا أي شيء صغيرًا ومرنًا بدرجة كافية في بيئتها، والغذاء الرئيسي هو الحشرات، وسوف تنتزع السحلية فريستها بمخالبها وتسحبها تحت الأرض لتلتهمها، ولم يتم دراسة النطاق الكامل للحيوانات المفترسة لهذا الحيوان جيدًا، ومع ذلك فإنّها تفترس من قبل الأنواع السربنتين، ونظرًا لأنّ هذا النوع لا يُرى في كثير من الأحيان تظل بعض الحقائق غير معروفة.

الثعابين تأكل سحلية الخلد المكسيكية، وغالبًا ما يتشاركون في نفس الموطن ويمكنهم بسهولة التقاطهم وقتلهم خاصةً إذا كانوا أكبر من السحالي، فهم المفترس الوحيد المعروف لهذه السحالي، على الرغم من أنّه من المحتمل أن تكون قد أكلتها حيوانات أخرى أيضًا.

سحلية الخلد المكسيكية وحالة الحفظ

تصنف القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) هذا النوع على أنّه أقل ما يثير القلق بسبب تعداده السخي وتوزيعه الواسع، كما إنّهم محميون بموجب القانون المكسيكي ولوائح المعايير المكسيكية الرسمية (NOM -Normas Oficiales Mexicanas) هي منظمة مكسيكية تنظم التجارة والصادرات.

لحسن الحظ لا تواجه هذا النوع العديد من التهديدات الخطيرة، وبخلاف الحيوانات المفترسة الطبيعية فإنّ البشر هم الخطر الآخر الوحيد المعروف على سحالي الخلد المكسيكية، ويمكن أن يتسبب البناء والحفر من أجل التنمية الزراعية والحضرية في إلحاق الضرر بالنظام البيئي، ولقد أثبتوا أنّهم يتمتعون بقدر كبير من المرونة في مواجهة هذا التهديد، ومع ذلك فإنّهم ببساطة يختبئون بعيدًا عن المخاطر، كما أنّهم يخطئون أحيانًا في كونهم ثعابين ويقتلون لهذا السبب.

حمية سحلية الخلد المكسيكية

تأكل سحلية الخلد المكسيكية في الغالب الحشرات واليرقات التي تعيش على الأرض، كما أنّها ستأكل السحالي الصغيرة، وتشمل بعض العناصر المختارة في القائمة لهذا الزواحف ديدان الأرض والصراصير والنمل والنمل الأبيض والصراصير، وكذلك يرقات هذه الحشرات، فتقوم سحالي الخلد المكسيكية بعمل نفق عبر الرمال والتربة الرخوة وفضلات الأوراق بأطرافها الصغيرة ولكن القوية، حيث يتكون نظامهم الغذائي من مجموعة متنوعة من الفرائس من ديدان الأرض والحشرات إلى العناكب والسحالي الصغيرة وأي شيء يمكنهم اصطياده وابتلاعه.

في حين أنّ عيونهم تقل بشكل كبير مقارنة بمعظم السحالي فإنّ وجود عظم ضخم في أذنهم الوسطى يسمح للحيوانات المفترسة الشرسة بشكل مدهش باكتشاف الاهتزازات في الأرض وتتبع فرائسها، ونادرًا ما تظهر سحالي الخلد إما بعد المطر أو تحت جنح الظلام أثناء بحثها عن الطعام، فمثل جميع البرمائيات الأخرى لا تظهر هذه الأنواع المختبئة إلّا في الليل أو بعد هطول أمطار غزيرة، وتستخدم ذيلها الذاتي كمهرب للحيوانات المفترسة.

تكاثر سحلية الخلد المكسيكية والصغار

لا يُعرف الكثير عن طقوس التزاوج لهذه الأنواع المراوغة، وهناك بعض الحقائق الإنجابية المؤكدة حول هذه السحالي، حيث يتكاثرون جنسيًا في الصيف تقريبًا في شهر يوليو، وعادة ما يتكاثرون فقط مرة واحدة كل عامين، ويتم تكاثرها بالبيوض مما يعني أنّها من الأنواع التي تضع البيض، فتتكاثر وتضع بيضها في التربة تحت الأرض، وتضع الأنثى بيضتين في المتوسط ​​ولكن يمكنها أن تضع بيضة واحدة إلى أربع بيضات، ويستغرق البيض حوالي شهرين حتى يفقس.

عندما يفقس البيض في سبتمبر تزن صغار السحالي أقل من أونصة واحدة، وتعرف الصغار بالفعل كيف تختبئ في الجحور وهي على الأرجح مستقلة إلى حد ما بسبب قدرتها على التحرك بمفردها، وتصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي عند حوالي 45 شهرًا من العمر.

يتراوح العمر الطبيعي لهذه السحالي بين سنة وسنتين، وأقدم ما تم تسجيله كان يزيد قليلاً عن ثلاث سنوات وعاش في الأسر، ولا يوجد تقدير محدد لعدد السكان على الرغم من أنّه يعتقد أنّها وفيرة للغاية ومستقرة، ولا يوجد خطر على تدهور هذا النوع، وهم الأقل إثارة للقلق في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) لأنّه لا يوجد خطر متوقع للانقراض في أي وقت في المستقبل القريب.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: