طائر الرفراف الدائري وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر الرفراف الحلقي أو طائر الرفراف الدائري (Ringed Kingfisher) هو أكبر أنواع طائر الرفراف الأصلي في أمريكا الشمالية، وهذا الطائر ليس طويل القامة بشكل استثنائي ولكن يمكن أن يصل طوله إلى 16 بوصة ويبلغ طول جناحيه قدمين أو أكثر، ويُعرف طائر الرفراف ذو الحلقات المعروف أيضًا باسم الرفراف ذو الياقات بطوقه الأبيض الناصع وصدره الداكن بلون الصدأ، وهو شائع في معظم أمريكا اللاتينية بالكاد يصل إلى الولايات المتحدة في جنوب تكساس، وكان يعتبر طائر الرفراف الدائري نادرًا شمال المكسيك حتى الستينيات.

مظهر طائر الرفراف الدائري

الرفراف ذو الحلق أو طائر الرفراف الدائري هو ثاني أكبر عضو في عائلة الرفراف، وفقط طائر كوكابورا الضاحكة يعد أكبر من طائر الرفراف الدائري، كما إنّه طائر قوي ممتلئ الجسم قليلاً، وحجم جسمه الكبير يقابله منقار كبير بنفس القدر، مما يجعل هذا الطائر مفترسًا خبيرًا، ومثل كل طيور الرفراف فهي ملونة بشكل لافت للنظر، وطائر الرفراف الدائري له ريش أزرق رمادي عميق مع طوق أبيض وصدر بلون الصدأ.

كما أنّه لتحديد الهوية بشكل صحيح يتم البحث عن ريش الثدي المحمر، كما يبدو الذكور والإناث متشابهين ولكن صدر الذكر محمر تمامًا أو صدأ، وعادة ما يكون لثدي الأنثى شريط أزرق رمادي يحده أبيض وبقعة أصغر من الريش المحمر، ويمكن أن تنمو جناحيها من 19 إلى 24 بوصة أو أكثر، وبفضل منقارها القوي ورحلتها السريعة وأجنحتها الكبيرة فإنّ هذا الطائر مصمم جيدًا لصيد الأسماك وأكلها، ويبلغ حجم هذا الطائر الكستنائي الغني باللون الأزرق الفولاذي تقريبًا حجم الغراب الأمريكي، مع منقار ضخم يشبه الخنجر يستخدمه لانتزاع الأسماك من أنهار وبحيرات المياه العذبة.

تواصل وإدراك طائر الرفراف الدائري

طائر الرفراف الدائري هو من الطيور التي تعد ذو مناطق إقليمية للغاية، فعندما يجدون مصادر طعام جيدة فإنّهم يؤسسون أماكن تواجدهم في الأشجار المجاورة، ومن هناك يراقبون الماء بحثًا عن علامات للأسماك القريبة من السطح، وعادة ما يصطادون في الصباح الباكر وفي المساء المبكر، ويستخدمون العديد من المكالمات والأغاني الصوتية ويستخدمونها لأسباب مختلفة، وتحدد بعض الأصوات منطقتها وتحذر الطيور الأخرى من الاقتراب، كما يستخدم البعض الآخر للتواصل مع زملائهم أو الكتاكيت.

من السهل التعرف على طائر الرفراف الدائري بسبب نداءه الصاخب والذي يبدو وكأنه يقول: “تشاك تشاك”، وإنّه يحب إجراء هذه المكالمة أثناء الانقضاض على طول الأنهار والمسطحات المائية الأخرى، وتبدو أغنية طائر الرفراف الدائري مثل خشخشة أو ضحكة مكتومة أو غرد أو صرخة، ويبدو طائر الرفراف الدائري بصوت عالٍ وصاخب وكأنه نسخة كبيرة الحجم من طائر صياد السمك الشمالي، وعند الانتقال من مكان إلى آخر فإنّه يطير عالياً وغالبًا ما يتبع النهر ويعطي مكالمة تشبة : “تشاك” المحسوبة أثناء الطيران.

موطن طائر الرفراف الدائري

يفضل طائر الرفراف الدائري الموطن الرطب والمستنقعي والطقس الاستوائي، ويبني عشه بالقرب من الأنهار والجداول والبرك، وفي المناطق الاستوائية سوف يعشش في مستنقعات المنغروف والمناطق الساحلية وأجسام المياه العذبة، ويشكل بعض صغار الملوك مستعمرات على الضفاف بالقرب من هذه المسطحات المائية، وتعود أصول طائر الرفراف الدائري إلى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، ويعيش طائر الرفراف الدائري في المكسيك ومنطقة البحر الكاريبي، وهو مقيم دائم في ولاية تكساس وخاصة في المناطق الجنوبية للولاية.

طائر الرفراف الدائري من الطيور التي تعد ليست خجولة، حيث تطفو في العراء بمحاذاة الأنهار والبحيرات وغالبًا في أبرز الأماكن وأكثرها بروزًا، وحجمها الكبير (أكبر بكثير من طائر صياد السمك الشمالي) وشكلها المميز ومكالماتها الصاخبة تجعل من السهل التعرف عليها في موطن مناسب في جميع أنحاء مداها، وعلى الرغم من أنّ طيور الرفراف الدائري يصطادون في الغالب فوق المياه العذبة فقد يجدهم المرء أيضًا في بيئات محمية بالمياه المالحة، وغالبًا ما يجلس لفترات طويلة في العراء على فرع عارية أو جسر أو سلك مرافق فوق الماء.

حمية طائر الرفراف الدائري

طائر الرفراف ذو الحلقات خبير في صيد الأسماك وأكلها، كما إنّه يحب أن يجلس عالياً في شجرة ويراقب الأسماك أو الفرائس الأخرى، وعندما تقترب السمكة من سطح الماء يغوص طائر الرفراف الدائري أولاً ليصطاد فريسته بمنقاره، وعلى عكس الطيور المائية الأخرى لا تحوم بالقرب من الماء قبل الغطس، ويفضل طائر الرفراف الدائري السمك الصغير بحجم 6 بوصات أو أصغر، وتشمل أحيانًا الضفادع والثعابين الصغيرة والقشريات في نظامها الغذائي، وللإمساك بالأسماك بإحكام فإن منقار طائر الرفراف الدائري له حواف خشنة وخشنة تسمى التشنجات القطنية، والتي تعمل مثل الأسنان لمنع الأسماك الزلقة من الهروب، وعلى عكس طائر صياد السمك الشمالي فانّه نادرًا ما تحوم طيور الرفراف الدائري لأكثر من بضع ثوانٍ عند الصيد فوق الماء.

طائر الرفراف الدائري والتهديدات

الحيوانات المفترسة الرئيسية لطائر الرفراف الدائري هي الطيور الجارحة بما في ذلك الصقر أبيض الذيل والنسر الأصلع والنسر الذهبي والصقر الشاهين، ومثل جميع الطيور يتعرض صائدو الأسماك لطيور الرفراف الدائري للتهديد بسبب تغير المناخ وتدمير الموائل، وتم تصنيف هذه الطيور على أنّها أقل اهتمام من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، وهم محميون بموجب قانون معاهدة الطيور المهاجرة (MBTA).

تكاثر طائر الرفراف الدائري والصغار

يصل طائر الرفراف الدائري إلى مرحلة النضج الجنسي عند بلوغه عام واحد تقريبًا، ويبحث الذكر عن أنثى ويؤدي طقوس تزاوج تشمل الرقص والغناء، والإناث والذكور يحفرون جحرًا، حيث يضعون العش والذي يبنونه أيضًا معًا، ويستخدمون الأغصان والقصب وحراشف الأسماك في بنائه، ويبلغ طول الجحر عادة من 5 إلى 8 بوصات مع وجود حجرة عش في أحد طرفيه.

عادة ما يضع طائر الرفراف الدائري عشه في موالف أفقي في ضفة نهر أو في رمال النهر، وسيساهم كل من الذكر والأنثى في حفر العش واحتضان البيض وإطعام الصغار، ويتكون النظام الغذائي للكتاكيت من الأسماك والقشريات الصغيرة والضفادع والحشرات المائية.

تضع الأنثى من 4 إلى 5 بيضات وأحيانًا أخرى من 3 إلى 6 بيضات في غرفة العش، وتستغرق فترة الحضانة حوالي 23 يومًا، وكلا الوالدين يساعدان في احتضان البيض وإطعام الفراخ، وبعد حوالي 5 أسابيع يغادر الفراخ العش ولكن لا يزال والديهم يعتنون بهم لعدة أسابيع بعد ذلك، كما أنّه بعد الفقس يبدأ صغار طائر الرفراف الدائري في التوسل للحصول على الطعام من خلال نداءات الأزيز، والتي سرعان ما تتحول إلى صوت يشبه صوت صاخب الكبار، ويقدر عدد الطيور بحوالي 20،000،000، ويعتبر سكانها مستقرين من قبل دعاة حماية الحياة البرية.


شارك المقالة: