طائر الكوكاتو وصغاره

اقرأ في هذا المقال


تشتهر طيور الكوكاتو (cockatoo) بأسلوبها الحيوي وزينة رأسها الجذابة، وما لا يعرفه الكثيرون هو أنّ الكوكاتو طيور متطلبة للغاية، ومع ذلك إذا تم التعامل معهم بطريقة مناسبة للأنواع فإنّهم يكافئون أصحابها بالعاطفة والولاء مدى الحياة.

الموطن

يعتبر طائر الكوكاتو وصغاره من بين أكثر أفراد عائلة الببغاء شهرة وحبًا وذلك بفضل عرفهم الناعم وفضولهم الطبيعي، وتوجد مع صغارها في أستراليا والدول الجزرية الأصغر في الشمال والغرب وتعيش في مناطق الغابات بجميع أنواعها من بساتين الأوكالبتوس إلى غابات الصنوبر والغابات المطيرة، ويمكنهم أيضًا العيش في المنحدرات السفلية للمناطق الجبلية وكذلك أشجار المانغروف والأراضي الريفية المفتوحة لتتغذى على بذور الحشائش.

المظهر

تختلف الببغاوات عن الببغاوات الأخرى ليس فقط بسبب عرفها الذي يمكن أن يربيه الطائر عند الحاجة، ولكن أيضًا لأنّ معظمهم أسود أو أبيض (مع استثناءات قليلة ملحوظة مثل الجالا الرمادي والوردي)، ويحدث هذا بسبب عدم وجود نسيج خاص يُعرف باسم نسيج (Dyck) في الريش، وفي الببغاوات الأخرى ينتج عن وجود هذا النسيج اللون بالطريقة التي يعكس بها الضوء، ولا تحتوي طيور الكوكاتو وصغارها أيضًا على غدد زيتية ولكنها تنتج مسحوقًا ناعمًا ناتجًا عن انهيار الريش الناعم الخاص، حيث تساعد البودرة على حماية ريشها وإبقائها نظيفة.

مثل كل الببغاوات فأنّ ببغاوات الكوكاتو هي زايغوداتيل (zygodactyl)، وهذا إلى جانب استخدام منقارهم، حيث يمنحهم القدرة على استخدام أقدامهم مثلما نستخدم أيدينا ويساعدهم في جعلهم متسلقين رائعين، والقدرة على التسلق أمر ضروري للطيور التي تعيش وتطور في غابات كثيفة، فمن الصعب أن تطير عبر الأغصان الكثيفة المورقة بل وحتى الوصول إلى الفاكهة أو المكسرات التي هي طعامها الأساسي، ويصعب الوصول إليها ولكن نظرًا لأنّ الكوكاتو يمكنها التسلق عبر أغصان الأشجار بشكل جيد فيمكنها الوصول بسهولة إلى الأطعمة التي تريدها، وهذه الطيور قادرة أيضًا على الاحتفاظ بطعامها في قدم واحدة بينما تتوازن من جهة أخرى.

الببغاوات هم من البدو الرحل في تحركاتهم فيسافرون في مجموعات صغيرة أو قطعان ضخمة إلى مناطق ذات إمدادات غذائية وفيرة وغالبًا بسبب الفصول، كما إنّهم يطيرون في النهار فقط ويتغذون ويستريحون قبل العودة إلى منازلهم ليلاً، وتجثم بعض الطيور في عش أو شجرة مجوفة والبعض الآخر في أوراق الشجر الكثيفة، فغالبًا ما يلعب بعض الكوكاتو مع بعضهم البعض ويقومون بمناورات جوية معقدة أو تصرفات غريبة مجنونة مثل التعلق رأسًا على عقب أثناء الجلوس لمجرد المتعة، وقد تكون هذه الأنشطة بمثابة شكل من أشكال التمارين للطيور ويبدو أنّها تقوي الروابط الاجتماعية.

التواصل والإدراك

الببغاوات وطيور الكوكاتو وكذلك صغارها صاخبة، حيث يمكن القول إنّهم الأعلى صوتًا بين جميع الببغاوات ويصرخون للتواصل مع بعضهم البعض أو لمجرد الاستمتاع بالضوضاء، وهذا الصوت العالي هو تكيف رائع للعيش في غابات كثيفة ومظلمة، مما يساعد كل طائر على التواصل مع الآخرين عبر مسافات طويلة على الرغم من أنّهم بعيدون عن الأنظار.

الحياة العائلية

يستخدم ريش القمة للتواصل أيضًا، حيث يغير الطائر موقعه وفقًا للحالة المزاجية، ويشير الريش المرتفع إلى حالة تأهب أو إثارة أو هياج، وعندما يتحرك الطائر أو يشعر بالتبعية فإنّه يضغط على ريشه بالقرب من الجلد، والريش المريح يعني أنّ الطائر يأكل أو يستريح، وإذا احتاج الببغاء إلى التسخين يمكنه رفع هذا الريش جزئيًا وحبس الهواء تحت الريش، حيث يقوم الطائر بهذا أيضًا إذا احتاج لإقناع الآخرين بحجمه.

عندما يرتفع الريش بالكامل ويكشف الجلد العاري يكون الطائر جاهزًا للاستحمام أو الإحماء في الصباح بعد ليلة باردة، وبببغاء النخيل بقعة حمراء من الجلد تحت عينيه، وعندما يكون الطائر متحمسًا يتحول لون البقعة من اللون الوردي الداكن إلى الأحمر البرتقالي إلى القرمزي.

كما تشكل بعض أنواع الكوكاتو روابط زوجية طويلة الأمد، وتعشش الأزواج عمومًا في تجويف شجرة أو جوفاء وتضيف طبقة من رقائق الخشب في الأسفل للبيض، وتضيف طيور الكوكاتو غالاه -وهي كوكاتو استرالي صغير ذو ظهر رمادي ورأس وردية وردية وأجزاء سفلية وفيرة وتعتبر من الآفات- فروعًا مورقة إلى العش المجوف قبل وضع البيض، وفي معظم الكوكاتو يقوم كلا الجنسين باحتضان البيض والعناية بالصيصان، وبالنسبة للكوكاتو الأسود فإنّ الأنثى فقط هي التي تقوم بواجب الحضانة.

توضع بيضة واحدة إلى ست بيضات في القابض كل يومين إلى ثلاثة أيام، وفي القوابض الأكبر حجمًا لا يبدأ الآباء في احتضان البيض حتى يتم وضع البيض الأخير، مما يضمن أنّ الكتاكيت تفقس في نفس الوقت تقريبًا، ومع ذلك فإنّ آخر كتكوت يفقس يواجه منافسة شرسة على الطعام من أشقائه الأكبر سنًا وبالتالي الأكبر منهم، وغالبًا ما يبقى الكوكاتو مع القطيع الذي نشأ فيه.

ويعد المنزل هو المكان الذي يوجد فيه الجوف، وتختلف كوكاتو النخيل عن غيرها من الببغاوات عندما يتعلق الأمر بالتعشيش، فيعششون في أجوف مفتوحة في الأعلى، وأثناء تحضير العش تجلب هذه الطيور العصي الرقيقة وتقطعها إلى قطع صغيرة ثم تسقطها في التجويف، ويشكل تراكم القطع المكسورة منصة تحافظ على ارتفاع البويضة فوق أي ماء يتجمع.

عند الرضاعة تعتمد الكوكاتو على رفقاء الكوكاتو الحراس الذين يجلسون بالقرب من قطيع التغذية ويبقون أعينهم مفتوحة لخطر محتمل وعادة ما يكون طائرًا جارحًا، وفي حالة ظهور حيوان مفترس أو أي تهديد آخر ترسل الطيور الخافرة نداء إنذار بصوت عالٍ ويطير القطيع بأكمله ويصرخ ويصرخ.

الموئل والنظام الغذائي

يعيش الكوكاتو وصغاره في أستراليا وغينيا الجديدة وإندونيسيا وجزر سليمان والفلبين، كما إنّهم يستخدمون الغابات المطيرة والأراضي الشجرية وبستان الأوكالبتوس والغابات وأشجار المانغروف والبلد المفتوح، ويتجمع الكوكاتو في قطعان كبيرة مزعجة -والتي تحتوي أحيانًا على نوعين أو ثلاثة أنواع مختلفة من الكوكاتو- لتتغذى على التوت والبذور والمكسرات والجذور، ويمكن أن يصل عدد القطعان إلى عشرات إلى آلاف الطيور، وليس من غير المألوف أن تجد كوكاتو يأكل بذور الأعشاب والمحاصيل المزروعة حيث ولهذا السبب يعتبرها المزارعون آفات في بعض المناطق.

الحفاظ على الكوكاتو

يحظى الكوكاتو وصغاره بالإعجاب لذكائهم ولكن كونهم أذكياء قد يوقعهم أحيانًا في المشاكل، ويتعلمون بسرعة أن يأخذوا الصدقات من البشر ويحبون مداهمة مغذيات الطيور، وإذا جفت مصادر طعامهم لهم ولصغارهم فيمكنهم تدمير الأرضيات الخشبية والألواح الخشبية على المنازل بل ومن المعروف أيضًا أنّهم يزيلون الأختام المطاطية من أضواء الشوارع.

أصبحت حيوانات أليفة شائعة في السبعينيات ويرجع ذلك جزئيًا إلى وجود نوع من أنواع الببغاء تريتون (Cacatua galerita triton) في البرنامج التلفزيوني (Baretta)، مما أدى إلى انخفاض مفاجئ ودراماتيكي في أعدادهم في البرية، وفي الواقع يُعتقد أنّ بعض الكوكاتو الإندونيسي انقرض بسبب محاصرة تجارة الحيوانات الأليفة، كما إنّ طائر الببغاء الفلبيني (Cacatua haematuropygia) والببغاء الأصفر الذروة (Cacatua suphurea) معرضان لخطر شديد.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: