ضفادع مانتيلا وصغارها

اقرأ في هذا المقال


تعد ضفادع مانتيلا (Mantella Frog) من أكثر الضفادع حيوية اللون وسامة وصغيرة الحجم في العالم، وضفادع مانتيلا هي جنس من 16 نوعًا، 11 منها شبه مهددة أو معرضة للخطر أو مهددة أو قريبة من الانقراض، وكتحذير للحيوانات المفترسة يتم تلوينها بشكل نابض بالحياة مع وجود بعض البقع أو الأنماط، وبسبب ألوانها وحجمها غالبًا ما يطلق على الضفادع اسم جواهر مدغشقر، والتي تفرز معظم ضفادع مانتيلا السموم من خلال جلدها، ومعظم أنواع الضفادع الأخرى ليلية حيث تخرج في الليل وتتراجع أثناء النهار، ولكن نظرًا لكونها صغيرة جدًا وتتميز بألوان تحذر الحيوانات المفترسة فإنّ هذه الضفادع الملونة تنشط خلال النهار، ومن نواح كثيرة تعد عمليات التكيف مثل أن تكون ملونة ومرئية للغاية مفاتيح لبقائهم على قيد الحياة.

مظهر ضفادع مانتيلا

معظم ضفادع مانتيلا لها علامات ملونة زاهية لسبب محدد للغاية، وبدلاً من الرغبة في تمويه أنفسهم على الأرض أو في الأشجار يستخدمون لون بشرتهم لإبلاغ الحيوانات المفترسة المحتملة بأنّها سامة وليست جيدة للأكل، وهذه التكيفات منهم تسمى التحذير اللوني (aposematic)، وعلاماتهم الخلفية البرتقالية أو البرونزية أو الصفراء أو الزرقاء أو الخضراء هي سبب تسميتهم بالكلمة الإيطالية الأنثوية عباءة، وضفادع مانتيلا صغيرة حيث إنّهم يقيسون فقط من 0.71 إلى 1.22 بوصة (18 ملم إلى 31 ملم) وهم ثاني أصغر جنس من الضفادع في العالم.

تتشابه في الحجم مع أصغر الزواحف في العالم وهي وزغة جزر فيرجن القزم، وأصغر حيوان ثديي وهو خفاش كيتي ذي الأنف الخنزير، ويشكل ضفدع مانتيلا جنس مانتيلا الذي أطلق عليه لأول مرة عام 1882 عالم الحيوان البلجيكي البريطاني جورج ألبرت بولنجر، وهذه الأنواع الستة عشر هي جزء من عائلة (Mantellidae) والفصيلة الفرعية (Mantellinae)، وتضم الفصيلة الفرعية حاليًا 128 نوعًا معروفًا ولكنها تنمو في العدد بشكل مستمر بسبب الاكتشافات الجديدة.

موطن ضفادع مانتيلا

تعيش ضفادع مانتيلا في جزيرة مدغشقر قبالة سواحل إفريقيا وجزرها الساحلية الأصغر، وفي هذه المنطقة تعيش الضفادع في أنواع بيئات مختلفة، وهي تشمل الغابات المطيرة الأولية والثانوية والمستنقعات والأودية الرطبة والجداول شبه القاحلة وغابات الخيزران والجداول الموسمية وتيارات الغابات والسافانا العشبية، حتى أنّ بعض ضفادع مانتيلا أجرت تكيفات للعيش في مناطق غير عادية، وأكثر أعضاء الجنس قابلية للتكيف هم ضفادع مانتيلا أبيناوي (Mantella ebenaui) وضفادع مانتيلا البنية (Mantella betsileo) وضفادع مانتيلا كوان (Mantella Cowanii).

كما تم العثور على بعض هذه المانتيلا تعيش خلف مساكن بشرية في أكوام القمامة وفي مقالب القمامة الإقليمية حيث تتغذى على الذباب والنمل، وتعيش معظم المانتيلا على الأرض، ولكن اثنين مثل ضفادع مانتيلا الشجرية يفضلان العيش في الأشجار.

ومن بين تكيفات الضفادع مع بيئتها عدم وجود أصابع مكففة، ولا تمتلك ضفادع مانتيلا هذه الميزات لأنّها لا تسبح عادةً، حيث يبقون بين الأوراق على أرضية الغابة وكثيراً ما يتسلقون فوق الحطام مثل الأغصان، وأرجلهم أقصر بما يتناسب مع أرجل الضفادع الأخرى أيضًا، وتساعدهم أطرافهم القصيرة على التسلق بشكل أفضل، وأحد الأنواع وهو الحشائش الشجرية ولديه أطراف أصابع دائرية لزجة تساعدهم على التسلق والتعلق بالأشجار.

حمية ضفادع مانتيلا

يأكل ضفادع مانتيلا في الغالب ذباب الفاكهة والنمل والنمل الأبيض والحشرات الأخرى، ومن خلال نظامهم الغذائي تحصل معظم الضفادع في الجنس على سموم قلويد يستخدمونها للدفاع عن أنفسهم من الحيوانات المفترسة، وتفرز الضفادع السموم عبر جلدها لتمرض المفترس، وهذه السموم أيضا مذاق سيء للمخلوقات التي تحاول أكلها، جنبًا إلى جنب مع بشرتهم ذات الألوان الزاهية فهذا المذاق السيئ هو أحد أفضل تكيفات البقاء على قيد الحياة.

ضفادع مانتيلا والتهديدات

تعد الثدييات الصغيرة والثعابين والطيور هي الحيوانات المفترسة الأساسية لضفادع مانتيلا، حيث تأكل هذه الحيوانات المفترسة أحيانًا الضفادع على الرغم من ألوانها التي تحذرها من طعم ضفادع مانتيلا الكريهة وسميتها، وردًا على هجوم الضفدع يفرز السم من خلال جلدهم، وهذا السم يمكن أن يجعل المعتدي مريضا ولكن لا يقتلهم، وتشمل التهديدات الأخرى للحفاظ على ضفادع مانتيلا تغير المناخ وفقدان الموائل من الزراعة والتنمية الحضرية وقطع الأشجار والتعدين.

كما يعد البشر أيضًا من التهديدات بالإضافة إلى الحيوانات المفترسة فهم يستهدفون ضفادع مانتيلا كجزء من تجارة الحيوانات الأليفة، ونظرًا لأنّ ضفادع مانتيلا تمتص الماء من خلال جلدها مثل جميع البرمائيات الأخرى فهي معرضة بشدة للتغيرات في البيئة، وفي الواقع تعد صحة سكان الضفدع مؤشرًا جيدًا على صحة البيئة.

تكاثر ضفادع مانتيلا والصغار

تتكاثر ضفادع مانتيلا في فصل الربيع، وخلال هذا الموسم يغادر الذكور المستعمرة ويطالبون بالمنطقة التي يحمونها من الذكور الآخرين، وإذا جاء ذكر إلى المنطقة يصارعه المالك لتأكيد الهيمنة ودفع الغازي للخارج، ولبدء طقوس التزاوج ينادي الذكر الإناث باستخدام أصوات نقر سريعة وقصيرة، وفي أول عاصفة مطرية كبيرة في فترة التزاوج ترسب الأنثى التي تعيش على الأرض بيضها في أنفاق قصيرة تصنعها أو بين الأوراق الرطبة، وترسب ضفادع مانتيلا المتسلقة للأشجار البيض في ثقوب الأشجار، ويعتني الذكور بالبيض حتى يفقس في الضفادع الصغيرة والحمل هو مجرد أيام قليلة.

يغسل المطر الضفادع الصغيرة في حمامات السباحة القريبة، وهناك تتغذى على الطحالب بينما تنمو لحوالي 6 إلى 8 أسابيع في ضفادع يبلغ طولها 0.4 بوصة (11 ملم) أي ما يعادل طول الدايم، والضفادع الصغيرة -الفقس- ليست ملونة مثل والديهم، وبدلاً من ذلك فهي بنية باهتة مموهة جيدًا للأشهر العديدة القادمة، وخلال هذه الفترة ينتقلون ببطء إلى ألوان البالغين، وفي سن عام يصبحون ناضجين جنسياً.

على الرغم من كونها صغيرة جدًا فهي نهارية، فيخرجون خلال النهار للتغذية والاستكشاف وبدلاً من أن يكونوا ليليين مثل معظم الضفادع غير السامة الأخرى، وفي الواقع يعتمدون على رؤية ألوان ظهرهم للحفاظ على سلامتهم، وتعيش المانتيلا البالغة في المستعمرات، وهذه المستعمرات صغيرة ولكن بها ذكور ضفدع لكل أنثى، وخلال موسم التكاثر يتحرك الذكور بعيدًا إلى مناطقهم الخاصة ويصبحون حامية لعهدهم في تلك الأماكن مما يؤدي إلى طرد الذكور الآخرين والإناث أكبر من الذكور.

ضفادع مانتيلا وحالة الحفظ

وفقًا للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) فإنّ 11 نوعًا من ضفادع مانتيلا معرضة للخطر، وواحد معرض لخطر شديد وخمسة معرضة للخطر وأربعة معرضة للخطر وواحد على وشك التهديد، ويعد تغير المناخ أحد أكبر القضايا في الحفاظ على الضفادع، فالتلوث مشكلة أخرى لأنّها تمتص الماء من خلال الجلد وتأخذ السموم البيئية، والافتراس البشري هو قضية أخرى تتعلق بالحفظ لأن هناك طلبًا كبيرًا في سوق الحيوانات الأليفة على هذه الحيوانات الصغيرة.


شارك المقالة: