طائر البفن وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر البَفَن أو البوفن أو المُهَرّج الوَفِيّ (Puffin) هو نوع صغير من الطيور البحرية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطائر الأوك الأخرى مثل الغلموت، وتوجد أربعة أنواع مختلفة من البفن التي تعيش في الظروف الأكثر برودة في شمال المحيط الأطلسي وهي البفن الأطلسي والبفن المعقد والبفن المقرن ووحيد القرن، والتي على الرغم من اسمها ومظهرها المختلف لا تزال واحدة من أنواع البفن الأربعة في وجود اليوم، وتشتهر البفن بمناقيرها المثلثة الزاهية الألوان وهي واحدة من أكثر الطيور البحرية تميزًا، وعلى الرغم من أنّها لا تعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض إلّا أنّ البفن انقرض من العديد من المناطق التي كان من الممكن العثور عليها بكثرة.

مظهر طائر البفن

على الرغم من شكلها ومظهرها الشبيه بالبطريق فإنّ البفن قادرة على الطيران بشكل جيد للغاية، ومن المعروف أنّها تصل إلى سرعات تزيد عن 50 ميلاً في الساعة لفترات قصيرة من الزمن، وطيور البفن هي طيور صغيرة الحجم لها ريش سميك أبيض وأسود يساعد على إبقائها دافئة في الظروف الباردة في أقصى شمال نصف الكرة الشمالي، ولديهم رقاب وظهر وأجنحة سوداء مع أجزاء سفلية بيضاء وريش أبيض على جانبي الوجه، وتكون أقدامها وأرجلها صفراء باهتة خلال أشهر الشتاء الباردة وتتحول إلى اللون البرتقالي اللامع خلال موسم التكاثر.

طيور البفن هي طيور ذات مناقير عريضة ومسطحة كبيرة ومثلثة الشكل ومعروفة بعلاماتها الملونة الزاهية، ويمتد اللون الأحمر بطول كامل وعبر الطرف مع كون القاعدة ذات لون رمادي أكثر مع وجود علامات صفراء متداخلة وبنفس الطريقة مثل أرجلهم وأقدامهم، فإنّ منقار البفن تصبح أكثر إشراقًا خلال موسم التكاثر الأكثر دفئًا وأضعف لأنّها تتساقط في أشهر الشتاء الباردة، وعلى الرغم من أنّ كلًا من الذكور والإناث متطابقان تقريبًا في المظهر يميل الذكور إلى أن يكونوا أكبر حجمًا قليلاً من نظرائهم من الإناث، وبالتالي يمكن التعرف عليهم بسهولة أكبر عند رؤية الجنسين معًا.

موطن طائر البفن

البفن هي الطيور التي توجد في البحر والمناطق الساحلية في نصف الكرة الشمالي الأكثر شيوعًا في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ وفي أجزاء من الدائرة القطبية الشمالية، ويعتمد الموقع الدقيق لطائر البَفَن إلى حد كبير على الأنواع مع البفن الأطلسي الذي يسكن السواحل في جميع أنحاء شمال المحيط الأطلسي من الدنمارك في الشرق إلى كندا في الغرب، ومن شمال النرويج وصولًا إلى جزر الكناري وإسبانيا في الجنوب ولكن ليس في شمال المحيط الهادئ.

ومع ذلك فإنّ البفن معنقدة والبفن مقرن غائبان عن شمال المحيط الأطلسي وبدلاً من ذلك يمكن العثور عليها في مستعمرات كبيرة في شمال المحيط الهادئ من الساحل الغربي لكندا إلى اليابان وربما حتى كوريا على الرغم من عدم وجود مكانتها هناك، وعلى الرغم من حقيقة أنّ السكان في العديد من المناطق لا يزالون مستقرين إلّا أنّ طائر البَفَن غائب عن الكثير من نطاقه الطبيعي الواسع اليوم ويتعرض باستمرار للتهديد من مستويات متزايدة من النشاط البشري سواء على اليابسة أو في البحر حيث يتعرضون بشكل خاص للتهديد من الكوارث البيئية مثل انسكاب الزيت.

تكاثر طائر البفن والصغار

يتمتع طائر البَفَن بموسم تكاثر سنوي يستمر طوال أشهر الصيف الأكثر دفئًا من أبريل حتى منتصف أغسطس، ويتم ذلك في مستعمرات كبيرة على قمم المنحدرات العشبية اللينة، وباستخدام مناقيرهم مثل المجرفة وأقدامهم المكشوفة بمخالب حادة لحفر التربة غير المرغوب فيها يمكنهم حفر الجحور في الأرض التي يمكن أن يكون عمقها أكثر من متر وطولها أكثر من بضعة أمتار من أجل الحفاظ على قيمتها بيضة أو صغار مخبأة بأمان من الحيوانات المفترسة مثل النوارس، ويتزاوج البفن مدى الحياة وتضع أنثى البفن بيضة بيضاء واحدة يحضنها كلا الوالدين حتى تفقس بعد ستة أسابيع في الجحر، مغطاة بالريش البني المتوسط ​​اللون.

