لقد اعتدنا أن نقرأ ونشاهد ونسمع عن سلوكيات الحيوانات المفترسة مثل النمور والأسود والدببة والضباع والتماسيح وغيرها، ولكننا لم نعطِ الحمار الوحشي آكل العشب الاهتمام والسبب في هذه التسمية التي أعطته العديد من السلوكيات التي تشبه سلوكيات الحيوانات المفترسة، فالحمر الوحشية تختلف عن الحمير والخيول والإبل في كيفية استئناسها والسيطرة عليها من قبل البشر، حيث باءت جميع المحاولات في تطويع الحمر الوحشية بالفشل، ولعلّ الحمر الوحشية تمتاز بعدد من السلوكيات الخاصة المتعلقة بالدفاع عن النفس والدفاع عن المجموعة، فما هي أبرز السلوكيات التي تتمتع بها الحمر الوحشية في الدفاع عن نفسها؟
سلوك الحمار الوحشي في الدفاع عن النفس
يعتبر الحمار الوحشي من أكبر الثدييات حجماً حيث أنه من الحيوانات التي يزيد طولها على المترين ونصف وارتفاعها على المتر ونصف وقد يصل وزن الحمار الوحشي الذكر البالغ ما يزيد على النصف طن، ليس هذا فقط فهي حيوانات سريعة رشيقة نهمة في تناول الغذاء وشرب الماء على وجه الخصوص، حيث لا يمكنها أن تتعايش في الأماكن البعيدة عن مصادر المياه.
تعتبر الحمر الوحشية من الحيوانات الثدية آكلة الأعشاب وهي حيوانات قوية تشبه الخيل إلا أنها أكبر حجماً وأكثر قوّة، ولا يمكن السيطرة عليها كونها تمتاز بسلوكيات عدوانية يصعب على أي أحد السيطرة عليها، وتمتاز الحمر الوحشية بكونها من الحيوانات التي تتعايش على شكل مجموعات تتكون من ذكر وعدد من الإناث، وهذه المجموعة التي تسمّى قطيع عادة ما تحاول المحافظة على سلامة المجموعة ضدّ أي عدوان خارجي وخصوصاً من الحيوانات المفترسة التي ترى أن الحمر الوحشية وجبة دسمة.
كيف تدافع الحمر الوحشية عن أنفسها
لا يمتلك الحمار الوحشي الأدوات الفتّاكة التي يمتلكها الأسد والنمر والتمساح من حيث قوة الأنياب والمخالب والقدرة على القضم بصورة قاتلة، إلا أنّ قدرتها على الركض تعتبر من أهم الوسائل التي تساعدها على الهرب من الحيوانات المفترسة، كما وأن ألوانها من الوسائل التي تمنحها القدرة على التمويه، كما وأن أجسادها الضخمة تعتبر وسيلة دفاع حقيقية تساعدها في الضغط على الحيوانات المفترسة للإفلات منها، حيث أن وزنها الذي يصل إلى نصف الطن يعتبر كبيراً مقارنة بحجم نمر لا يزيد وزنه على المئة وخمسين كيلو غرام، وبالتالي قد يساعد الوزن الضاغط الحمار الوحشي على الهرب.
تمتلك الحمر الوحشية وسيلة دفاع أخرى من خلال دفعة خلفية بالأقدام الخلفية تساعدها في ضرب الحيوانات المفترسة وربما قتلها، وهذا الأمر من شأنه أن يساعدها في الهرب وتخليص نفسها من الحيوانات المفترسة، كما وأن الحمار الوحشي يمتلك عضّة فكّ قوية للغاية تساعده في إحداث ألم وجروح بالغة في أجساد الحيوانات الأخرى بصورة مذهلة.
تمتلك الحمر الوحشية وسيلة دفاع رائعة ألا وهي الدفاع الجماعي، فهي تعتمد بصورة كبيرة على وحدة الجماعة في مواجهة الحيوانات المفترسة، ولعل الأسود هي الحيوانات التي عادة ما تنجح في الحصول على حمار وحشي من مجموعة كبيرة نظراً إلى قوتها وجرأتها في القتال، ولكن إن كانت الحمر الوحشية مجتمعة فمن الصعب حتى على الأسود الحصول على الصيد بصورة بسيطة، كما وأن صغار الحمار الوحشي هي الحيوانات الأكثر عرضة للافتراس من قبل الحيوانات المفترسة، وتقوم أمهات الحمر الوحشية عادة بالتضحية بأنفسهن في سبيل تخليص الصغار من الحيوانات المفترسة.
لا شكّ أن للحمار الوحشي القدرة على الركل بأرجله الخلفية مستعيناً بقوّة عضلية في غاية الروعة، فهي حيوانات قوية للغاية ولربما ذهابها لوحدها من أجل شرب المياه من الأسباب الرئيسية التي قد تسبب لها الموت نتيجة تربّص أسد أو نمر، ولعلّ التماسيح أيضاً من الحيوانات التي ترغب في الحصول على صيد دسم من هذا القبيل، كما وأن الحواس التي تمتلكها الحمر الوحشية تعتبر في غاية الروعة وخاصة حاسة السمع القوية التي تسهّل على الحمار الوحشي سماع الأصوات بدقّة متناهية معتمدة على طبيعة الأذن الخارجية التي تسهّل عليها عملية الهرب أو الابتعاد قبل اقتراب الحيوانات المفترسة، وهي قادرة على القيام بسلوكيات جيدة تساعدها على التواصل من حيث النهيق مثل الحمير والعواء مثل الكلاب كوسائل تساعد على التواصل مع المجموعة.
في الختام تعتبر الحمر الوحشية من الحيوانات القوية التي لا يمكن ترويضها، وهي قادرة في الدفاع عن نفسها بأفضل الوسائل مستخدمة قوتها البدنية ودفعة أقدامها الخلفية وقدرتها على العدو، كما وأنها تمتلك عضّة في غاية القوّة تساعدها في إحداث الفارق في حال فتالها مع حيوانات مفترسة أخرى.
