طائر طنان ياقوتي الحنجرة وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر طنان ياقوتي الحنجرة (Ruby-Throated Hummingbird) هو طائر يكون غير قادر على المشي أو القفز حيث يطير طائر طنان ياقوتي الحنجرة عن طريق تحريك جناحيه حتى 50 مرة في الثانية، وفي أجزاء كثيرة من شرق الولايات المتحدة يشير وصول طيور الطنان الياقوتي الحنجرة إلى أنّ الربيع قد وصل أخيرًا، وهذه الطيور التي تعيش حوالي 4.5 سنوات تهاجر حوالي 2100 ميل مرتين في السن، ويمكن للطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي أن ترى في طيف الضوء فوق البنفسجي الذي لا يستطيع البشر رؤيته، وتفضل الطيور الطنانة الياقوتية الحلق الرحيق من الزهور البرتقالية والحمراء.

موطن طائر طنان ياقوتي الحنجرة

يمكن العثور على الطيور الطنانة الياقوتية الحلقية بالاعتماد على الوقت من السنة، فتبدأ هذه الطيور عامها في منطقة البحر الكاريبي، ويمكنهم الطيران أكثر من 1200 ميل دون التوقف للراحة، ومن أجل الاستعداد للهجرة وضعوا حوالي 30٪ إضافية من وزن أجسامهم، كما إنّهم يعيشون في كندا والولايات المتحدة خلال أشهر الصيف.

ومن الممكن رؤيتهم في المكسيك أثناء انتقالهم من مكان إلى آخر، وعادة ما تبدأ الهجرة الربيعية في أواخر فبراير أو أوائل مارس، وتتابع الذكور الإناث من 10 إلى 14 يومًا، وبحلول منتصف شهر مارس تكون قد وصلت الطيور الطنانة الياقوتية الحلقية إلى دول الخليج، وبعد ذلك ينتقلون عبر شرق الولايات المتحدة حتى يصلوا إلى كندا في أوائل مايو حيث سيقضون أشهر الصيف.

تهاجر هذه الطيور عائدة إلى منطقة البحر الكاريبي في الشتاء، ويغادر الكثيرون كندا بحلول نهاية يوليو، بينما يعتقد الكثيرون أنّ الطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي تعبر شبه جزيرة يوكاتان أثناء هجرة الخريف، تمامًا كما تفعل خلال فصل الربيع ويشك البعض في هذه النظرية، ويقترحون أنّ بعض الطيور وخاصة الأضعف منها تغادر جنوب فلوريدا وتستخدم كوبا كمكان للراحة قبل السفر إلى وجهتها النهائية في منطقة البحر الكاريبي، وقد يكون الأمر متروكًا لكل طائر طنان لاستخدام غرائزه لتحديد أفضل طريق للهجرة لأنّ كل طائر طنان ذو حلق ياقوتي يقوم بالرحلة بمفرده.

مظهر طائر طنان ياقوتي الحنجرة

تزن الطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي 0.11 أونصة ويبلغ طولها حوالي 3 بوصات، ويبلغ طول جناحيها حوالي 4 بوصات، والذكور أصغر بحوالي 20٪ من الإناث، وتنمو جميع الطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي بالكامل عندما تغادر العش، لذلك يجب على المرء استخدام أدلة أخرى لتحديد ما إذا كان ينظر إلى حدث أو طائر بالغ، والذي غالبًا ما تبدو الطيور الصغيرة مثل الإناث حتى عندما تكون ذكورًا، وما يقرب من 20٪ من طول الطائر هو منقاره، وفي الطيور الصغيرة يحتوي المنقار على خطوط تعمل بحجم هذا ولكن هذه الخطوط تختفي عادة عندما يبلغ الطائر 9 أشهر من العمر، ويمكن أن يساعد هذا في البحث عن هذه الخطوط في تحديد ما إذا كان الطائر حدثًا أم لا.

تبدو عين طائر طنان ياقوتي الحنجرة سوداء، وتوجد بقعة صغيرة من الريش الأبيض الصغير خلف العين مباشرة، والذكور لديهم حلق أحمر فاتح، وقد يظهر اللون الأحمر فقط عندما تكون أمام الطائر مباشرة، ويعني امتداد جناحي هذا الطائر البالغ 4 بوصات أن الأجنحة قد تظهر أطول من الذيل عندما يستريح الطائر، ولدى الذكور دائمًا نقاط في نهاية ريشهم حتى عندما يكونون صغارًا، في حين أنّ ريش ظهر هذا الطائر الطنان قد يبدو أفتح أو أغمق فإنّه سيكون أخضر زمردي، وهذه الطيور لديها ثلاثة أصابع في أقدامهم في الأمام وإصبع واحد في الخلف، وقد تنتفخ أرجل الإناث خاصة عندما تكون حاملاً مما يجعلها تبدو أكبر من تلك الموجودة لدى ذكور الطيور.

تكاثر طائر طنان ياقوتي الحنجرة والصغار

طائر طنان ياقوتي الحنجرة هو الطائر الطنان الوحيد الذي يعشش في شرق الولايات المتحدة، وعادة ما يضعون بين بيضة وثلاث بيضات في كل عش، وأقدم طائر طنان ياقوتي الحنجرة تم وضع علامة عليه كان عمره 9 سنوات وشهر واحد، ومتوسط ​​العمر الافتراضي ما بين 3 و 5 سنوات.

يُفترض أنّ الطيور الطنانة ذات الياقوت الأحمر متعددة الزوجات، ومع ذلك قد يحدث تعدد الأزواج (للإناث عدة أزواج) وتعدد الزوجات (لكل من الذكور والإناث أزواج متعددة) في هذا النوع، وهذه الطيور لا تؤسس أزواج تكاثر ؛ ينفصلون بعد الجماع وتقدم الإناث كل الرعاية الأبوية.

قد يبدأون بإقامة ريش حلقهم الأحمر ومضايقة الأنثى، ويؤدون عرض الغوص بالطيران في حلقات الغطس فوق رأس الإناث، وإذا جثم الأنثى يتحول الذكر إلى الطيران في أقواس أفقية سريعة جدًا أقل من 0.5 متر أمام الأنثى، وخلال هذه العروض يمكن لجناحي الذكر أن تضرب حتى 200 مرة في الثانية (على عكس 90 نبضة في الثانية العادية)، وإذا كانت الأنثى متقبلة للذكر فقد تصدر مكالمة: “ميو” وتتخذ وضعية جيدة مع ريش ذيلها متدليًا وجناحيها متدليان، وبعد الجماع يفصل الذكر عن الأنثى.

تختار الأنثى موقع العش وتبني العش، وعادة ما يتم بناء الأعشاش بالقرب من طرف فرع منحدر أسفل مظلة ورقة وفوق منطقة مفتوحة إلى حد ما، كما إنّها مصنوعة من مواد نباتية وخاصةً الشوك والهندباء ولكن يمكن أيضًا استخدام شبكات العنكبوت وقشور البراعم وراتنج الصنوبر، والجزء الخارجي من العش مزين بالأشنات، فتبني الطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي أعشاشها في الأشجار أو الشجيرات الكبيرة من ارتفاع 5 إلى 40 قدمًا من الأرض، كما إنّهم يفضلون طرفًا مائلًا لأسفل على شجرة نفضية، ومن المعروف أيضًا أنّهم يبنون أعشاشهم على الأسطح والأعمدة والأماكن الأخرى المتاحة.

على عكس بعض الطيور التي تحاول جعل أعشاشها بعيدة عن البشر لا تهتم الطيور الطنانة الياقوتية الحنجرة إذا كان عشها بجوار مساكن الإنسان، وعند بناء الأعشاش من حرير العنكبوت والمواد النباتية فأنّه يسمح الحرير للعش بالتمدد بشكل طبيعي بعد ولادة الأطفال لاستيعاب حجمهم المتزايد وسلوكياتهم المتزايدة، حيث تقضي الأنثى ما يصل إلى 10 أيام في بناء العش بمفردها، وتضع اللمسات الأخيرة عليها عن طريق تمويهها بالحزاز أو أي مادة نباتية أخرى، ويضع الطائر بين بيضة واحدة وثلاث بيضات في العش، وعندما يكتمل العش تضع الأنثى من 1 إلى 3 (عادة 2) بيضات، وتحضن الأنثى البيض لمدة 10 إلى 14 يومًا.

تكون الكتاكيت صخرية عند الفقس وتترك العش بعد 18 إلى 22 يومًا من الفقس، وتستمر الأنثى في إطعام الكتاكيت لمدة 4 إلى 7 أيام بعد الفقس حتى يبلغ عمرها من 22 إلى 25 يومًا، ومن المحتمل أن تتكاثر هذه الطيور في الموسم التالي في عمر سنة واحدة، ويمكن للطيور الطنانة الياقوتية الحنجرة أن تربى ما يصل إلى ثلاثة حاضنات كل عام، ويسرد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature- IUCN) أنّ طائر طنان ياقوتي الحنجرة على أنّه أقل ما يثير القلق، ويقولون أنّ عدد السكان آخذ في الازدياد، وهناك ما يقرب من 7 ملايين من هذه الطيور الطنانة وسكانها مستقرون.

طائر طنان ياقوتي الحنجرة والنظام الغذائي

النظام الغذائي المفضل لتغذية الطيور الطنانة الياقوتية الحنجرة هو الرحيق، فلديهم تفضيل للنباتات البرتقالية والحمراء ولكنهم يأكلون الرحيق من أي نبات تقريبًا، بالإضافة إلى ذلك سوف يأكلون العناكب والحشرات الصغيرة، ويزداد استهلاكهم للحشرات في أشهر الشتاء حيث يصعب العثور على الرحيق، وقد يساعد أيضًا الطيور في الحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها للقيام بهجرتهم الطويلة.

طائر طنان ياقوتي الحنجرة والتهديدات

يعد اليعسوب وسرعوف الصلاة وعناكب النساج تنتظر اقتراب طائر طنان ياقوتي الحنجرة، بالإضافة إلى ذلك تأكلها الطيور الأخرى مثل صرد الطرقات وصرد الرأس ضخمة الرأس التي تجدها وجبة لذيذة، وأخيرًا يخطئ بعض الضفادع في اعتبارها حشرات، يعد فقدان الموائل مشكلة بالنسبة للطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي، ومع ذلك فإنّ سكانها لا يزالون مستقرين، وتعتبر الأنواع الأقل إثارة للقلق.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: