التسمم الرصاص في الخيول

اقرأ في هذا المقال


يعد التسمم بالرصاص (Lead poisoning) أمرًا نادرًا بالنسبة للخيول، ولكنه يحدث بالفعل، ويمكن أن يكون له عواقب وخيمة تتراوح من تصلب المفاصل إلى الانهيار والموت، ويمكن أن تصادف الخيول الرصاص في الطلاء من المباني والهياكل القديمة، أو في المراعي ذات الأرض الملوثة، أو حتى في رماد الخشب الذي سبق معالجته بالرصاص.

نبذة عن التسمم بالرصاص

يعتبر التسمم بالرصاص في الحيوانات مصدر قلق كبير في جميع أنحاء العالم، وقد يكون التسمم في الحيوانات بمثابة حارس لتقييم مدى التلوث البيئي، وفي الطب البيطري يعتبر التسمم بالرصاص أكثر شيوعًا في الكلاب والماشية، أما الحيوانات الصغيرة، وزيادة إمكانية الوصول إلى الرصاص هي عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالتسمم، كما أنّ التسمم بالرصاص في الأنواع الأخرى محدود بسبب انخفاض إمكانية الوصول، أو عادات الأكل الأكثر انتقائية، أو ضعف الحساسية.

في الماشية، ترتبط العديد من الحالات بأنشطة البذر والحصاد عندما يتم التعامل مع الزيت المستخدم والتخلص من البطاريات من الآلات بشكل غير صحيح، ومع التخلص من رباعي إيثيل الرصاص من البنزين في العديد من البلدان، انخفض عدد حالات التسمم بالرصاص المنسوبة إلى استهلاك النفط، وتشمل المصادر الأخرى للرصاص الطلاء، الشحوم، أوزان الرصاص، طلقات الرصاص، وأوراق الشجر الملوثة التي تنمو بالقرب من المصاهر أو على طول جوانب الطرق.

أعراض سمية الرصاص في الخيول

يمكن أن يتسبب التسمم بالرصاص في الخيول في حدوث خلل في الجهاز الهضمي وكذلك الجهاز العصبي المحيطي والمركزي، ويعد التشخيص والعلاج الفوريان أمرًا بالغ الأهمية إذا كان الحصان سيتعافى من سمية الرصاص حيث أن ظهور الأعراض يشير عمومًا إلى حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه بالفعل، كما تتنوع أعراض التسمم بالرصاص بسبب العدد الكبير من الأنظمة التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي عليها، وتتضمن بعض الأعراض التي قد يتم ملاحظتها مع تسمم الرصاص ما يلي:

  • فقر دم (Anemia).
  • أعراض المغص (Colic symptoms).
  • الانهيار (Collapse).
  • الإمساك (Constipation).
  • الكآبة (Depression).
  • صعوبة في البلع (Dysphagia).
  • دوران العين (Eye rolling).
  • ضعف البصر (Visual impairment).
  • تصلب المفاصل (Joint stiffness).
  • عدم التنسيق (Lack of coordination).
  • الشلل الحنجري (Laryngeal paralysis).
  • الخمول (Lethargy).
  • ضعف العضلات (Muscle weakness).
  • الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
  • الحالة السيئة (Poor condition).
  • فقدان الوزن (Weight loss).
  • الموت (Death).

أنواع سمية الرصاص في الخيول

يمكن أن تتأثر مناطق عديدة من الجسم سلبًا بسبب تسمم الرصاص، ويمكن أن تشمل:

  • الجهاز الهضمي (Gastrointestinal system): حيث يسبب التسمم بالمعادن عادةً باضطراب معدي معوي.
  • الكلى (Kidneys): من المرجح أن يؤدي التسمم الحاد بالرصاص الناجم عن مستويات عالية من الرصاص إلى تلف شديد في الكلى أكثر من انخفاض مستويات الرصاص التي تؤدي إلى التسمم المزمن.
  • الجهاز العصبي (Nervous system): للتسمم بالرصاص تأثير عميق على الجهاز العصبي، حيث يعطل كل من الجهاز العصبي المحيطي والمركزي.
  • الجهاز التناسلي (Reproductive system): يمكن أن تؤدي المستويات الزائدة من الرصاص في الدم إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الذكور، كما يُعد التسمم بالرصاص في الإناث الحوامل مشكلة خاصة حيث يمكن أن يمر الرصاص عبر المشيمة وقد يؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة وتأخر النمو في المهر، كما يمر الرصاص أيضًا إلى الأمهار الصغيرة عبر لبن الفرس.

أسباب التسمم بالرصاص عند الخيول

نظرًا لأن الرصاص ملوث بيئي كبير، فهناك عدة طرق يمكن للخيول من خلالها اكتساب مستويات زائدة من الرصاص، وتتضمن بعض مصادر الرصاص التي يمكن أن تسهم في التسمم الحاد أو المزمن بالرصاص ما يلي:

  • الابتلاع العرضي لحطام الرصاص، مثل طلقات الرصاص أو أوزان الصيد.
  • الرماد من الخشب المعالج والمحترق.
  • أكل الدهان من جوانب الأبنية والمنشآت الخشبية القديمة.
  • تلوث المياه بالرصاص.
  • ارتشاح الرصاص إلى العشب أو التبن من تلوث الأرض.
  • المبيدات الحشرية.

كيفية تشخيص سمية الرصاص في الخيول

التسمم بالرصاص في الخيول أمر غير شائع، ويمكن التغاضي عنه بسهولة كتشخيص، لذلك يلزم وجود تاريخ كامل لبيئة الحصان وأعراضه، وقد تقود الاختبارات القياسية الطبيب البيطري إلى الاشتباه في التسمم بالرصاص، كما يمكن أن تشمل هذه الاختبارات فحص الدم الكامل، والتي قد تُظهر علامات فقر الدم وملف الكيمياء الحيوية الذي قد يحتوي على مستويات مرتفعة من البيليروبين،ALP، وALT والتي تميل إلى الإشارة إلى حدوث تلف في الكبد.

بمجرد الاشتباه في سمية المعادن، يمكن لفحص دم بسيط تحديد مستويات الرصاص في الدم من أجل تشخيص نهائي، ويمكن استخدام تقنية الأشعة السينية لعرض أي قطعة من المعدن ربما تم ابتلاعها، وقد يختار الطبيب البيطري أيضًا إجراء اختبارات عصبية للمساعدة في تقييم الأداء الوظيفي الحالي للحصان، وقد يتم تضمين جميع اختبارات تحديد وضع الأطراف، وإمساك إحدى ساقي الحصان أثناء تحرك الحصان للأمام، ومشي الحصان لأعلى ولأسفل على منحدر، كما سيساعد الفاحص على تقييم وعي الحصان بوضع أرجله بالإضافة إلى الاستقرار العام للحيوان.

كيفية علاج سمية الرصاص في الخيول

إذا كان علاج التسمم بالرصاص ناجحًا، فيجب أن يبدأ مبكرًا، وبمجرد ظهور الأعراض السريرية للسمية الناتجة عن التعرض للرصاص، غالبًا ما يكون قد فات الأوان لعكس الضرر، على الرغم من إمكانية إبطاء الضرر أو حتى وقفه، ونظرًا لعدم قدرة الخيول على التقيؤ، يقوم الطبيب البيطري عادةً بغسل المعدة باستخدام أنبوب أنفي معدي لمنع امتصاص السموم في مجرى الدم، كما سيتم أيضًا الاستغناء عن ملاط ​​من الفحم المنشط للمريض في محاولة لامتصاص أكبر قدر ممكن من المعدن السام، ويليه على الفور ملين، كما يوصى غالبًا بكبريتات المغنيسيوم (أملاح إبسوم) أو كبريتات الصوديوم (ملح جلوبر) كملين، ويمكن استخدام الزيوت المعدنية كمواد واقية للأمعاء.

يتم إعطاء إيديتات ثنائي الصوديوم (Calcium disodium edetate) بشكل عام للحيوان إما عن طريق الوريد أو تحت الجلد على مدار عدة أيام، وغالبًا ما يتم الجمع بين هذا العلاج وإعطاء الثيامين (thiamine)، مما يساعد على تخفيف الأعراض وكذلك تقليل كمية الرصاص التي تترسب في أنسجة الجسم.

الشفاء التام من سمية الرصاص في الخيول

يجب توفير الكثير من المياه النظيفة والعذبة للحصان المريض أثناء العلاج والشفاء، ويجب توخي الحذر عندما يستيقظ الحصان من التخدير لمنع إصابة الحصان أو مقدمي الرعاية له، والأكثر أهمية عدم حث الخيول على الوقوف قبل أن تكون جاهزة لأنها قد تكون غير مستقرة عند الاستيقاظ لأول مرة، وغالبًا ما يتم استخدام أكشاك الاسترداد المبطنة لمنع الإصابات عند استعادة قدراتهم، كما أن ن تشخيص التعرض لهذا المعدن محمي؛ لأن التسمم بالرصاص يؤدي في كثير من الأحيان إلى مستويات متفاوتة من الإعاقات الدائمة، الجسدية والعقلية.

المصدر: تربية أمراض الخيول، طبعة رقم 1، الدكتورة كريمة عاكول منخي الصالحيأمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018


شارك المقالة: