يمكن لبعض الحيوانات تحمّل الظروف البيئية والتكيّف السلوكي وفقاً لها، وهناك حيوانات أخرى لا تمتلك القدرة على التكيّف البيئي بما يتماشى مع السلوك سواء الغريزي أو المكتسب مما يجعلها حيوانات دائماً في ترحال بما يسمى بالهجرة، ويعتبر الجمل من أكثر الحيوانات غرابة من حيث الشكل والسلوك والقدرة على التحمّل، ولعلّ الجمل بصورة عامة من الحيوانات التي تمتلك القدرة على التكيّف وفقاً للظروف البيئية التي تتواجد فيها فما هي الأسباب؟
كيف يمكن للجمل أن يتكيف والظروف البيئية
تمتلك الإبل بصورة عامة العديد من الصفات الجسدية التي تساعدها على التكيّف وفقاً للظروف البيئية التي تتواجد فيها، فهي تمتلك جسداً كبيراً مقارنة بالثدييات مثل الثيران والبقر والزرافة وغيرها من الحيوانات كبيرة الحجم ولكن بنسبة أقل، وهي تمتلك سيقان طويلة ورقبة طويلة تساعدها على الركض بسرعات جيدة تصل لغاية خمسين كيلو متر في الساعة الواحدة.
يمكن للجمل أن يتعايش في المناطق الصحراوية القاحلة وشبه الصحراوية، وهو من الحيوانات التي تمتلك فماً قادر على أكل الأعشاب والنباتات الصحراوية شديدة الخشونة والسميّة وتحتوي على أشواك حادة، ويمتلك الجمل بصورة عامة على سنام يتواجد فوق الظهر يختلف عن جميع الحيوانات يساعد في الحصول على الطاقة اللازمة في حال عدم توفر الماء والغذاء، ويمكن للإبل تحمّل العطش لمدة تصل لغاية عشرة أيام في الحر الشديد ولأشهر في فصل الشتاء، كما وأنها قادرة على شرب كميات كبيرة من الماء دون أدنى ضرر.
تمتلك الإبل القدرة على المشي والركض فوق الرمال الصحراوية شديدة الحرارة معتمدة على خفّين في غاية الروعة، كما وأن للجمل القدرة على تنظيم درجة حرارة جسده الداخلية بحيث تتناسب وطبيعة حرارة الطقس، وهو قادر على شرب المياه المالحة وفلترتها داخل كلية في غاية الروعة تساعده على شربها والاستفادة منها، ويمكن للإبل بصورة عامة أن تتعايش في المناطق الباردة أيضاً ولكن تبقى المناطق الصحراوية هي المناطق التي ترغب في التعايش فيها بصورة رائعة.
يمتلك الجمل بصورة عامة القدرة على فلترة الهواء الداخل والخارج من الجسد، فهو يمتلك القدرة على تسكير الأنف ومنع الرمال من الدخول وقادر على رفع درجة حرارة الجسد بما يتناسب ودرجات الحرارة الخارجية وتبريدها كما يلزم، وللجمل القدرة على التحمّل والصبر وهو من الحيوانات التي تغار كثيراً وخاصة أثناء التزاوج، ويمكن للجمل أن يتحمّل غبار الصحراء معتمداً على رموش طويلة يمكن لها أن تحمي العين من رمال الصحراء.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نقف مندهشين من القدرات السلوكية والجسدية التي يمتلكها الجمل في التكيّف وفقاً للظروف البيئية المحيطة، فهو يختلف عن الأسود التي لا يمكنها البقاء دون طعام أكثر من يومين وتختلف عن البقر الذي يموت إذا بقي دون طعام لمدة تزيد على الثلاثة أيام، وهي تعتمد في ذلك على بنيتها الجسدية الرائعة.