تتعايش الحيوانات وفقاً للنظام البيئي الذي تتواجد فيه، ولو أنّه أتيحت الفرصة للأسود أن تقوم بالصيد بصورة جماعية كما هي الحال لدى الذئاب والضباع لما بقي حيوانات في الغابة بمن فيها الدببة والفيلة والتماسيح، ولكن لكلّ حيوان خصوصية تعمل على إكمال النظام البيئي بصورة معقّدة يصعب تفسيرها، ولعلّنا نتساءل في كثير من الأحيان لماذا تتشاجر الحيوانات مع بعضها البعض، والسؤال الأكثر حيرة لماذا تقوم الحيوانات من أبناء الجنس نفسه بقتل بعضها مثل الأسود؟
سلوك الأسود في التعايش
تعتبر الأسود من أكثر الحيوانات قوّة وفتكاً على الإطلاق، فهي حيوانات تمتلك من الإمكانيات ما يجعلها تتربع على عرش الحيوانات الثدية المفترسة معتمد على أحجامها الضخمة وقوّة أجسادها وسرعتها وشجاعتها وقدرتها على قتل أكبر وأثوى الحيوانات مستفيدة من قوة أنيابها وقوة عضتها وبراعتها في القتل، ولكن يبقى العدو الأول للأسود هو الأسود نفسها.
تعيش الأسود غالباً في الغابات ذات درجات الحرارة المعتدلة أو الحارة، وهي حيوانات نهمة لا يمكنها التعايش دون الحصول على كميات كبيرة من اللحم وبصورة يومية، وهذا الأمر يتطلّب الكثير من الجهد والوقت للوصول إلى ذروة هذا الأمر تتمثل في السيطرة المكانية على ما يسمى بالحوز، وهذا الحوز يتمّ تعليمه من قبل الأسد المسيطر على المكان من خلال رش البول على أطراف المكان والزئير بأصوات مخيفة كرسالة تحذير لأي حيوان يرغب في الاقتراب من هذا الحوز.
لا ترغب بعض الأسود في أن تبقى حبيسة حوزها أو أنه يتم رفض بعض الذكور لدى وصولها إلى سنّ البلوغ لتقوم بالبحث عن مستعمرة يمكن لها تسيّدها، وهنا تبدأ الإثارة في البدء بقتال جديد في كلّ يوم مع أسد مسيطر حتى يتم القضاء على أحد الأسود المسيطرة الضعيفة، حيث يقتتل الأسدان على حوز ما للسيطرة عليه، ولربما ينتهي القتال بموت أحد الأسدين وقيام الآخر بالتهامه كوجبة دسمة.
تتقاتل الأسود للحصول على اللبؤة وخاصة في موسم التزاوج
يقوم الأسد عادة بإرسال بعض الإشارات التي من شأنها نيل رضا لبؤة ما بغية التزاوج معها في موسم التزاوج، ولعلّ أسد آخر يرغب في هذا الأمر وبشدة لينتج عن ذلك صراع طويل قد تكون نتيجته قيام أحد الأسدين بقتل الآخر بصورة مخيفة والتهامه أمام اللبؤة بقصد إثبات قوّته وقدرته على التزاوج والحماية، ولكن تبقى السيطرة المكانية هي الشيء الذي لطالما تتقاتل الأسود من أجل الحصول عليه.
في الختام يمكننا القول أن سلوك الأسود في قتل بعضها البعض هو سلوك في غاية الوحشية، ولا يمكن لأي حيوان آخر أن يقهر الأسد أو يخيفه مثلما تفعل الأسود نفسها، ولعلّ السيطرة المكانية والرغبة في الحصول على الأنثى هي من أهم أسباب سلوك الأسود في قتل بعضها البعض.