يقوم النظام البيئي على مجموعة من القوانين الصارمة التي قد لا تتوافق مع العقل في بعض الأحيان، فعلى على الرغم من ضخامة وقوة الأسد إلا أن فرص الكلاب البرية الأفريقية في الصيد تبقى هي الأقوى، وعلى الرغم من صغر حجم حيوان غرير العسل فهو الحيوان الأكثر خطورة بين جميع الحيوانات، ولعل النسور وعلى الرغم من قوتها إلا أنها عادة ما ترفض الصيد على الرغم من مزاحمتها لأكل الجيف والطرائد من أنياب الحيوانات المفترسة مثل النمور والنسور، فما هو أبزر ما يميز سلوك النسور في حصولها على غذاءها؟
سلوك النسور في الحصول على غذاءها
تعتبر النسور من الحيوانات أكلة اللحوم، فهي حيوانات قوية بالفطرة وتمتلك بنية جسدية تجعل منها الطيور الجارحة الأكبر حجماً بين الطيور والأكثر قدرة على الصيد، فهي قوية بالقدر الذي يسمح لها مشاركة النمور والذئاب والتماسيح والأسود فرائسها والحصول على حصتها بالشكل المطلوب، فعلى الرغم من أن النسور متهمة بأنها حيوانات جبانة إلا أنّ الأمر غير ذلك إطلاقاً كون التوازن البيئي الذي طالما تحدث عنه علماء سلوك الحيوان يحتاج إلى حيوانات تقوم بأكل كل شيء من بقايا الحيوانات لتستمر الحياة.
لعلنا لا نتخيل حياة دون النسور وما يشابهها من الحيوانات القمّامة، فهي تقوم بأكل كل ما يتبقى خلف الحيوانات من لحوم وحتى عظام، فهي تتشابه في طبيعة عملها من خلال الحصول على الغذاء مع الضباع والخنازير التي من شانها أن تأكل كل ما يتبقى خلف الحيوانات من لحوم وجلود وحتى روثها تقوم بأكله وخاصة الخنازير.
النسور طيور قوية وتمتلك منقاراً في غاية الصلابة والقوة، وهي تمتلك رأساً قوياً ويمكن لمنقارها الصلب أن يخترق الجلد مهما كانت سماكته وقوته، كما وان للنسور القدرة على تقدير الموقف ومعرفة الأماكن التي يمكن لها البقاء فيها والمنافسة في الحصول على الغذاء من عدمها، والنسور من الحيوانات التي يمكن لها أن تأكل لحم الجيف دون أن تتأثر بذلك، فمعظم أنواع النسور تمتلك رأساً خالياً من الشعر يسمح لها بأكل اللحوم المتعفنة دون أن تصاب بالأمراض الفطرية والجلدية القاتلة بمجرد التعرض لأشعة الشمس الحارقة.
في الختام تعتبر النسور من الحيوانات القوية التي يمكن لها منافسة أكثر الحيوانات قوة وصلابة، فهي قوية بالقدر الذي يمكن لها من خلاله في أكل الجيف واللحوم المتعفنة ومشاركة الحيوانات المفترسة في أكل الفرائس دون أن تتعرض لأي أذى.