تعيش في القارة الأفريقية العديد من الحيوانات التي لا يمكن لنا رؤيتها في أي مكان آخر حول العالم، ولعل السبب في ذلك هو التنوع البيئي الكبير الذي يسمح للحيوانات بوجود أكثر من فرصة للتنقل والهجرة والتعايش بصورة أفضل، فأفريقيا من القارات التي يمكن أن تتواجد فيها الأشجار والصحاري والأنهار والأودية والغابات المطيرة والجبال المرتفعة وغيرها، ولعل حيوان البونغو من أنواع الحيوانات النادرة التي لا يمكن لنا رؤيتها إلا في القارة الأفريقية فما أبرز ما يميز سلوك حيوان البونغو في تربية صغاره؟
أبرز السلوكيات الخاصة بحيوان البونغو
يعتبر حيوان البونغو واحداً من أنواع الغزلان كبيرة الحجم بل من أكبر أنواع الثدييات التي تتعايش في القارة الأفريقية، وتمتاز هذه الحيوانات بالإضافة إلى لونها الكستنائي النادر إلى وجود خطوط بيضاء على الجسد تساعدها على التخفّي من الحيوانات الأخرى في الأماكن التي تتعايش فيها، كما وتمتاز بوجود قرون طويلة يصل لطولها لحوالي المتر لدى الذكور تساعدها في الدفاع عن نفسها وعلى المنافسة بصورة رئيسية.
يعتبر حيوان البونغو من الحيوانات الخجلة التي ترفض التواجد بصورة ظاهرة أمام الحيوانات الأخرى، فهي حيوانات تمتلك القدرة على الركض بسرعات كبيرة وعادة ما تحاول ألا تظهر في النهار معتمدة التحرك بصورة حذرة أثناء الليل، وهي قوية وضخمة بحيث لا يمكن أن يتم افتراسها إلا من قبل عدد محدود من الحيوانات المفترسة مثل النمور والفهد والأسود والضباع.
سلوك حيوان البونغو في تربية صغاره
بعد منافسة قوية بين مجموعة من الذكور التي تحاول أن تثبت جدارتها وقوتها أمام الإناث، تحدث عملية التزاوج لتضع الأنثى بعد مضي ما يقرب التسعة أشهر صغيراً واحداً فقط، إلا أن الأنثى لا تضع صغيرها كما هي الحال لدى الحيوانات الثدية الأخرى التي تقوم بوضع صغارها في أي مكان بصورة عشوائية، بل إنها تقوم بوضع صغارها في مكان خاص تختبئ به لا يمكن للحيوانات الأخرى وخاصة المفترسة رؤيتها من خلالها.
بعد أن تضع الأنثى الصغير تقوم بإرضاعه لمدة لا تزيد على الستة أشهر بصورة سرية للغاية، وبعد ذلك يكبر الصغير بصورة طبيعية وسريعة ولكنه لا ينفصل عن أمه بل يفضل البقاء رفقتها ورفقة المجموعة لكسب مزيداً من الوقت والقوة التي تسمح له بأن ينضج ويصبح قادراً على الركض والرعي والدفاع عن نفسه بصورة طبيعية.
في الختام تعتبر غزلان البونغو من الغزلان كبيرة الحجم التي تعيش في غابات القارة الأفريقية، فهي قوية بالقدر الذي يسمح لها بأن تدافع عن صغارها إلى درجة إخفاءهم وعدم الظهور إطلاقا في النهار خوفاً من الحيوانات المفترسة، كما وتقوم الإناث بإخفاء الصغير وإرضاعه وبعد ذلك حمايته من خلال التواجد رفقة القطيع لمدة تصل إلى العام الواحد.