يقوم كلا الوالدين برعاية الصوص وإطعامه حيث يقوم بإحضار الأسماك من البحر في مناقيرها حتى تصبح مستقلة تاركة العش في عمر شهرين تقريبًا، ويمكن أن تتكاثر طيور البَفَن من سن ما بين أربع وخمس سنوات ويمكن أن تعيش لمدة تصل إلى 20 عامًا في البرية، على الرغم من أنّ البالغين الأكبر سنًا لم يُسمع بهم مع بلوغ بعض الأفراد سن الثلاثين.

بالإضافة إلى كونها سريعة وفعالة في الهواء فإنّ طائر البَفَن هي أيضًا سباح ماهر وخفيف بشكل لا يصدق، ومعروف عنه أنّه يغوص إلى أعماق تصل إلى 60 مترًا لمدة دقيقتين في كل مرة (على الرغم من أنّ متوسط ​​الغوص عادة يستمر لمدة 20 دقيقة فقط)، وذلك من أجل تعظيم فرصهم في اصطياد الكثير من الأسماك لأنفسهم وصغارهم، وخلال أشهر الشتاء يقضي البفن معظم وقته في الصيد في البحر أحيانًا على بعد أميال عديدة من الأرض قبل العودة إلى المنحدرات خلال الأشهر الأكثر دفئًا للتكاثر مما يجعل من الصعب على العلماء فهم حالة النوع تمامًا.

حمية طائر البَفَن

على الرغم من حقيقة أنّ البفن من الحيوانات النهمة من الناحية الفنية، إلّا أنّها تتبع نظامًا غذائيًا آكل اللحوم فقط يتكون إلى حد كبير من الأسماك الصغيرة ومكملته بالعوالق الحيوانية خلال أشهر الشتاء الأقل كثافة، ويفترس البفن في المقام الأول القواقع الرملية والكبلين والرنجة والأسبرات جنبًا إلى جنب مع الحبار العرضي أو الرخويات أو القشريات التي يصطادونها تحت سطح الماء في الغطس الذي يبلغ متوسطه حوالي 20 ثانية في المرة الواحدة.

تم تصميم مناقيرها ذات الشكل الفريد أيضًا بشكل مثالي لحمل الأسماك بفضل طبقة الأشواك الموجودة في الحديقة العلوية للمنقار وعلى لسانها، ومن خلال اصطياد الأسماك الصغيرة التي يتم ترتيبها من الرأس إلى الذيل على طول المنقار بالكامل، تستطيع البفن الاستمرار في الصيد لأكثر من ذلك دون فقدان أي من الصيد الذي قاموا بتخزينه بالفعل، وعادةً ما تجمع ما يصل إلى 30 سمكة قبل العودة إليها، والأرض لإطعام كتكوتهم الجائع.

طائر البفن والتهديدات

على الرغم من أنّ طائر البَفَن صغير الحجم نسبيًا إلّا أنّه يحتوي على عدد أقل من الحيوانات المفترسة التي تعيش في الأرض، مما كان متوقعًا نظرًا لحقيقة أنّه يعشش على قمم المنحدرات وفي الجحور التي يزيد ارتفاعها عن 3 أقدام تحت الأرض مع وجود النوارس والصقور والنسور والثعالب الأكثر شيوعًا الحيوانات المفترسة البرية للبفن البالغ وصغارهم، وفي المناطق الأقرب إلى سكن الإنسان يتم افتراس البفن أيضًا من قبل القطط المنزلية والكلاب التي غالبًا ما تستهدف الفئران بيضها الثمين المخبأ في الجحور تحت الأرض.

في البحر يقع طائر البَفَن فريسة من قبل الطيور الكبيرة مثل السكوا والنوارس الكبيرة التي تتنافس على نفس الطعام الذي تصطاده البفن، وأكبر تهديد للبفن اليوم هو الناس وتأثير أنشطتهم المتزايدة على الموائل الطبيعية لطائر البَفَن، فقد أدت التنمية الساحلية والسياحة وانسكابات النفط وإدخال الحيوانات المفترسة غير الأصلية في موائلها الطبيعية إلى انخفاض حاد في أعداد السكان عبر نطاقها الطبيعي الواسع تاريخياً.


شارك المقالة: