إذا كنّا نعتقد أنّ الحيوانات لا تملك العقل ولا تعي ما تقوم به فماذا تحزن وتفرح وترقص؟ إنّ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة الأخرى التي تتعلّق بالسلوك الحيواني تضعنا أمام مجموعة من الخيارات الفكرية التي تتعلّق بالمكان الذي ينتج عنه السلوك الحيواني ولعلّه العقل الواعي والسلوك الغريزي، فلماذا تقوم الحيوانات بالرقص، وما هي الرسائل التي ترغب بإرسالها إلى الحيوانات الأخرى؟
لماذا تقوم الحيوانات بالرقص وما هي الرسائل التي ترغب بإرسالها
1. التعبير عن الإعجاب
في كثير من الأحيان تم رصد العديد من الحيوانات وهي تقوم بالرقص والقيام بحركات غريبة تشبه الرقص أو كدلالة عن مدى الفرح والسعادة، وبيّن علماء سلوك الحيوان أن القيام بهذه الحركات التي تشبه الرقص هي دليل على إعجاب الذكر بالأنثى أو العكس.
حيث عادة ما يقوم الذكر باستعراض نفسه أمام الأنثى ليلفت انتباهها ويظهر لها مدى إعجابه بها، وهي في تلك الحالة إما تمنحه الإعجاب الذي يستحقه أو تتركه وتغاد المكان، وعادة ما نشاهد هذا الأمر لدى الطيور وبعض الثديات، حيث تقوم الطيور أثناء الرقص بمحاولة فرد أجنحتها والتغريد وتحريك أقدامها بطريقة ملفتة.
2. الرقص من أجل اللعب
تقوم الحيوانات في بعض الأحيان بالرقص للتعبير عن مدى فرحها وسعادتها في أمر ما، وعادة ما يقوم بهذا الأمر صغار الحيوانات وحتّى كبارها، فالدلفين يقوم بالرقص ليظهر مدى سعادته سواء كان ضمن المجموعة أمام الآخرين، حيث يقوم بأداء بعض الحركات البهلوانية التي تلفت انتباه الآخرين، ولعلّ غريزة اللعب هي من الغرائز التي لا يمكن أن يستغني عنها الحيوان، وحتّى الحيوانات المفترسة تقوم باللعب في الفترة التي ترى أنفسها في حالة شبع وتناغم مع باقي أفراد المجموعة مثل الأسود والنمور والدببة مثلاً.
3. الرقص من أجل تجنب العدو
تقوم بعض الحيوانات في بعض الأحيان بأداء بعض الحركات التي تشبه اللعب في محاولة منها للتخلّص من العدو، أو للتعبير عن مدى الخوف الي بداخلها فلا تملك سوى التعبير عن هذا الخوف باللعب، حيث تعمل على عمس صورة طبيعية للحيوانات الأخرى بأنها لا تملك القدرة على المواجهة وأنها ترغب فقط في أن تبقى سعيدة، لكن في كثير من الأحيان لا يؤتي هذا الأمر نتاجه وخاصة إن كان الحيوان الآخر مفترساً وجائعاً.
