ما هي شعبة الخيطيات؟
الديدان الخيطية (الديدان الثعبانية): هي أحدى الشعب الكبيرة في المملكة الحيوانية وتشمل ديدان أسطوانية يمكنها أن تعيش في أي بيئة متاحة للحياة الحيوانية. وغالبيتها العظمى حرة المعيشة على اليابسة وفي المياه العذبة والبحرية وكذلك المواد العضوية المتحللة، وعلى قمم الجبال حتى أعماق البحار وقد يحتوي رمل أو طين قاع البحرعلى ملايين من هذه الكائنات وقد يحتوي فدان التربة الجيدة على ملايين من الديدان الخيطية، ومن الخيطيات أنواع متطفلة على النبات والحيوان وقد تؤدي إلى خسائر فادحة.
التركيب العام للخيطيات:
1- جدار الجسم:
يغطي الجسم جليد سميك معقد التركيب يقاوم العصارات المعدية في الديدان الخيطية المتطفلة، وهو منفذ للماء والأملاح رغم أنه مغطى من الخارج بطبقة ليبيدية ويفرز الجليد بشرة تحتية والجليد قابل للانثناء ويتكون من بروتين وليس من مادة الكيتين. وقد تكون على شكل مدمج خلوى، وعادة تبرز في السيلوم الكاذب على هيئة أربعة خطوط طولية تحت البشرة عند منتصف السطحين الظهري والبطني، وخطين جانبيين؛ ولذلك تظهر تحت البشرة على هيئة أربعة خطوط وهي: خط ظهري وخط بطني وخطان جانبيان، وعادة توجد الأهداب سواء في الخارج أو الداخل. ويلي تحت البشرة طبقة عضلية بدائية من خلايا عضلية طلائية، تفصلها الأربعة خطوط الطولية وتكون مخططة مائلة.
كما في العضلات الهيكلية للفقاريات حيث تتكون من جزء ليفي منقبض مخطط بشرائط الأكتين والميوسين، وجزء ساركوبلازمي غير منقبض أما الجزء الداخلي للخلية الطلائية العضلية فيحتوي على النواة، ويعتبر المخزن الرئيسي للجيليكوجين في الدودة، ويمتد منه نتوء طويل رفيع فجوي هو ذراع العضلة وهو سركوبلازمي إلى الحبال الظهري والبطنية وذلك لتزويدها بالأعصاب بدلا عن وجود نتوء عصبي يتصل بجسم الخلية العضلية ولا توجد طبقة عضلات دائرية على الإطلاق ممّا يحد من حركة الدودة.
2- الجهاز الهضمي والتغذية في الخيطيات:
تتكون القناة الهضمية من معي أمامي وخلفي مبطن من الداخل بواسطة الجليد، وتتكون من انغماد لجدار الجسم للداخل؛ لذلك فتكون طلائيتها إكتودرمية الأصل أما المعي المتوسط فهو إندودرمي الأصل وخلايا المعي المتوسط ليست غذية أو هاضمة ولكنها تمتص الغذاء. والفم يكون طرفي ما عدا في احوال نادرة، ويحاط بست شفاة أو أقل كما في الأنواع المتطفلة، وقد تختفي تماما أو يستعاض عنها بتاج شعاعي ويودي الفم إلى محفظة فمية تؤدي إلى المريء عادة يطلق عليه البلعوم، وصفات المحفظة الفمية والمريء لها أهمية تصنيفية وقد يكون المريء العضلي مستطيلاً أسطواني الشكل أو يكون مقسماً إلى جزئين أو ثلاثة، وتحمل على حافتها خملات دقيقة وقد يمتد من أول المعي أعوران يؤديان إلى المريء.
ويوجد في كلا الأعورين المريئي والمعوي وفتحت الشرج غير طرفية عادة وتدفع المواد الغذائية في الأمعاء إلى الخلف بحركات الجسم، ويضغط الطعام الإضافي التي يمر من الأمعاء إلى البلعوم. ويحدث التبرز بالعضلات التي تجذب الشرج وتفتحة وتنشأ قوة طاردة من ضغط السيلوم الكاذب، وإن الكثير من الديدان الخيطية الحرة المعيشة من آكلات اللحوم تتغذى عل غيرها من الحيوانات الصغيرة، أما الخيطيات البحرية فتتغذى على الطحالب والدياتومات، وأن عدداً كبيراً من الأنواع التي تعيش على اليابسة وتتطفل على النباتات تثقب الخلايا والجذور وتمص محتوياتها والبعض الآخر يعيش على المواد العضوية المتحللة.
أما الخيطيات المتطفلة مثل الإسكارس وغيرها فتمتص غذائها وهو مهضوم جزئياً بمساعدة البلعوم العضلي جيد التكوين والبلعوم في الإسكارس مزود بثلاث غدد لعابية ويتم الهضم خارج الخلايا ويمتص الغذاء المهضوم خلال الجدار المعوي ثم يوزع على باقي الأعضاء والأنسجة عن طريق السيلوم الكاذب.
3- التنفس في الخيطيات:
تتنفس الخيطيات حرة المعيشة بانتشار الغازات التنفسية عبر الجليد، أما في الخيطيات الطفيلية مثل الإسكارس فالتنفس لاهوائي؛ حيث تحصل الدودة على الطاقة بعملية تحلل أو تكسير الجليكوجين إلى ثاني أكسيد كربون وأحماض دهنية بدلا من حامض اللاكتيك، (حيث لا توجد دورة كربس أو نظام السيتوكروم) وهو ضار إذا تراكم بكميات كبيرة، ويتم إخراج نواتج الإخراج من الجليد. ويمكن لبعض الخيطيات المتطفلة أن تستخدم الأكسجين حتى إذا توافر بكميات قليلة وخاصة تلك التي تتطفل في القناة الهضمية ومع ذلك فإن الكميات القليلة من نوع معين من الهيموجلوبين له قدرة عالية للاتحاد بالأكسجين والمتوفر في جليد الطفيلي مثل الإسكارس والإنكلستوما.
وكذلك في أجزاء أخرى من الجسم وفي السائل السيلومي الكاذب يمكنها أن تتحد مع الأكسجين مهما كان تركيزه قليلاً وفي بعض أنواع الإسكارس مثل إسكارس سويم الذي يتطفل على الخنزير اكتشف نوعان من الهيموجلوبين: أحدهما في الخارج ويوجد في جدار الجسم، والثاني في الداخل في سوائل الجسم، ووجد أن قدرة النوع الأول للاحتفاظ بالأكسجين تعادل 2500 مرة، والداخلي يعادل 10 آلاف مرة أعلى من هيموجلوبين الخنزير وقد وجد أن هذا الترتيب يعتبر أكفأ جهاز مثالي في بيئة تفتقر إلى الأكسجين، إضافة إلى أن الإنكلستوما يمكنها أن تحصل على الأكسجين من الدم الذي تتغذى عليه ويلاحظ أن الديدان الخيطية حرة المعيشة، وكذلك الأطوار الحرة للخيطيات المتطفلة ذات تنفس هوائي إجباري التي تتميز بدودة كربس ونظام اليتوكروم.
4- الجهاز العصبي في الخيطيات:
يتكون الجزء الأساسي من حلقة حولمر يئية ( المخ ) مزودة بأزواج من عقد جانبية وبطنية ( والتي تلاحظ بوضوح في الديدان الصغيرة )، وتخرج من المخ ستة أعصاب مزودة بعقد عصبية تغذى الحلمات الشفوية وأعضاء الحس الموجودة في المنطقة الأمامية، (الأمفيدات أن وجدت) وتمتد إلى الخلف ستة أعصاب تجري في الخطوط الطولية الأربعة وتشمل الأعصاب الخلفية الحبل الظهري الحركي المزود بعقد عصبية صغيرة عند قاعدته، والحبل العصبي البطني والمزود أيضاً بالعقد العصبية وهو أكبرها ويتصل الحبلان الظهري والبطني بوحدات عرضية تمر في الإكتودرم، كما تتصلان بالحلقة العصبية التي تقع خلف الفم كما توجد أيضًا أربعة حبال جانبية تمتد كل واحدة على كل جانب من الأنيبوبات الإخراجية التي توجد في الخط الجانبي الأوسط وهذه الأعصاب حسية كما يزود المريء أعصاب من المخ، أما المعي الخلفي فمزود بعقدة عصبية شرجية تقع عند نهاية الحبل العصبي البطني.
أعضاء الحس:
تنقسم أعضاء الحس في الخيطيات حرة المعيشة جيدة التكوين، وهي عادة بسيطة على شكل حلمات أو أشواك حسية وعلى وجه الخصوص على الرأس ووظيفتها أنها تعمل كمستقبلات كيميائية وتشمل أعضاء الحس الأساسية الأتية:
- أعضاء الحس اللمسية الرأسية: وهي إما شفوية أو بعد شفوية، ويبلغ عددها 16 مرتبة في حلقة أو ثلاث حلقات، وقد تكون متحدة أو مزدوجة أو مختزلة.
- الأمفيدات: وهي مستقبلات المواد الكيمائية مع فتحاتها المميزة وتوجد أساسا في الخيطيات البحرية، وتوجد عادة تحت الجلد أو خلف الشفاة الجانبية مباشرة أو على الطرف الأمامي.
- فازميدات: وعددها اثنتان، وهي تشبه الأمفيدات في التراكيب، وهي عصبية إفرازية ذيلية أو بعد شرجية وتوجد عادة في الخيطيات الطفيلية، وتفتح كل فازميدة بفتحة مستطيلة بواسطة قناة قصيرة توجد على جانبي الذيل.
5- الجهاز الإخراجي للخيطيات:
يتركب الجهاز الإخراجي في الخيطيات البدائية البحرية مثل رابديس، من وحدة أو وحدتين إخراجيتين كل منها وحيدة الخلية يطلق عليها الخلايا الغذية توجد تحت المريء. وهذه الخلايا شبيهة بالكيس ولكل منها قناة قصيرة تتحد مع القناة الأخرى وتصب في منتصف السطح البطني بالثقب الإخراجي، وثمة اعتقاد بأن الخلايا الغذية هي الطرز الأساسي للجهاز الإخراجي في الخيطيات وأنه خلال التطور تكونت أنيبوبات داخل امتداد الخلايا الغدية هي الطرز الأساسي للجهاز الإخراجي في الخيطيات وأنه خلال التطور تكونت أنيبوبات داخل امتداد الخلايا الغدية.
وفي معظم الخيطيات يكون الجهاز الإخراجي على شكل H، حيث يتكون من أنبوبتين جانبيتين تمتد كل منها داخل الحبال الجانبية الطولية تحت البشرة. وتصل قناة عرضية بين الأنبوبتين وتفتح للخارج بقناة واحدة مشتركة تفتح للخارج بالثقب الإخراجي ولا يوجد هنا خلايا لهيبة أو أهداب أو أي فتحات داخلية وفي الإسكارس فإن النهايات الأمامية ل H تكون قصيرة ومختزلة وتتفرع القناة الوسطى لتكون شبكة تخرج منها قناة إخراجية واحدة تفتح للخارج بالثقب الإخراجي الذي يقع على السطح البطني خلف الشفة وتبطن الأنيبوبات الإخراجية بواسطة طبقة صلبة مغطاة بطبقة سيتوبلازمية وتعتبر فجوة الأنيبوبات الإخراجية كفجوة داخلية لخلية ضخمة تقع نواتها في القناة الوسطية.
وفي بعض أنواع الخيطيات الطفيلية قد اختفت الخلايا الغدية وتقوم بدور الإخراج وحدات عديدة وحيدة الخلية تفتح كل منها بفتحة مستقلة عن الأخرى. كما أن الأمونيا هي الفضلات الإخراجية الرئيسية في الخيطيات، وإن كانت تتكون أحيانا من البولينا ولكن بنسبة منخفضة. كما يمر الماء الزائد في الجسم من خلايا الجليد مباشرة.